يمن جديد .. ومستقبل أفضل

> أحمد عمر بن فريد:

> كان وسيبقى عشمي الكبير في كل ما حصل لي قبل يومين , من عمل ( همجي - وحشي ) غير أخلاقي ولا إنساني , هو ذلك الحب الكبير الذي انهمر وتدفق تجاهي من قلوب جماهير شعبنا الطيب المسالم المتحضر, فهاتفي الجوال لم يتوقف دقيقة واحدة عن الرنين أثناء اختطافي وبعد وصولي إلى منزلي .. حيث تلقيت العديد من مكالمات التضامن والتعاطف والمؤازرة من مختلف محافظات الجنوب بلا استثناء .. من داخل الوطن ومن خارجه .. وبالقدر الذي كانت فيه تلك الليلة التي اختطفت فيها مظلمة في جميع جوانبها , فإن عواطف الناس ومشاعرها كانت مشرقة ومبهجة ومعبرة عن حب حقيقي وليس مزيفاً أو مزوراً , وكان هذا الحب وسيبقى زادي .. ومصدر عزيمتي .. وتاج رأسي.

إن لي في قلوب أبناء ردفان والضالع ويافع وأبين وعدن ولحج وحضرموت والمهرة ما هو موجود لي في قلوب أبناء محافظتي العزيزة .. محافظة شبوة الباسلة , وعلى ثقة كبيرة ويقين تام, بأن من قام بممارسة هذا العمل البلطجي تجاهي لا يوجد له أي مكان في قلب أي إنسان في طول بلادنا وعرضها ولو حتى بمقدار خرم الإبرة .. إنه عمل جبان بكل المقاييس , وهو دليل على الإفلاس في كل شيء ... ولا شيء غير الإفلاس .

لقد فشلت الحكومة في أن تقدم لهذه المدينة العريقة (عدن) بيئة استثمار حقيقية , فشلت تماماً في أن تجعل من مختلف مناطق عدن.. مناطق حرة وجاذبة للاستثمار , وذلك بسبب فشلها الذريع في الحد من هيمنة القوى المتنفذة التي استباحت عدن .. ولذلك .. وأمام هذا العجز الكبير , فضلت أن تجعل من مناطق عدن مساحات لممارسة إرهاب الأحرار .. والتنكيل بهم , وهي حينما تقوم بذلك فإنها تستوفي كل الشروط الضرورية لجذب المستثمر .. والنافذة النكتة .. المفتوحة .

إن عملي السياسي وكتاباتي التي أعبر فيها عن رأيي الحر الشجاع, إنما تأتي مما لي من حقوق أقرها القانون والدستور , وكنت أعتقد أن هناك من يحترم هذا النظام وهذا القانون , وأنه وبموجب ذلك يستطيع أن يقدمني من يشاء إلى المحاكم وقراراتها إن جاءت ضدي .. لكنني لم أتوقع أن يرمي هؤلاء ورؤسائهم بنصوص الدستور والقانون في الصحاري المقفرة وفي الليالي المظلمة .. تماماً كما حدث معي , معلنين بذلك تدشينهم للعنوان الكبير .. يمن جديد .. ومستقبل أفضل !

كان يمكن لهذا الشعار أن يكون حقيقة , فيما لو تم جرجرة واحد فقط من عتاولة الفساد إلى المحاكم .. وكان يمكن لهذا الشعار أن يكون في مكانه الطبيعي, فيما لو تمت مصادرة ممتلكات منهوبة قام بنهبها متنفذ كبير في عدن أو سواها من قوت وحلال الضعفاء والمساكين وما أكثرها.. وكان يمكن أن يكون هذا الشعار محل احترام وتقدير الشعب فيما لو تم الكشف عن مصير مليارات الريالات التي تذهب إلى جيوب الفاسدين بلا أدنى حق .. وبلا أدنى مبرر سوى أنهم فاسدون .. وكان يمكن لهذا القانون أن يكون محط تقدير العالم الخارجي فيما لو التزمت السلطات بجميع القوانين والمواثيق التي تعهدت بها أمام المجتمع الدولي ثم تقوم بإنكارها ودوسها في ثنايا الظلام بمثل هذه السلوكيات الهمجية .

إن الصراع ما بين قوى الخير والشر, هو صراع أزلي وعلى مدى التاريخ البشري, ويمكن للشر وقواه المتخلفة أن تسيطر في لحظات معينة, ولكنها وبكل تأكيد هي لحظات قليلة .. ضعيفة .. ومهزوزة .. وعديمة الثقة بالنفس, ولكن الخير وقواه الحية التي ينبض في عروقها الحب والسلام دائماً ما تنتصر ودائماً ما يرتفع صوتها عالياً ومجلجلاً, ودائماً ما تكون لها الغلبة من قبل ومن بعد ... لأنها تمثل (الحق) .. وربنا .. رب العزة والجلال اسمه الحق , فكيف يمكن أن يجعل الباطل سيداً على الحق ..؟!! إنها معادلة إلهية .. لا يمكن أن تغير سيرورتها خفافيش الظلام .

إننا على العهد .. ماضون كالسيف .. لن نتراجع ولن نخضع ولن نستسلم , ولن يسكت صوتنا أو يخرسه أحد ونحن على ثقة مطلقة أن الحق سينتصر كما هو دائماً منتصر في يومنا هذا ... وإلى قيام الساعة.

رسالة رجل إلى الخاطفين :

أنتم تعلمون أن اسمي : أحمد عمر أحمد بن صالح بن فريد العولقي .. وأنا من محافظة شبوة ومن قبيلة العوالق .. فإن كنتم واثقين من أنفسكم فإنني أتحداكم أن تعلنوا عن أسمائكم وقبائلكم , لأننا في زمن يحتكم إلى هذا البيت الشعري :

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى