فضل الله يستبعد تحول الازمة السياسية الى حرب اهلية في لبنان.

> بيروت «الأيام» ليلى بسام :

>
المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله
المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله
استبعد المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله أمس الأربعاء تحول الازمة السياسية التي تعصف بلبنان منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 الى حرب اهلية.

وقال فضل الله في مقابلة مع رويترز في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت "في لبنان انا لا ارى خطورة في الوضع الامني بمعنى ان يتحول هذا الجدل السياسي وهذه الازمة المستحكمة الى حرب اهلية لان اللبنانيين بأجمعهم لايريدون الدخول في حرب اهلية بعد التجربة التي خاضوها في الحرب الاهلية الماضية."

ويشهد لبنان صراعا سياسيا عميقا تواجه فيه الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا والمدعومة من الولايات المتحدة تحالفا معارضا يضم حزب الله وحركة امل الشيعيتين والزعيم المسيحي ميشال عون وحلفاءهم.

وتتفاقم الازمة السياسية مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي اذ انه بموجب الدستور يتعين ان ينعقد البرلمان يوم 25 سبتمبر ايلول لاختيار خليفة للرئيس اميل لحود الحليف الوثيق لسوريا والذي تنتهي ولايته منتصف ليل الثالث والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

ودعا رئيس البرلمان نبيه بري أمس الأربعاء الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب في الخامس والعشرين من سبتمبر لانتخاب رئيس الجمهورية لكن حتى الان لم تظهر علامة على التوصل الى تسوية للصراع السياسي بما يسمح بالمضي قدما في التصويت.

وتزداد مخاوف المعلقين والمحللين السياسيين من ان تعم الفوضى البلاد في حال فشل لبنان في تجاوز الاستحقاق الرئاسي بنجاح واختيار رئيس جديد.

وقال فضل الله "انني لا اجد ان هناك مصلحة امريكية وفرنسية واوروبية بشكل عام لاي فوضى امنية في لبنان باعتبار ان اي فوضى سوف تخلط الاوراق بشكل فوق العادة فقد تترك تأثيرها على القوات الدولية التي قد تسحبها دولها او على الصراع ضد اسرائيل."

ويعمل حوالي 1300 جندي من قوات حفظ السلام الدولية الموسعة (يونيفيل) في جنوب لبنان الى جانب نحو 15 الف جندي لبناني وفقا لقرار لمجلس الامن الدولي انهى حربا دامت 34 يوما بين حزب الله واسرائيل في صيف العام الماضي.

واتهم فضل الله الادارة الامريكية بمحاولة اثارة الفوضى في البلاد لكنه مضى يقول "اني اتصور ان امريكا التي تحركت من اجل ايجاد الفوضى السياسية في لبنان ليس من مصلحتها ان تتحول الفوضى السياسية الى فوضى امنية."

وعبر عن رفضه ان "يكون لبنان ساحة للعنف من اي جهة كانت" وقال " اننا نرفض العنف المفروض على لبنان في الخارج من خلال العدوان الاسرائيلي كما اننا نرفض العنف في الداخل من خلال الجهات التي تحاول ان تحرك العنف نتيجة حساسيات دينية طائفية او حساسيات مذهبية ممن قد يستعينون ببعض الجهات المتطرفة من الخارج لتحريك اوضاعهم الخاصة في الداخل."

واضاف "لذلك نحن نرفض هذه الفوضى الامنية التكفيرية في العراق التي توجه ضد العراقيين انفسهم لا ضد الاحتلال بشكل اساسي.. نرفض ان تنتقل الى لبنان."

وشهد لبنان على مدى 15 اسبوعا اسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية التي انتهت قبل 17 عاما في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الاسلام التي اكد كبار قادة الجيش وجود علاقة مباشرة بينها وبين تنظيم القاعدة.

وقتل على الاقل 222 مسلحا اضافة الى توقيف 202 مسلح في مخيم نهر البارد كما قتل 42 مدنيا و163 جنديا. واحكم الجيش قبضته يوم الاحد الماضي على المخيم بعد معارك شرسة برا وبحرا وجوا مع المسلحين الذين تحصنوا داخله.

وقال فضل الله "انا لا اتصور ان هذه المسألة سوف تتكرر في لبنان لان مسألة مخيم نهر البارد قد افهمت كل الافرقاء في لبنان على المستوى السياسي او المذهبي او على المستوى الفلسطيني بانه لن يربح احد من اي حرب يمكن ان تنطلق في المخيمات باعتبار ان الشعب اللبناني باجمعه وقف صفا واحدا ضد هذه الحرب وضد هذه الفتنة."

ودعا اللبنانيين "الى رفض اية معركة في الداخل واي حرب اهلية في الداخل سواء كانت بين السنة والشيعة او بين المسيحيين والمسلمين وقد عملنا مع الكثير من العقلاء -عقلاء السنة والشيعة- على مواجهة الفتنة السنية الشيعية التي اريد لها ان تتحرك في لبنان لتصل الى وضع يشبه وضع الحرب الاهلية."

واضاف "اعتقد اننا نجحنا في اسقاط هذه الفتنة ولم يبق هناك الا بعض الحساسيات التي تثيرها بعض الاوضاع السياسية في هذه الدائرة او تلك الدائرة."

(شارك بالتغطية توماس بيري) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى