عمار الحكيم: لا خيار سوى بناء دولة المؤسسات والتسامح بين العراقيين

> بغداد «الأيام» جاك شارملو :

> صرح الزعيم الشيعي عمار الحكيم أمس الأحد ان الاتفاق الذي وقع أمس الأول بين المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر يؤدي الى "تقوية الدولة"، مؤكدا انه "لا خيار لدينا سوى بناء دولة المؤسسات".

وقال الحكيم في حديث لوكالة فرانس برس "اعتقد انه لا خيار امامنا الا بناء الدولة العراقية سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسسات ولا خيار سوى التسامح بين العراقيين".

وعمار الحكيم (36 عاما) هو نجل عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الحاكم الذي وقع اتفاقا من ثلاث فقرات أمس الأول مع الزعيم الشاب مقتدى الصدر، ابرزها "تحريم الدم العراقي".

وصرح الحكيم "من المعروف ان هناك بعض المشاكل في المحافظات العراقية وهناك مجموعات تقوم باساءات وتدعي الانتساب الى هذه الجهة او تلك وهناك عصابات للسلب والقتل والسرقة تعمل في الشارع".

واضاف رئيس مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي ونائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي احد اكبر الاحزاب الشيعية في البلاد ان القوى الفاعلة تستطيع مواجهة مثل هذه العصابات في حال اتفقت.

وقال ان "القوى السياسية الكبيرة عندما تجتمع وتحدد مبادىء تستطيع الوقوف ضد اي جهة خارجة عن القانون"، موضحا ان "هذه المبادىء يجب تطبيقها على الارض بين القوى السياسية ومن الاسباب التي تبرر الاتفاق بين التيار الصدري والمجلس الاعلى".

واكد الاتفاق "ضرورة حفظ واحترام الدم العراقي تحت اي ظرف كان ومن اي طيف كان (...) لان انتهاك حرمة الدماء خلافا لكل القوانين الشرعية والاخلاقية وحفظها واجب".

وتابع الحكيم "كانت هناك جهود واتفاقات خلال السنين الماضية. وخلال الاشهر الماضية كان العديد من الحوارات والاتصالات" لذلك "لا نرى ان هذا الاتفاق مفاجىء"، مشيرا الى ان "هناك حوارا لم يسلط عليه الضوء".

وقال "تعتقد ان رأب الصدع وتعزيز العلاقة بين العراقيين في مختلف المناطق العراقية شيء مهم وسياسة نعتمدها".

ورأى الحكيم ان "التيار الصدري تيار كبير وله قاعدة شعبية عريضة وكنا دائما تواقين لتعزيز العلاقة والتوصل الايجابي والبناء معه كما اننا نهتم ببناء مثل هذه العلاقات مع مختلف القوى السياسية في العراق".

واضاف "نحن نميز دائما بين التيار الصدري كجهة سياسية لها تمثيل في البرلمان وبين مجموعات خارجة عن القانون قد تتقنع بقناع معين وتدعي الانتساب الى هذه الجهة او تلك لكن لا نرى ان هؤلاء يمثلونه وهو دائما يقول ان هؤلاء لا يمثلونه".

ويشير الحكيم بذلك الى مجموعات مسلحة تدعي انها مرتبطة بجيش المهدي.

وشارك المجلس الاعلى الاسلامي مع التيار الصدري في ائتلاف ضم احزابا سياسية شيعية، في الانتخابات تحت لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي تزعمه عبد العزيز الحكيم.

وقال الحكيم "وقعنا اوراقا كثيرة مع التيار الصدر ودخلنا انتخابات مشتركة وشكلنا الائتلاف الحكومي ووقعنا اتفاقات عديدة وهذا واحد من الاتفاقات".

وتابع "وجدنا من المفيد التركيز على مبادىء وثوابت واليات لحل المشاكل على الارض في هذه المرحلة"، مؤكدا ان المجلس الاعلى والتيار الصدري "متطابقان في الرؤى في قضية الاحتلال لكنهم مختلفان في الاليات".

وحول احداث كربلاء في ذكرى ولادة الامام المهدي الشهر الماضي التي سقط فيها نحو 52 قتيلا واكثر من 300 جريح في مواجهات بين الشرطة ومسلحين، قال الحكيم "لا نفسر ما حدث في كربلاء على انه تصادم شيعي شيعي (...) بل مجموعات خرجت عن القانون واعتدت والشرطة والجيش وقفوا ودافعوا".

لكن الحكيم لم ينكر ان ما جرى جاء على خلفية سياسية. وقال "لم انكر وجود خلفيات سياسية لهذه المجموعات الاجرامية. قد تكون لهم اهداف معينة عبروا عنها خلال التحقيق لكن ما انفيه هو ان يكون صراع بين قوى عراقية سياسية تتصارع فيما بينها".

واكد ان "اي صدام في اي منطقة من مناطق العراق بالتاكيد يضر بالعملية السياسية وبنجاح مشروعا الديموقراطي".

واوضح الحكيم "نحن والكثير من القوى الوطنية متفقون على ضرورة العمل في استعادة السيادة الكاملة (...) نرى ان نضع جدولا زمنيا لبناء القوى الامنية العراقية قبل انسحاب القوات الاجنبية".

واضاف "لكن البعض الاخر يرى ان الجدولة يجب ان تكون لخروج القوات الاجنبية وهنا نجد ان الجوهر اصل الفكرة ان يكون عراق بلا قوات اجنبية مورد وفاق بين الجميع".

وردا على سؤال عن العلاقات الوثيقة التي يقيمها المجلس الاعلى الاسلامي مع واشنطن وطهران في الوقت ذاته، قال الحكيم ان "الآلية سهلة للجمع بين هذا وذاك عندما اقول انا المقرب من العراق وتكون العلاقات لمصلحة العراق".

واضاف "نريد ان تكون علاقاتنا جيدة بدول الجوار والمجتمع الدولي (...) الحكومات السابقة لم تحصد شيئا من الاعتداءات على دول الجوار. في العراق الجديد نبحث عن صداقات وليس عن عدوان".

وحول تصعيد الولايات المتحدة ضد ايران، قال الحكيم "نشعر بقلق مثل جميع دول المنطقة من التصعيد ونعرف ان العراق سيدفع ضريبة نتيجة الصراع والمنطقة ستدفع ضريبة".

واضاف "نحن عملنا على نزع فتيل الازمات التي قد تضر في بلادنا والمنطقة ودعونا في ظروف سابقة لفتح حوار بين ايران واميركيين. دعونا مؤخرا الى فتح حوار بين الدول العربية وايران لتجنيب المنطقة اي صراعات". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى