جدال بين إيران وإسرائيل في وكالة الطاقة الذرية

> فيينا «الأيام» مارك هينريك وكارين سترويكر:

> طالبت ايران أمس الجمعة بان يقوم مفتشو الامم المتحدة بزيارة اسرائيل للتحقق من قدراتها النووية بينما اتهمت اسرائيل طهران بالكذب خلال نقاش حاد في مؤتمر للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت دول عربية واسلامية قد طلبت اجراء النقاش بعد ان تخلت عن مشروع قرار يصف اسرائيل بانها تمثل “تهديدا” نوويا في مواجهة مناورة غربية محتملة لعرقلة اجراء تصويت.

ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط رغم انها لم تؤكد او تنف قط هذا الامر.

كما ان اسرائيل واحدة من ثلاث دول فقط ترفض الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي بجانب الهند وباكستان.

وتخضع ايران لعقوبات من الامم المتحدة لرفضها وقف برنامج للطاقة النووية تخشى القوى الكبرى ان يكون ستارا لانتاج قنابل نووية.

ودعا زعماء طهران الاسلاميون الى تدمير اسرائيل.

وخلال المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 149 دولة عضواً شجبت دول عربية وايران “استمرار ازدواجية المعايير والصمت الدولي” تجاه الانفراد النووي الاسرائيلي في الشرق الاوسط.

وهاجموا مرارا ما قالوا انه اعتراف ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل بامتلاك ترسانة نووية في مقابلة مع احدى وسائل الاعلام الالمانية في ديسمبر الماضي.

وقد نفى مسؤولون اسرائيليون في وقت لاحق ان يكون اولمرت قد قام بأي شيء من هذا القبيل بشكل ضمني او صريح.

وقال اسرائيل ميخائيلي سفير اسرائيل لدى وكالة الطاقة “بعض المتحدثين يواصلون الكذب بشأن تصريح رئيس وزراء اسرائيل الذي لم يقل ما يقولون انه قام به.” وتابع “هؤلاء الذين يدعون لازالة اسرائيل ليس لديهم موقف اخلاقي عندما ينتقدون سياسات اسرائيلية تهدف الى الدفاع عن وجود اسرائيل.” وقال السفير الايراني لدى الوكالة على اكبر سلطانيه “هذا امر غريب..رئيس وزراء اسرائيل يعترف بامتلاك اسلحة نووية والآن نسمع ان هذا كذب.

وتابع وصوته في علو “السبيل الوحيد امام المجتمع الدولي لكي يعرف الحقيقة هو ان يكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال مفتشين الى اسرائيل والتيقن من الحقيقة.” واضاف “نحن نشعر بقلق بالغ ازاء حيازة اسلحة نووية وعدم الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وترغب دول عدم الانحياز التي تمثل المليارات من البشر في وضع حد لهذا الامر.” “نريد ان يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول الى منشآت اسرائيلية نووية وان تقدم تقريرا تفصيليا للمجتمع الدولي.” وليست هناك فرصة لتحرك من هذا القبيل بدون دعوة من اسرائيل وهو امر غير ممكن تصور حدوثه في ضوء العداوات الاقليمية.

وتقول دول عربية ان خللا مزمنا في ميزان القوى بالشرق الأوسط بسبب القدرات الإسرائيلية النووية يمكن ان يؤدي الى عدم استقرار ويشجع آخرين على السعي لامتلاك أسلحة دمار شامل.

وتقول ايران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف الى توليد الكهرباء وليس انتاج قنابل.

وتقوض توترات الشرق الاوسط عادة الاجماع التقليدية على مدار 50 سنة هي عمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا.

وفي ختام اعمال المؤتمر في وقت لاحق أمس وافقت الدول الاعضاء على قرار يعزز ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن فقط بعد تصويت نادر تم بالنداء تمسكت به الدول العربية احتجاجا على خلو القرار من الاشارة الى نزع السلاح النووي.

وعبرت هذه الدول عن استيائها مما اعتبروه تباطؤا من الدول المالكة لاسلحة نووية في تفكيك ترساناتها بما يتفق مع الالتزامات الواردة في معاهدة حظر الانتشار النووي اضافة الى ما تبديه اسرائيل من لامبالاة تجاه المعاهدة.

وكانت قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتم الموافقة عليها عادة بالاجماع.

وقد تمت الموافقة على قرار الضمانات بتأييد 80 عضوا بدون معارضة مع امتناع 12 عن التصويت غالبيتهم دول عربية.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى