> «الأيام» د. اعتدال عمر الكثيري:

بليت ولم تزل طفلاً وليداً

فصيرّنا البلى أشباه موتى

كأنك برعمٌ حدبت عليه

تجودُ عليه بالأمطار حتى

فيقطتف الندى منها ويروي

وتسأل ما الجديد ؟ وما اصبنا؟

فلا والله لم نهنأ بفطر

كفرنا العهد بعد مضي شهر

أنقبلُ بالفتات وكل حين

وألسنة الذمار تنالُ منا

وهذي القدسُ تحت القهر تشقى

وهاهم صوب لبنان استعادوا

وشارلمانُ خلفهم انتواها

تظاهر بالمضي إلى سلام

وعاد ينالُ جهرا من نبيّ

تشعّ الخير من غرب وشرق

شقينا بانتظار الغيث دهراً

فيا رمضانُ علّمنا التصدي

تعود فتلتقينا حيث كنا

ألا نبلى ونحن أشدّ عودا

وعاد بك البلى غضاً جديدا

يد الأيام تكفلُهُ وحيدا

يعانقها بأفرعهِ صعودا

به الأرواح يقتلع الجمودا

وعيد الفطر هل مازال عيدا ؟

فمنذ العام نعتلف الركودا

فكيف على المدى صنت العهودا

وحزب الله يقرضنا شهيدا

وتسكبُ في ضمائرنا صديدا

وأيدي الظلم تستحيي اليهودا

مخططهم وحلمهم العتيدا

على الإسلام حرباً لن تبيدا

به مازال يلبسنا القيودا

هدى الأرواح جنّدها جنودا

ويُعرضُ كبرُهم عنه جحودا

وآنسناهُ ننتظر الرعودا

ويارمضانُ لقّنا الصمودا

أما أذن العزيزُ بأن نعودا؟!