تضامناً مع الكلمة الحرة الجريئة والقلم «الفريد»!

> علي الذرحاني:

> إلى رمز الكلمة الشجاعة والقلم (الفريد).. إلى صاحبة (الجلالة) السلطة الرابعة التي انتهكت هيبتها بانتهاك أحد جنودها البواسل بن فريد.

لا نستطيع إلا أن ندين ونشجب ونستنكر إلجام وإسكات الكلمة الحرة الجريئة المعبرة عن الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان التي قامت عليها وحدتنا المباركة ويتغنى بها مسئولونا وحكامنا ليل نهار عبر وسائل الإعلام المختلفة.

إن استخدام أسلوب القمع والاستبداد والإرهاب، وسيادة عقلية القوة لا قوة العقل تجاه الرأي المخالف والمختلف، وعدم التسامح معه معناه أن سلطة الكلمة تقض مضجع من يخافون من سطوة هذه الكلمة المؤثرة كأمضى سلاح، وصدق ربط بين الصحافة والسلطة الرابعة لأن لها هيبة وتسلطاً وتحكماً على أصحاب العقليات الشمولية التي تدعي امتلاك الحقيقة كاملة وأن وراءها الطوفان وإذا سمحت لك بمحاورتها فإنك حين تبدأ بطرح رأيك ومحاولة إقناع هذه العقليات، تهجم عليك وتقمعك وتعمل على إسكات صوتك لأن شعارها (حاورني أحاورك اقنعني أسحلك) فمن تربى على القمع والقهر والاستبداد لا تنتظر منه رأيا ديمقراطيا متسامحا، لأن فاقد الشيء منذ الصغر لا يعطيه عند الكبر ولا في أي مرحلة من مراحل حياته كلها.

إنني أهمس في أذن صاحب الحرف المتميز والقلم (الفريد) أن يمضي قدما بعزيمة وثبات مقاربا مسددا بين أهدافه وطموحاته وتطلعاته وأهداف ومقاصد مجتمعه الحاضر وعصره الراهن حتى لا يصبح في وادٍ والمجتمع في وادٍ آخر كمن يؤذن في مالطا ولا مجيب!! وليعلم بأن تطور الشعوب لا يقاس بعمر الأفراد، فقد ناضلت أوروبا للخلاص من قرون الظلام والحروب والقمع والاستبداد والهمجية واستغرق منها خمسة قرون منذ بداية عصر نهضتها حتى تصل إلى زمن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعلم والحضارة والمدنية والتقدم والرفاهية.. فلا تيأس يا (بن فريد) فلا بد لليل أن ينجلي ودوام الحال من المحال، ولا بد أنك كنت تعتقد بأننا قد وصلنا إلى ما وصلت إليه أوروبا فأفسحت المجال لعنان كلماتك ولحروفك لكي تنطلق بحرية وأنت تعلم بأن واقع مجتمعنا مازال في قائمة الدول المتخلفة بل والأقل نموا وأن الأخ لم يتصالح مع أخيه داخل منزل الأسرة الواحدة ولا يعرف ما معنى التسامح أو الديمقراطية وروح الاختلاف فكيف سيعطيك هذا التسامح عندما يمسك أو يتولى المسئولية؟!

إنني أدعو الأخ والكاتب والناشط السياسي الحاذق أن يستعين بالتلميح لا بالتصريح، وباستخدام الرمز لا المباشرة الصريحة في كتاباته، وليس هذا تعدياً على حقوقه في الكتابة أو إملاء على طريقته وأسلوبه بقدر ما هي نصيحة لأخ يفهم بأن هذا الواقع قد يفهمك خطأ أو يحرف أقوالك، فما عليك إلا استخدام التورية والإشارة والرمز والتشبيه والاستعارة والكناية والمجاز والطرفة والفكاهة الهادفة، وهذا لا يقلل من شجاعة الشجعان ولا يزيد الجبان جبناً وخنوعاً أو أمناً.. إنما هي البلاغة في القول، والكياسة في السياسة، والعقل والحكمة والمنطق قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي في المقام الثاني، والمنطق من معاني اللغة، واللغة تتجسد في اللسان والقلم، و«كلّك مفهومية»!

وابتسم أنت في بلادنا وليس في أوروبا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى