قصة حياة المدافع الصلب «جون تيري»

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
قصة حياة المدافع الصلب (جون تيري) كان التغير جذريا فى حظوظ نادي تشلسي الانجليزى, فالفوز ببطولة الدوري الموسم الماضي كان الاول منذ عام 1955 وباتت الكؤوس المحلية المرتبطة بشكل منتظم بخزينة النادي فى الاعوام الاخيرة, من السهل أرجاع النجاح والتألق الفوري إلى مليارات الثري الروسي رومان أبراموفيتش أو إلى خطة الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو لكن لا بد من وجود قائد ينجز المهمة على أرض الملعب هنا يقف شامخا المدافع الصلب جون تيري الذي يشكل العمود الفقري للفريق اللندني إلى جانب فرانك لامبرارد وكلود مكالليلي والحارس بيتر تشيك .

جون تيري الذي يعتبر من الانجليز القلائل في صفوف النادي اللندني, فهو صاحب الشخصية الانجليزية التقليدية التي تعكس هوية النادي الاصلية في ظل تعاظم الوجود الاجنبي واختلاط الاعراق والهويات, كان شبلا عندما رآه كشافو تشيلسي يلعب لفريق الهواء (سينراب أف س) فى دوري الناشئين ليلتحق بعدها بناشئي تشلسي لكنه كان مشاغبا طائشا استهوته إغراءات الحياة الصاخبة فى مطلع مراهقته ولم يستوقفه سوى حزم إدارة النادي اللندني التي هددته بالطرد وخيرته بين مسيرة في كرة القدم أو حياة لهو يدفع ثمنها غاليا فيما بعد، لم يكن خيارا صعبا لكن صعود العتبات نحو النجومية كان شاقا بدأها المراهق تيري بتنظيف الفريق الاول وغسل حمامات مركز التدريبات وجمع الكرات حول الملاعب.

دفع تيري ضريبة اللعب والمشاركة مع الفريق الاول وحقق حلمه بتمثيل الفريق الاول فى اكتوبر 1998 ضد أستون فيلا فى مسابقة كأس المحترفين وبنهاية موسم 1998 - 1999 كان يحتفل باختياره أفضل لاعب صاعد من البلوز ومع تلألؤ بريق النجم الصاعد فى المواسم التالية سرعان ما عاد إلى مشاغباته السابقة التي كادت تنهي مسيرته قبل أن تبدأ ففي مطلع عام 2002 امتلات الصحف بقصة اعتدائه على رجل أمن فى ناد ليلي وهو ثمل، وكان أول رد فعل من ناديه هو تغريمه راتب أسبوعين وإيقافه فترة محدودة فيما أعلن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم حرمانه من المشاركة فى أي فئة عمرية من المنتخب الوطني علما أنه حينها كان على عتبة المنتخب الاول بعدما كان قائدا لمنتخب الشباب (دون 21 عاما ) لعامين وقبلها قائدا لمنتخب الناشئين (دون 18 عاما) وبالتالي حرم من المشاركة فى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان.

كانت هذة الحادثة الاخيرة التي تصنف في خانة السجل الاسود في مسيرة تيري، برز بعدها الوجه الجميل لموهبة المدافع الصلب الذي يعد من افضل اللاعبين في التسديدات الراسية في اوروبا وبرزت شخصيته القوية حتى منحه المدرب السابق للفريق الايطالي كلاوديو رانييري في موسم -2003 2004 شارة القائد في غياب (كابتن) الفريق الفرنسي مارسيل دوساييه، وبعد رحيل رانييري ودوساييه كان أول ما قام به المدرب الجديد مورينيو هو تنصيب تيري قائدا للفريق وانعكس هذا القرار إيجابا على نتائج الفريق وعلى تيري كلاعب , وفي الموسم الماضي قال تيري اقوى خط دفاع في تاريخ الدوري الانجليزي في الطريق إلى إحداث اللقب للمرة الاولى منذ خمسين عاما حيث لم تستقبل شباك الفريق سوى 15 هدفا في 38 مباراة، وأخيرا تيري افضل مدافع في مسابقة دوري ابطال أوروبا ليس فقط لقدرته على تنظيم دفاع فريقه بقيادته وإنما بتسجيله بعض الاهداف الحاسمة (4 أهداف) أبرزها ضد برشلونة في الدور الثاني.

أما مع المنتخب الانجليزي فإنه ضمن مركزه وسط الدفاع في فريق يملك جيلا ذهبيا في حقبه ذهبية, حيث تتنوع المواهب وتتعدد فى كل الخطوط , وتحديدا في قلب الدفاع, فبعدما احتكر سول كامبل وريو فيردناند مركزي هذا الخط ، برز منافسون لهما الى جانب تيري ، كل من ليدلي كينج المتألق مع توتنهام الذي رفض 15 مليون جنيه استرليني من ارسنال لضمه الصيف الماضي ، وجيمي كاراجر الصلب وأحد الأسباب الرئيسية في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ونجم ريال مدريد جوناثان وودجيت العائد من الاصابة الطويلة , ونجم فولهام الصاعد زات نايت , وصخرة دفاع بيرمنجهام ماثيو أبسون , ومع ابتعاد كامبل بسبب الاصابة, ضمن تيري مكانه أساسيا , وحتى بعودة كامبل فإن فيردناند هو الذي أزاح له مباراتي التصفيات ضد ويلز وايرلندا الشمالية لغيابه بسبب الإصابة ، حتى أن الخيار الثاني لقيادة المنتخب في حال غياب ديفيد بيكهام أصبح تيري ومنذ يونيو 2003 لعب 20 مباراة دولية وكشف تيري ما يدور داخل قلعة «البلوز» من خبايا وطقوس وتقليعات متحدثا عن مدربه «الفلتة» جوزيه مورينيو ورئيس ناديه رومان ابراموفيتش وعدد من زملائه مثل فرانك لامبارد ومايكل ايسيان وعن آماله في الموسم الجاري .

يقول جون تيري في إحدى المجلات «مجلة سوبر» نظفت الاحذية وغسلت الحمامات.

لاعبون كثر اشتهروا ولكن كانوا فى الاول بشر مثل أي إنسان عادي مثل روبرت كارلوس كان يوزع بيبسي فى المدرجات ولكن حاليا من أشهر اللاعبين فى العالم وكثير من اللاعبين كانوا فقراء واشتهروا بعد عذاب وبعد جهود فى الدنيا منهم جون تيري، نجم كبير تألق فى سماء كرة القدم ولمع واشتهر بصورة رائعة مثل ديفيد بيكهام، ومايكل أوين، وستيفن جيرارد، وفرانك لامبارد .

لم تكن بداية جون تيري في عالم كرة القدم غير ِِتقليدية بالمفهوم المحلي الانجليزي, ولا هى عادية بمفهوم الاحتراف الكروي العالمي, فقد دفع ضريبة النجومية حسب قوله عندما التحق بتشيلسي عندما كان فى الثانية عشرة من العمر ويقول «في بدايتي فعلت كل الامور المخزية التى يمارسها المنتسبون الجدد والناشئون وبينها تنظيف حمامات مركز التدريب وتنظيف أحذية نجوم الفريق الاول والكرات حول الملاعب» .

فى مطلع مسيرته كان تيري متوسط الحجم والبنية , ويتميز بسرعة فائقة , ويحسن استخدام كلتا القدمين وكان مركزه المفضل الذى تعود عليه مركز وسط الملعب, إلى أن جاء يوم وأصيب فيه قلبا الدفاع في فريق الناشئين فاختير فى هذا المركز مؤقتا وبقي بتألق فيه إلى اليوم .

طموحات النجم جون تيري

كل ما نتمناه ونسعى اليه الا نهزم أبدا فى بطولة الدوري سيكون ذلك أمرا صعبا لكننا سنحاول .

حقق الارسنال هذا الانجاز فى موسم 2003 - 2004 , وفي الموسم الماضي لم نخسر سوى مباراة واحدة وكنا على وشك تحقيق ذلك الحلم ولكن ما أنجزناه أكد لنا أن كل الأماني ممكنة وبالطبع ستكون كل مبارياتنا صعبة وليست هناك مباراة سهلة على الاطلاق ولان كل الفرق تبذل ما في وسعها لهزيمة الفريق البطل لكن ليس هناك مستحيل فى عالم كرة القدم ولدينا لاعبون قادرون على تحقيق ذلك.

علاقة جون تيرى بالمدرب خوزيه مورينيو

العلاقة بيننا على ما يرام, إنه شخص عظيم ويحظى بقدر هائل من التقدير والاحترام من جميع اللاعبين سواء بسبب ما حققه من إنجازات أو بسبب المجهود الذى يبذله وطريقة أدائه لعمله فهو لا يترك شيا للظروف أو الحظ ويهتم بكل شيء وبابه مفتوح للجميع وعلاقته ودية وممتازة بجميع اللاعبين وهو شخصية إنسانية ودودة , ولاننا نحبه ونحترمه فنحن على استعداد لبذل الجهد والقتال من أجل تحقيق ما يريد وتحت إدارته نشعر بأفضل حالات الإعداد والحس الكروي والتكتيكي بصورة غير مسبوقة .

ماذا يعنى بالإعداد؟!! تعني الكلمة أنهم مستعدون دائما للتعامل مع أي ظرف خلال المباراة ومنذ الدقيقة الاولى حتى صافرة النهاية، فمثلا يقف هو على خط التماس بحوالي الدقيقة الثمانين أو التسعين , ويصرخ بكلمات يعلم اللاعبون منها فورا أي خطة يتبعون , وأي تغيرات يمكن إجراؤها وماذا يجب أن يفعل كل لاعب منا, لذا نحن دائما جاهزون لأي ظرف قد يحدث داخل الملعب .

ولكن الأمور ليست دائما وردية مع مورينيو؟ أليس كذلك؟! ورأيه بصراحة فى زميله البرتغالي ريكاردو كارفاليو بإقصائه من تشكيلة الفريق مطلع الموسم؟!! الجميع يتفهمون الموقف في النادي, ولدينا لاعبون على أعلى مستوى وأعتقد أنه أمر جيد للمنافسة على المراكز الاساسية فى الفريق وكل لاعب يعلم أن تقديم عروض سيئة سيخرجه من التشكيلة الاساسية وسيتعين عليه بذل جهد شاق لتسنح له فرصة جديدة للعودة أساسيا ولا اعتقد ان مجرد تقديم عرض واحد سيئ سيقصي اللاعب من الفريق فالمدرب يعلم ان كل لاعب معرض لاخفاق فى اى مباراة وهذا لا يعنى اقصاءه من المباراة التالية, ولكن من البديهي اذا قدم لاعب ثلاثة عروض متذبذبة فانه سيفقد مكانه .

ماذا عن مالك النادى الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش , هل هناك علاقة تربطكم به كلاعبين؟! يأتي دائما إلى غرفة تبديل الملابس , بعد أنتهاء المباريات لتشجيعنا سواء كنا فائزين أو خاسرين ومن الواضح أنه ملم جدا بكرة القدم وهو شخصية ودودة أيضا مثل مورينيو جدا ولا يترك مسافة أو حاجزا بينه وبين اللاعبين كما يفعل بعض رؤساء الاندية الاخرى .

سئل فى مجلة سوبر هل صحيح أنك قضيت عطلة الصيف الماضي على اليخت الخاص بأبراموفيتش؟!! كان ذلك مكافأة لي ولفرانك لامبارد على إحراز بطولة الدوري.

القائدان تيري ولامبارد

أن تكون لاعبا أساسيا وقائدا في فريق رئيسه قادر على شراء أي لاعب بأي ثمن ، لا شك أنه يدفعك الى النجومية، لكن جون تيري ليس وحده في قمرة القيادة فصديقه ومسانده فرانك لامبارد يلعب دورا كبيرا الى جانب قائده في عكس الصورة الانجليزية الجميلة والمشرقة في النادي اللندني المليء بالاجانب والجنسيات المتنوعة .

وتعود علاقة تيري ولامبارد القوية الى يوم انتقال الاخير الى الفريق اللندني في صيف 2001 قادما من الجار وست هام، يومها لم تكن حقبة ابراموفيتش بدأت بعد ، فوجد الشابان لامبارد وتيري نفسيهما في مقاعد الاحتياطيين أسابيع طويلة حتى خيل لهما مع القدوم الزاخر للنجوم الاجانب أن مستقبلهما الكروي سيكون خارج أسوار «ستامفورد بريدج» لكن العقلية الانجليزية المشهورة بالكفاح حتى الرمق الاخير جعلتهما حجر الزاوية في حقبة ابراموفيتش ومورينيو ، وقادتهما الى البروز أيضا مع المنتخب الانجليزي وتقاسم الالقاب الشخصية، فكلاهما قاد منتخب انجلترا للشباب، علما بان لامبارد يكبر تيري بعامين وعندما اختير تيري أفضل لاعب الموسم الماضي في تصنيف «جمعية اللاعبين المحترفين» حل لامبارد ثانيا، وعندما اختارت «جمعية الصحفيين والنقاد الرياضيين» الاخير أفضل لاعب جاء تيري ثانيا وكلاهما ضمن الخمسين المرشحين لجائزة «فرانس فوتبول» لافضل لاعب في أوروبا .

على خطى مالديني

عندما مثل تيري تشيلسي للمرة الاولي في موسم 1998 /1999 كان يعلم أن تحقيق النجاحات مع الفريق اللندني سيجعله لا يفكر في أي فريق آخر ، فرغم خوضه في الاسابيع الاخيرة من ذلك الموسم فترة ستة اسابيع إعارة مع نوتنجهام فوريست، لعب خلالها ست مباريات ، الا انه اعلن في اكثر من مناسبة انه يرغب في انهاء مسيرته مع تشيلسي، وقال لإحدى الصحف التشيكية، اتمنى أن أصبح في أحد الايام في شهرة ومجد باولو مالديني فقد حقق الكثير مع فريق واحد مازال يخدمه في اواخر اللاثينيات من عمره .

تيري العائلي

يسكن تيري حاليا في منزل كبير في مقاطعة ساري ، لا يبعد سوى دقائق قليلة عن مركز تدريبات الفريق في حي كوبهام .

وتيري ليس الكروي الوحيد في العائلة، فشقيقه الاكبر لو (29 عاما) يحترف اللعبة مع فريق يوفل (درجة ثانية) ويلعب في مركز الظهير الايمن .

من هو ؟

الاسم : جون جورج تيري.

تاريخ الميلاد : 7 ديسمبر 1980.

مكان الميلاد : باركنج (شرق لندن) .

الطول : 185 سنتيمترا .

الوزن : 82 كيلوجراما .

مسيرته مع تشيلسي : -1998 1999 : 3 مباريات .

-1999 2000: 4 مباريات .

-2000 2001: 22 مباراة وسجل هدفا واحدا .

-2001 2002: 33 مباراة وسجل 4 أهداف.

-2002 2003: 25 مباراة وسجل 6 أهداف.

2003/ 2004 : 55 مباراة وسجل 3 أهداف .

-2004 2005: 60 مباراة وسجل 8 أهداف .

-2005 2006: 18 مباراة وسجل هدفا واحدا .

مسيرته الدولية: خاض 20 مباراة كانت أولاها ضد صربيا في يونيو 2003 وشارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي.

إنجازاته: 1999: اختاره مشجعو تشيلسي أفضل لاعب صاعد في أول موسم له .

2001: اختاره مشجعو تشيلسي أفضل لاعب للموسم .

2002: قاد تشيلسي في المباراة النهائية الى كأس انجلترا .

2005: قاد فريقه الى فوز في بطولة الدوري وكأس المحترفين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى