قصة قصيرة الحلم

> «الأيام» حافظ مصطفى علي:

> «تعالي أيتها اليقظة وهزيني بقوة كي أقوى على الرحيل» ..تبدو نوافذ المدينة مثل عيوم فقدت رموشها وصوت رياح الشمال المرتطم بأزقتها الرطبة يمتزج بصوت أنينها، ربما يكون صوتاً آخر شبيهاً بالهمهمة أو ربما يكون هو صوت البحر المنتحب بين أقدام صخورها المشوهة.

الليل وحديث الهجرة تلازما، وكثرت منعطفات الوداع، وأخذت الذاكرة تمعن النظر في الماضي، أحرق حميد كل مراكب الصبر والأناة وشد حقائبه بعزم الراحل نحو الحلم، كان قرار الرحيل عفوياً، بعد أن ضاقت به أرصفة المدينة وجدران الغرف.

حبس الدموع بقسوة، واضعاً حقائبه على سطح السيارة وفي صدره صراخ وضوضاء يطغى على هدير محرك ماكنة السيارة، دارت العجلات وحميد في العربة الخلفية ينظر إلى الغبار المتصاعد أمامه ليرى المدينة من خلاله تصغر وتصغر، لتحتل مكاناً أكثر اتساعاً في دائرة الحلم، لتغدو أصل كل الأحلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى