في القمة التاريخية رقم مائة‏ .. الأهلي يهزم الزمالك‏1/‏ صفر في مباراة تكتيكية لعبها جوزيه بواقعية وذكاء‏!‏

> القاهرة «الايام الرياضي» عن «الأهرام»:

>
إلا مباراة الأهلي والزمالك‏..‏ إنها المباراة الوحيدة في الكرة المصرية التي لا يمكن توقع نتيجتها‏..‏ فقد انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف ووحيد على الرغم من أن معظم التوقعات كانت تشير قبل اللقاء إلى أن كفة الزمالك أرجح‏..‏ قياسا علي ماسبق من مباريات‏..‏ لكن بمقياس الاستحواذ والامتلاك والفرص كان الزمالك أفضل وأكثر اقترابا من مرمى الأهلي إلا أن مانويل جوزيه أدار اللقاء باحترافيه وبذكاء وبواقعية وعرف كيف يكسب وكافح خط وسطه ودفاعه ببراعة وصمود على مدى التسعين دقيقة ويمكن اختيار دفاع الأهلي نجما‏..‏ وهو ما يعكس فيلم المباراة‏..‏ وقد غير جوزيه تكتيكيا وغير من طريقة اللعب وتلك إحدى مميزاته ومميزات الأهلي‏!‏

تبادل الفريقان السيطرة في الشوط الأول وكان الأهلي أكثر إيجابية في تمريراته القليلة والسريعة التي يصل بها إلى حافة صندوق الزمالك بينما وصل الزمالك كثيرا ودخل صندوق الأهلي كثيرا خاصة في الشوط الثاني ولم يحالفه التوفيق في بعض الفرص ومنها واحدة أخرجها شادي محمد من قلب المرمى‏!‏

المباراة شأن مباريات الأهلي والزمالك الأخيرة حافلة بالصراع والندية والأداء التكتيكي ومضت سريعة ونظيفة في وقتها كله ثم ألقى بعض المتهورين والمتعصبين والغوغائيين بقاعا سوداء على الثوب الابيض عقب صفارة النهاية فوقعت اشتباكات ليس لها ما يبررها‏!‏

هدف المباراة

‏‏هدف أبوتريكة‏:‏ في الدقيقة ‏36‏ كرة مشتركة في نصف ملعب الزمالك تضل طريقها إلى أبوتريكة فينفرد بالحارس عبدالمنصف يرقصه ويثبته ويلعب لعبة المقص فجعل عبد المنصف يذهب في اتجاه وهو مثل طرف المقص الآخر كان في اتجاه وأودع الكرة المرمى كمن يودع شيكا في حسابه‏!‏

فيلم المباراة‏..!‏

-1 بدأ الفيلم بلامقدمات فقد انتهى عصر «جس النبض‏» ومحاولات كسر الغموض والاكتشاف فلاشيء غامضا هنا أو هناك‏.‏ الفريقان يلعبان بطريقة واحدة وهي‏2/3/5‏ لكنها تتغير خلال اللعب بالتحركات‏..‏ الزمالك يشن هجومه عبر الجبهة اليسرى التي تضم أحمد مجدي وأبوالعلا مع مساندة من عمرو زكي أحيانا يتحرك بجوار الخط لفتح مساحة للاعبي الوسط للتقدم لكنهم لا يتقدمون‏..‏ أما الأهلي فهو يبدأ هجماته من جبهته اليسرى التي تضم جليبرتو ويسانده أبوتريكة رأس الحربة الثاني لكن الأهلي تميز نسبيا بتغيير جبهة الهجوم عبر بركات الجناح المتأخر‏!‏

-2 الصراع على السيطرة في منطقة الوسط كان متبادلا في البداية وهناك ضغط مبكر من لاعبي الفريقين على المنافس مما ضيق المساحات‏..‏ إلا أن وسط الأهلي نشط في ثلث الساعة الأول خاصة بتقدم حسن مصطفى في الجناح الأيمن وكذلك المساك شادي محمد‏..‏ فيما التزم عاشور بالتمركز خلف مصطفى وتمركز أنيس بوجلبان خلف الاثنين لمقابلة أبو العلا أو علاء عبد الغني أو لملاحقة شيكابالا وهو يقطع الطريق‏..‏ كما ساهم دفاع الأهلي في تضييق الملعب على الزمالك بالتقدم خارج الصندوق وهي محاولة غير مباشرة للضغط‏..!‏

-3 المدربان منحا شيكابالا وأبوتريكة حرية حركة‏..‏ لكن الأول يتحرك عرضيا بصورة أفضل بين الجبهتين هربا من رقابة حسام عاشور‏..‏ وتأثرت مناورات أبوتريكة بتراجعه إلى الخلف إلى وسط الملعب وبالتالي تأثرت القوة الهجومية للأهلي الذي لعب برأس حربة واحد هو فلافيو‏..‏ فكانت بعض الكرات العرضية تذهب إلى لا أحد‏!‏

-4‏ الحكم الكرواتي إيفان بيبك لا يمزح وقد عبر عن شخصيته مبكرا بتعدد الإنذارات وكان أغربها إلى عبد الحليم علي لأنه قفز وهو في الحائط لعله يريد أن يقول‏: «أنا إيفان الرهيب»..‏ ومن كرة ثابتة لاحت فرصة تهديف لفلافيو حين تلقى تمريرة من أبوتريكة حولها برأسه فوق العارضة‏..‏ وكانت الكرات الثابتة مصدر الخطر الأول على مرمى الزمالك‏..‏ الذي لاحت له فرصة هو الآخر من كرة عرضية أرسلها شيكابالا إلى رأس حذاء عبد الحليم علي فخطفها بجوار مرمى الحضري‏!‏

الشوط الأول شهد انتفاضة بيضاء بعد هدف أبوتريكة لكنها انتفاضة غير منظمة بدت كأنها «هوجة شيكابالا‏» مع الاعتذار لعرابي الذي لم ينصفه التاريخ لكن هل ينصف التوفيق شيكابالا ورفاقه‏.‏

تفوق الوسط الأحمر‏..!‏

‏5 - من لوغاريتمات المباراة أن الزمالك يدخل صندوق الأهلي كثيرا لكنه ظل بعيدا عن مرمى الحضري طوال الـ‏45‏ دقيقة الأولى بينما يدخل هجوم الأهلي صندوق الزمالك قليلا‏..‏ وكان ضروريا أن يندفع محمد أبو العلا وعبد الغني من العمق لتشكيل جبهة تهديد أخرى‏..‏ ولعل الفضل في الحد من مساندة ثنائي وسط الزمالك يعود إلى ثلاثي خط وسطه فالصراع لم يكن متكافئا لأنه بين ثلاثة ضد اثنين بين بوجلبان وحسن مصطفى وعاشور وبين أبوالعلا وعلاء عبدالغني‏..‏ فلاعب الوسط الثالث وهو شيكابالا أقرب إلى المهاجم الثالث وليس لاعب الوسط الثالث‏..‏ كما هزم جليبرتو بأدائه الدفاعي المحكم منافسه على نفس الجبهة أحمد غانم سلطان فخسر الزمالك جبهة‏..‏ والواقع أنه خسر جبهتين‏..‏ لماذا‏!‏

تحركات شيكابالا النشيط جدا بين الجناحين عرقلت تقدم أحمد مجدي أيضا في بعض الأحيان فالمساحة التي يتحرك فيها يجدها مشغولة بشيكابالا أو بالمدافع بركات‏..‏ وهذا الواجب الدفاعي لأحد أهم مفاتيح الأهلي أضعف من القدرة الهجومية للفريق‏..‏ لكن في تلك المباريات يهتم أي مدرب بالنتيجة أكثر من تعدد الأهداف‏..‏ فهل قبل الزمالك بتقدم الأهلي بهدف أو هل اكتفى الأهلي بهذا الهدف؟‏!‏

العقدة الدرامية‏..!‏

‏6 -‏ كان هدف أبوتريكة إعلانا ببدء مرحلة جديدة من فيلم المباراة حيث تحمل الأهلي الضغط الأبيض في نهاية الشوط ثم دفع مانويل جوزيه بالمساك وائل جمعة بدلا من حسن مصطفى ليلعب الفريق بأربعة مدافعين والتغيير يعود إلى ما أشرنا إليه وهو كثرة وصول الزمالك إلى صندوق الأهلي‏.

لكن هذا التغيير كان إشارة باحتمال جعل صراع الوسط متكافئا بين لاعبين ضد لاعبين بصورة مباشرة إلا أن التغيير تبعه جوزيه بتغيير في طريقة اللعب لتصبح ‏1/1/4/4‏ بتمركز جليبرتو في الوسط‏..‏ وبقي اللعب بالخطط وبلاعبي الجنب‏..‏ وبكيفية الوصول إلى مرمى المنافس‏..‏ فمن تمريرة طولية انفرد فلافيو بحارس الزمالك فعرقله واحتسب ايفان بيبك ضربة جزاء سددها شادي محمد وتصدى لها عبدالمنصف ببراعة‏..‏ لتكون تلك عقدة درامية أخرى في المباراة‏!‏

7 ـ زيادة مدافعي الأهلي كان لمقابلة زيادة مهاجمي الزمالك وحقق ذلك نجاحا ثم تبع ذلك تغيير آخر لمانويل جوزيه حين دفع بإسلام الشاطر مكان جليبرتو ليجري تغييرا تكتيكيا أيضا حيث انتقل بركات إلى الجبهة اليسرى مع زيادة في مساحة حرية حركته في محاولة لزيادة عدد المهاجمين عند امتلاك الفريق للكرة‏..‏ وبغض النظر عن جدوى تلك التغييرات وتأثيرها فقد بدا لنا أن هذا المدرب البرتغالي يلعب «شطرنج‏»‏ أحاط «الملك‏»‏ بأربعة عساكر ولم يسكت كرول فلعب كما يلعب جوزيه‏..‏ سحب أبو العلا ودفع بأسامة حسن‏..‏ دفع «بحصان مكان حصان»‏ ودفع بمجدي عطوة بدلا من أحمد مجدي وزاد بذلك من قوة خط وسطه‏..‏ وفي تلك اللحظة شاهدت عمرو زكي يسدد ضربة رأس والكرة في طريقها إلى المرمي لكنها وجدت شادي محمد لينقذ مرماه من الإصابة بهدف محقق‏..‏ ثم دفع كرول بالوزير جمال حمزة بدلا من عبد الحليم علي الذي ظل وقتا طويلا حصانا ثم تحول إلى طابية والوزير صاحب مهارة وعنده الحلول والقرارات فهو يتحرك في كل الاتجاهات‏..‏ لكن يبقى أن يسعف الوقت الوزير‏..‏ فالباقي حوالي‏15‏ دقيقة وليس‏15‏ سنة‏!‏

8ـ كاد يفعلها جمال حمزة بتسديدة قوية تصدى لها الحضري بمنتهى البراعة والتسديد يبقى أحد الحلول الرئيسية في كرة القدم وفي المباريات الصعبة لكن المهم من يتذكره‏..‏ تذكره أيضا اسامة حسن وشيكابالا ومجدي عطوة‏..‏ لكن فريق الأهلي كله نسي أو لم تتح له الفرصة كي يتذكر تلك المهارة أو هذا الحل خاصة في الشوط الثاني الذي امتلك فيه الزمالك كثيرا وهاجم كثيرا وتصدى له عساكر الأهلي بقتال واستبسال فداء للملك ولمرماه.‏

بركان الغضب ينفجر في الزمالك

كالعادة وعقب كل هزيمة للزمالك أمام الأهلي وبمجرد إطلاق الحكم الكرواتي إيفان بيك صافرة نهاية لقاء القمة ‏100‏ اتجهت جماهير الزمالك إلى مقرالنادي بميت عقبة واخترقت الهدوء التام بعد ان أصدرت إدارة النادي تعليمات بإطفاء الأنوار وإغلاق الأبواب، ومع ذلك ارتفعت صيحات الجماهير وسط إجراءات أمنية مشددة لأمن الجيزة تطالب بحل مجلس إدارة النادي الذي فشل في تحمل المسئولية طوال الفترة الماضية وتصحيح الأوضاع وانتشال النادي من كبواته المتلاحقة‏.‏

واعتبرت ان الهزيمة من الأهلي استمرار لمسلسل الفشل الذي يلاحقهم في كل مكان حيث الإدارة الغائبة عن الوعي‏.‏

كما حملت الجماهير مجلس الإدارة المسئولية الجسيمة التي نتجت عنها الهزيمة بعدم الاهتمام بالجهاز المعاون وعدم تعيين مدرب عام له اسمه وثقله مع كرول حتى يستطيع التدخل في الأزمات وحلها في الوقت المناسب في إشارة واضحة إلى ان الجهاز المعاون الحالي ليست لديه الخبرة في التعامل مع الأزمات‏.‏

وطالبت جماهير الزمالك من أعضاء مجلس الإدارة بعدم إطلاق التصريحات الوردية دائما وهو ما حدث مع أحد الأعضاء الذي أكد على الهواء مباشرة قبل المباراة ان الزمالك فائز فائز وسيحصد الدوري مبكرا وكأن الفريق يلعب بمفرده في المسابقة وتناسي الصراع الشرس من باقي الأندية‏.‏

وبررت الجماهير الهزيمة أيضا بالفشل الإداري من خلال التعامل مع أزمة مستحقات اللاعبين قبل اللقاء مما جعلهم في حالة عدم تركيز وكان يجب ان يتم تأجيل هذه المستحقات إلى ما بعد المباراة‏.‏

ومن جانبهم أعرب لاعبو الزمالك عن استيائهم الشديد من هتافات الجماهير المعادية أثناء الشوط الثاني وأكد عبدالحليم علي انه «كان يجب على الجماهير مساندة الفريق حتى نهاية المباراة لا ان يتسلل إليهم اليأس .

ويهاجموا اللاعبين حيث كنا في حاجة إلى من يشد أزرنا ويساندنا في الأوقات الحرجة»‏,‏ بينما أكد محمد عبدالمنصف ان «الفريق قدم مباراة جيدة وكنا نستحق الفوز لأننا كنا الأخطر ولكن لا أرى أي مبرر لسوء الحظ وعدم التوفيق الذي لازمنا في المباراة»‏.‏

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى