بن فريد شرف ورفعة وعزة يحسد عليها

> «الأيام» محمد علي الجنيدي:

> يقال (مش كل طير يتاكل لحمه) لعل طائرنا هذه المرة غير كل الطيور ، طائر استطاع أن يجبر حيوانات الغابة المتوحشة والمفترسة الإذعان والانصياع والخضوع له بريشة غمسها في إناء الحبر فسطر بها كلمات مدوية وعبارات صارخة يسمع دويها إلى أبعد الآفاق ويتعالى صوتها فوق صوت الصواريخ والقنابل فزرعت الأمل والتفاؤل لوجود أصوات صادقة واضحة لا تتغير أو تتبدل لحدوث أي طارئ أو أي ضغوطات ليجني ثماره أناس ظهرت أمامهم الحقيقة بكل صدق وشفافية.. إنه ذلك الرجل الذي لن أستطيع أن أوفيه حقه وكل ما أستطيع أن أصفه به هذه الكلمات، هو ذاك الرجل الذي ترفع له القبعة احتراماً وتقديراً لشجاعته ونزاهته وطلاقة لسانه وسعة صدره وتواضعه، الكاتب الصنديد أحمد عمر بن فريد قد لا تكون هناك صلة تربطني به وليس لي سابق معرفة به ولم تشأ الأقدار ان تجمعني به إلا أنني أشعر بمعرفته من قديم الزمان مع تلك المقالات التي يطالعنا بها مرة كل أسبوع نترقب ما ستكشف عنها من حقائق تزيد من وعي وإدراك البشر بما يتم إخفاؤه من قبل أسراب الظلام وطغاة الفساد وعملاء التستر، إنها تلك المقالات التي ما أن نتصفحها حتى نشعر بأن هذا الكاتب الكبير يشاركنا المجلس في وسط الديوان.

إن جل ما أستطيع قوله عن ما تعرض له كاتبنا من أعمال صبيانية همجية التي لا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد لما يزعمه رواد الظلم والسلب والقمع والتنكيل من روح التعامل والتحاور وحرية التعبير، بل إن تلك الطريقة المذلة والمخزية التي سلكها أعداء الحق والعدل والتي تم بها اعتقال كاتبنا عنوة وجبراًً وألقي به وسط صحراء قاحلة في ليلة غاشمة خالية من سبل الحياة، لولا لطف الله عز وجل الذي شاء أن يحفظ هذا الرجل من غدر وتواطؤ أولئك الذين خلت قلوبهم من الرحمة وتحجرت أفئدتهم، أشخاص يزعمون أنهم دعاة السلام ونصرة المواطنين.

كاتبنا وأستاذنا إن ما تعرضت له في تلك الليلة الظلماء ما هو إلا وسام لك وتاج تزين به رأسك وشرف لم ينله غيرك ورفعة وعزة تحسد عليها. إن تلك المحاولة الدنيئة التي تعرضت لها ماهي إلا نتاج جرح يوخز في جسد كل من له صلة بالظلم والقهر والسلب الذي استشرى في البلاد.

كاتبنا امض قدماً مادمت على حق وما دام قلمك الغالي يسرد كل ما يشاهده فوق أرض الواقع وتأكد أنك لست وحيداً فمن خلفك أشاوس مدخرون للزمن.

أكتب هذه الأبيات بحق هذا التمثال الذي لنا كل الفخر والاعتزاز في الاحتذاءبه:

صوت يتعالى فوق الجبال

يسمع دويه من قريب وبعيد

صوت لم تقيده الحبال

وأبى أن يكون في قفص الحديد

صوت غدر به أنذال

فلم يثنه ذلك عن كل جديد

صوت ما أن يدركه الرجال

حتى يقولوا هذا صوت الحق الفريد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى