نسمات شذية.. من سيرة ابن تيمية

> «الأيام» زكريا بن محمد محسن /الحود - الضالع

> في المستهل لابد لنا من التعريف باسمه الكامل:هو شيخ الإسلام الحافظ المجتهد تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي.. وقد ولد بحران يوم الاثنين العاشر من ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وقدم به والده وبأخويه عند استيلاء التتار على البلاد إلى دمشق سنة 667هـ.

والمتأمل المدقق في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله سيجد أنه أمام شخصية فذة، استطاعت بغزارة علمها البزوغ والتلألؤ في الآفاق الرحبة رغم أن مجيئها كان في عصر قد اشتدت فيه غربة الإسلام وتفرقت كلمة المسلمين وظهر المخالفون لما كان عليه سلف الأمة- رضي الله عنهم اجمعين- من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. فلله درّه عالماً حياً وميتاً!

ومعلوم أن ابن تيمية أحد المجددين الذين يبعثهم الله عند اشتداد الحاجة إليهم وذلك حين تحدث البدع والخرافات ويفشو الجهل بين الناس.. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال:«إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».

ولما كان كذلك، وأخذ يدعو الناس إلى ترك البدع والخرفات التي ما أنزل الله بها من سلطان.. لقي من البلاء ما الله به عليم، حيث عذب وسجن وكيلت له العديد من التهم الباطلة وقد مات وهو في السجن!!

أخيراً.. أختتم مقالي بما قاله الشيخ البيحاني رحمه الله ملخصاً دعوة ابن تيمية.. حيث قال في إحدى رباعياته:

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي

وطريقتي قل لي: لماذا تسأل؟

أتريد مني أن أكون مقلداً

في الاعتقاد وما أقول وأفعل؟

أنا مسلم ومسلّم لمحمد

ولما به جاء الكتاب المنزل

ما لي وللقوم الذين تفرقوا

فمشبّه ومعطّل ومؤول

فهؤلاء الأصناف الثلاثة من المشبهين والمعطلين والمؤولين هم أعداء ابن تيمية كما هم اعداؤنا جميعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى