سفينة على وشك الغرق

> «الأيام» سالم أحمد المرزقي - شبوة

> كيف لا أبكي وأنا أراك تغرقين أمام عيني، كيف لا أبكي وأنا أرى أمواج البحار المظلمة تتلاطم من حولك، كيف لا أبكي وأنا أرى الأطفال والشيوخ الكبار يصطرخون بداخلك ويطلبون المساعدة ولكن بدون جدوى، كيف لا أبكي وأنا أرى الكل ينظر إليك وكأن الأمر لا يعنيه، كيف لا أبكي لحالك أيتها السفينة المسكينة التي لم تعودي قادرة على تحمل كل هذه المخاطر التي تواجهك ولم تعودي تعرفين إلى أين يقذف بك هذا البحر المترامي الأطراف!

نعم إنه المستوى الصحي الذي آلت إليه بلادنا وأصبح يزداد سوءاً يوماً بعد يوم حتى أوشك على الغرق.

رأيت ذلك من خلال تجوالي بين المجمعات الصحية والمستشفيات، فهناك تجبرك الدموع على النزول حتى وإن كنت قاسي القلب، هناك ترى العجب العجاب، ترى المسئول يحرص على (ماذا دفع المريض) وعلى (الإيرادات) ولكنه لا يعلم ولم يسأل ماذا أعطي للمريض وما هو النقص داخل الأقسام، لدرجة أن بعض الأدوات الضرورية غير متوفرة بينما لا تتجاوز قيمتها المائة ريال، هناك لا يستطيع المريض الوصول إلى الطبيب إلا بعد دفع رسوم المقابلة ولكن ماذا بعد الدفع؟ وبكل بساطة يتم تحويل المذكور إلى عيادة خاصة نتيجة عدم توفر المواد اللازمة!

ويزداد الأمر ألماً عندما يكون الطبيب من أصحاب القلوب الرحيمة الذين ارتقوا إلى ظهر تلك السفينة لمساعدة أهلها ولكنهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام ذلك الكم الهائل من الأمواج المظلمة أمام تلك الوحوش المفترسة التي لم تجد من يحاسبها فظلت تنهش بأنيابها لحوم الناس الفقراء لأن كل من يلجأ إلى المستشفيات الحكومية هم تلك الطبقة الفقيرة التي لاحظ لها من خيرات البلاد.. فمن ينقذ تلك السفينة التي على ظهرها تلك الطبقة البائسة التي أوشكت على الغرق والكل ينظر إليها!؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى