«الأيام» تلامس نشاط الفريق الطبي التطوعي في مستشفى السلام بيافع .. نخبة من أفضل الاستشاريين والجراحين يشاركون في الفعالية

> «الأيام» صلاح القعشمي:

>
ازدحام الأطفال والعائلات أمام العيادات الخارجية بالمستشفى
ازدحام الأطفال والعائلات أمام العيادات الخارجية بالمستشفى
شهد مستشفى السلام بمدينة لبعوس يافع بمحافظة لحج خلال الفترة من 30-18 أغسطس 2007م حركة طبية نشطة وازدحاماً شديداً أعادا إليها الحيوية والنشاط الذي افتقدته منذ سنوات عديدة.. حيث وصل إليها الفريق الطبي المكون من عدد من الاستشاريين والاختصاصيين في جراحة العظام والكسور والنساء والولادة والمخ والأعصاب والأطفال والجراحة العامة والباطني والعيون والأنف والأذن والحنجرة.. وتدفق أهالي القرى والوديان ومن المديريات المجاورة، رجالا ونساء، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، إلى عيادات التسجيل في المستشفى للمعاينة والتشخيص والمجارحة المجانية.

«الأيام» رصدت ما أنجزته الفعالية الطبية المجانية خلال ثلاثة عشر يوماً، وانطباعات عدد من المستفيدين لنقل صورة واضحة عن قرب، وخرجت بالحصيلة التالية.

همة عالية ونشاط مستميت لإنجاز أهداف النشاط الطبي

> الأخت فاطمة أحمد عبده، مديرة المستشفى قالت: «يشارك في هذه الفعاليات الطبية المجانية نخبة من أفضل الاستشاريين والجراحين اليمنيين، وقد شارك في الفريق الطبي المجاني الأول: أ. د عبدالناصر الوالي، استشاري جراحة العظام والكسور، أ. د. جمال حسين زين، استشاري طب الأطفال. أ. د. قاسم الأصبحي، استشاري جراحة المخ والأعصاب، أ.د. ناصر أحمد هرهرة، استشاري الجراحة العامة، أ.د. يحيى سيف، استشاري أمراض وجراحة النساء والولادة، أما الفريق الطبي المجاني الثاني فقد شارك فيه: د. أحمد غرامة، استشاري باطني، د. مالك عمر الأصبحي، استشاري أذن وأنف وحنجرة، د. علي عوض القعشمي، استشاري أذن وأنف وحنجرة، د.عثمان بن شجاع، استشاري جراحة عامة، د.ناجي السنيدي، استشاري جراحة العيون».

وأضافت: «ولدينا في هذه الفعالية الطبية المجانية عدد من أطباء العموم وفنيي المختبر والممرضين والصيادلة شاركوا بفاعلية كبيرة إلى جانب الكوادر المتخصصة، الذين عملوا جميعاً بنشاط مستميت وهمة عالية خلال 24 ساعة ساعدتنا بشكل كبير على إنجاح أهداف هذا النشاط الطبي المجاني، الأول من نوعه في هذا المستشفى، وقاموا بإجراء المعاينة والتشخيص والعمليات الجراحية في 8 تخصصات هامة عملت على إنهاء وطأة المعاناة للأسر المعدمة باعتبارها تخصصات مكلفة على المواطن وتجشمه عناء البحث والجهود التي قد يبذلها خلال رحلته إلى عدن أو صنعاء أو الخارج».وثمنت الأخت فاطمة أحمد عبده عالياً «الدور الفاعل لمكتبي الصحة العامة والسكان في المحافظة والمديرية، ممثلين بالأخوين د. عمر زين السقاف وقاسم قحطان محسن، في إنجاح هذا العمل الخيري وتوفير كافة المستلزمات الطبية التي يتطلبها العمل بما فيها رفع درجة استعداد غرفة العمليات وتمديد الحالات في مستشفى أكتوبر العام وتهيئة الظروف وتسخير إمكانيات مكتب الصحة ومستشفى أكتوبر لاستقبال الحالات المحولة من هذا المستشفى واستقبال الحالات الأخرى التي تصل إليه من مختلف المناطق والوديان. والحمد لله على هذا النجاح المتفرد، بفضل المولى عز وجل ثم بفضل تكاتف الجهود المشتركة لمكتب الصحة وأهل الخير، الذين آزرونا ووقفوا إلى جانبنا خلال فترة عمل الفريق التطوعي المجاني الأول والثاني».

وأردفت مديرة المستشفى: «لقد تم الكشف والعلاج وإخراج أجسام غريبة من مرضى الأنف والأذن والحنجرة بالمناظير الضوئية الحديثة، وهي أول تجربة تشهدها المديرية، وقد تم إجراء عمليات بهذه المناظير المتطورة تحت إشراف د. مالك عمر الأصبحي، استشاري أمراض جراحة الأنف والأذن والحنجرة وقد كللت جميع العمليات بالنجاح التام، وأجريت لكثيرين عمليات صغرى نفذها د. الأصبحي ود.القعشمي في العيادة الخارجية نظرا لتوفر هذه الأجهزة والمناظير الحديثة».

وأشارت إلى أن «عدد الحالات التي تم معاينتها وتشخيصها وإجراء العمليات الجراحية لها قد بلغت 3603 حالات موزعة على النحو التالي:

عيادة الجراحة (182)، عيادة العيون (350)، العظام والكسور (250)، الأطفال (210)، المخ والأعصاب (361)، الباطني (195) أذن وأنف وحنجرة (283)، النساء والولادة (66)، تخطيط القلب (27)، التلفزيون (60)، الأشعة (159)، وعيادة الطبيب العام (745)، أما الفحوصات التي أجريت في المختبر فقد بلغت 2958 فحصاً لـ 715 مريضا، وبلغ عدد العمليات الجراحية 82 عملية في الجراحة العامة، والعظام، والنساء والولادة، والأذن والأنف والحنجرة، والمخ والأعصاب، بالإضافة إلى عدد من حالات الطوارئ التي وصلت خلال فترة عمل الفريق الطبي التطوعي الأول والثاني.

وقالت مديرة المستشفى: «إننا بحاجة ماسة إلى تكرار مثل هذا العمل التطوعي لما له من انعكاسات إيجابية تخفف معاناة عدد كبير من الأهالي المستفيدين من المستشفى، وهم أبناء القرى والوديان والمناطق القريبة، الذين يأملون الارتقاء بهذا المستشفى والعمل على إعادة الحيوية والنشاط إلية وتأهيله التأهيل الفعلي ولو بافتتاح قسم للنساء والولادة وقسم للطوارئ كمرحلة أولى، وهو أملنا المنشود الذي نسعى لتحقيقه إن شاء الله». وعبرت عن امتنانها وشكرها العميق لصحيفة «الأيام» على حرصها المتفرد في تغطية الأحداث «ونقل نشاطنا هذا بوجه خاص، كما لا يفوتني بهذه المناسبة أن أقدم جزيل الشكر والتقدير للدكتور الخضر لصور، مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة عدن على تكرمه وتعاونه النبيل في تفريغ الأطباء المتطوعين للمشاركة معنا في إنجاح هذا المشروع الخيري».

وبماذا تحدث الآخرون؟

> العميد متقاعد حسين صالح العمري، طبيب أسنان كان يشغل منصب نائب مدير الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، تحدث عن شعوره بالرضى تجاه هذا العمل الخيري وقال: «إن المشاركين في الفريق سموا بشهامتهم وكرمهم الذي غلب الأنانية وترجموا كفاءاتهم العلمية وشهرتهم وإخلاصهم بأمانة وإتقان ولم يبخلوا بخدمة أهاليهم وآبائهم وأبنائهم وأمهاتهم وسعوا إلى تخفيف حدة آلام المرضى ومعاناتهم في هذا الزمن الصعب، وأعادوا البهجة والسرور إلى قلوب الكثير من أبناء قرى ووديان يافع وزرعوا الثقة من جديد بعد أن افتقدها الناس خلال السنوات العجاف الماضية.. إننا نهديهم باقة ورد على هذا النجاح والعمل الإنساني الكبير، الذين سخروا أنفسهم لتنفيذه بالتعاون مع كل الطيبين من أبناء يافع من أطباء وفنيين وداعمين وراعين لهذا العمل والنشاط الطبي المتفرد النبيل.. وشكراً للجميع».

> وفي قسم الرجال بمستشفى اكتوبر التقينا بأحد المرضى المرقدين بعد أن أجريت له عملية جراحية (بواسير) وهو العقيد متقاعد علي عبدالرحمن شائف بن رباح، من مديرية يهر.. الذي قال: «لقد أجريت العملية بكل سهولة ولم ألق أي تعقيد، ولم تكلفني مخاسير مالية سوى قيمة الملف وصرفيات أخرى بسيطة، ولو أنني أجريتها في أي مستوصف خاص لكلفتني الكثير من المال قد يصل إلى 60 أو 70 ألف ريال، وهذه والحمد لله نعمة كبيرة نتمنى لها الاستمرار إن شاء الله».

> وبالمثل كان حديث الأخ عوض أحمد الشرفي، الذي كان برفقة ابنته المريضة ليلى عوض، التي تبلغ من العمر 8 سنوات وأجريت لها عملية استئصال اللوزتين، حيث قال: «استبشرنا خيراً بوصول الفريق الطبي المجاني، ولم أتردد في إحضار ابنتي إلى اختصاصي جراحة الأذن والأنف والحنجرة ليقيني بالقدرة والخبرة التي يمتاز بها هؤلاء الأطباء، فجزاهم الله عنا ألف خير، وشكراً لكل الساعين لإقامة مثل هذا العمل الطبي».

ولنا كلمة أخيرة

وجدنا خلال جولتنا الصحفية طوال فترة هذا العمل الطيب أن كل الأحاديث أجمعت على تفرد هذه الخطوة، وأهميتها البالغة في إعادة الثقة والطمأنينة إلى نفوس أبناء المنطقة بعد أن وصلت الأمور إلى أدنى المستويات وبلغت وطأة المعاناة تحت الصفر تقريباً.. بيد أن الأمل يحدونا جميعاً في أن الأمور لا بد أن تعود إلى نصابها الطبيعي وتستقر وينصلح الحال بعون الله.وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقدم الشكر والتقدير لقيادة مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة والمديرية وإدارتي مستشفيي أكتوبر والسلام والأطباء وجميع الممرضين والممرضات والفنيين وكل من ساهم وقدم العون لإنجاح أعمال الفريق الطبي المجاني الأول والثاني.. آملين أن تستمر هذه الجهود لما فيه تخفيف شدة المعاناة عن الكثير من أصحاب الحالات المعسرة إن لم يكن عن كافة شرائح المجتمع.. وهو طموح مشروع والضرورة ملحة لتحقيقه إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى