> الرمادي «الأيام» رويترز :
السيارة التي كان يستقلها الزعيم السني عبدالستار ابو ريشة
وقتل عبد الستار ابو ريشة في هجوم أمس الأول بالقرب من منزله في الرمادي عاصمة ما كان في يوم من الايام واحدة من اخطر مناطق العراق.
وقال أحمد أبو ريشه شقيقه لرويترز ان جميع العشائر اتفقت على قتال القاعدة حتى آخر طفل في الانبار.
وتزعم أبو ريشة الذي التقى مع الرئيس الامريكي جورج بوش قبل اقل من اسبوعين (مجلس صحوة الانبار) وهو تحالف يضم العشائر السنية التي تعمل مع القوات الامريكية لطرد اعضاء القاعدة من معظم المنطقة الصحراوية الشاسعة.
وعين أحمد أبو ريشة رئيسا جديدا للمجلس بعد ساعات من موت شقيقه.
وقال الشيخ راشد مجيد وهو زعيم عشيرة في الرمادي ان قتل الشيخ أبو ريشة يعطيهم مزيدا من القوة الدافعة لمواصلة مواجهة اعضاء القاعدة والتخلص منهم.
واضاف ان قتله سيجعلهم أكثر حرصا لان سبب قتل أبو ريشة كان الاهمال في الامن. وقال انهم متأكدون بنسبة 90 في المئة من ان القاعدة كانت وراء اغتياله.
ويتفق مع ذلك كثير من العراقيين العاديين. وقال محمد حسين علي (45 عاما) من الرمادي "كل الانبار تدين لهذا الرجل الذي قدم الامن والاستقرار."
أثناء دفنه
وشارك المئات من الاشخاص من شيوخ العشائر ومسؤوليين حكوميين ومحليين ورجال دين أمس الجمعة في تشييع جنازة ابو ريشة ووري الثرى في مقبرة قرب مسقط رأسه وسط شعارات تدعو الى الثأر من تنظيم القاعدة.
واظهرت صور تلفزيونية لمصور رويترز اشتراك المئات من الاشخاص من بينهم شيوخ عشائر محافظة الانبار ومن مجلس صحوة الانبار في مراسيم التشييع يتقدمهم شقيقه الاكبر الشيخ احمد ابو ريشة الذي تم انتخابه خلفا لشقيقه أمس الأول.
ودفن ابو ريشة في المقبرة التي دفن فيها والده الشيخ بزيغ فتيخان ابو ريشة الذي قتل قبل ثلاث سنوات عندما اطلق عليه مسلحون يعتقد انهم من تنظيم القاعدة النار عليه عندما كان داخل سيارته وقتلوه وسائقه في الحال.
كما يرقد في نفس المقبرة شقيقه الاصغر محمد الذي قتل على ايدي مسلحين يعتقد ايضا انهم من تنظيم القاعدة قبل مايقارب السنتين داخل سيارته واثنان من حراسه في منطقة التنف قرب الحدود العراقية السورية عندما كان متوجها الى سوريا.
وتعرض اثنان من اشقاء ابو ريشة وهم عبد الله الذي يكبر الضحية والاخر علي وهو يصغر الضحية الى الاختطاف في مدينة الرمادي بعد عام 2004 ولم يعثر على جثتيمها حتى الان كما لم يعرف اي شيء عن مصيرهما وهو ماقد يشير الى احتمال قتلهما.
أحمد أبو ريشه
وشكل أبو ريشة مجلس صحوة الانبار في العام الماضي بعد ان ضاق زعماء العشائر السنية المحلية ذرعا من القتل العشوائي الذي تمارسه القاعدة وتفسيرها المتشدد للاسلام.
ومحافظة الانبار التي كانت قلب التمرد السني في العراق وأخطر منطقة على القوات الامريكية في العراق أصبحت آمنة نسبيا بعد ان ساعد أبو ريشة في اقناع الشباب ببدء الانضمام الى قوات الشرطة المحلية لتأمين ضواحيهم.
وأشاد بوش في كلمة أمس الأول بشجاعة ابو ريشة واشار الى تحسن الامن في الانبار كدليل على ان الاستراتيجية الامريكية تحقق تقدما.
وقال الميجر جيف بول وهو متحدث عسكري امريكي في الانبار "كان (أبو ريشة) شخصية مهمة لا شك في ذلك. ومقتله يعد بالتأكيد خسارة."
وقال "ما بدأه لا يمكن ايقافه. لقد قطعنا شوطا طويلا. واعتقد ان المجلس سيمض قدما."
وقال محمد الفهداوي وهو ضابط شرطة في الرمادي "رد الفعل سيكون عنيفا ضد القاعدة التي تريد قتل جميع زعماء العشائر وقادة الشرطة والجيش."
واضاف "قررنا عدم التماس الرحمة نحو اي شخص يتعاطف مع القاعدة لانه اما نحن أو هم."
ونعى رئيس الجمهورية جلال الطالباني الضحية وقال في بيان أمس الأول "إن أحسن أنواع الإنتقام لدماء الأبطال الأشاوس أمثال الشيخ أبوريشة الخالد هو الإصرار على مواصلة الدرب النضالي والجهادي المجيد المنور بدمائهم الزكية."
صورة من الارشيف .. عبدالستار ابو ريشة مع الرئيس الامريكي جورج بوش
وطالب المالكي في بيانه ابناء العشائر "الغيارى وكل المخلصين في الانبار الى تفويت الفرصة على الغرباء الذين يسعون لاثارة الفتنة والشقاق في المحافظة."
وقال "اصدرنا الاوامر بتشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن ملابسات الحادث واننا على يقين بأن الاجهزة ستلقي القبض على منفذي الجريمة البشعة وتحيلهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل."