بغداد تدين بشدة حادث اطلاق النار من قبل شركة امنية اجنبية

> بغداد «الأيام» سلام فرج :

>
أثناء نقل جنازة الأمراتين إلى الكنيسة
أثناء نقل جنازة الأمراتين إلى الكنيسة
دانت السلطات العراقية أمس الأربعاء مقتل امرأتين في بغداد أمس الأول بنيران عناصر شركة امنية اجنبية وفتحت تحقيقا في القضية على ما افاد مسؤول عراقي رفيع المستوى.

وقال العميد قاسم عطا المتحدث باسم خطة امن بغداد "فرض القانون" لوكالة فرانس برس ان "الحكومة العراقية ورئيس الوزراء (نوري المالكي) يرفضان بشكل قاطع كل ما تقوم به هذه الشركات من خروقات ضد المدنيين في البلاد".

واضاف "سلاحنا القانون تجاه هذه الشركات، ونحاول دراسة الموضوع بهدوء" مشيرا الى ان "قيادة قوات بغداد شكلت لجنة للتحقيق في الحادث".

ويأتي اطلاق النار هذا اثر الحادث تورط عناصر شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية في قتل 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور في 16 ايلول/سبتمبر الامر الذي اثار غضب الحكومة العراقية وجدلا في اوساط الادارة الاميركية.

وكان شهود عيان اكدوا أمس الأول لوكالة فرانس برس ان موكبا من سيارات الحماية الامنية الاجنبية اطلق النار على سيارة اولدزموبيل مدنية فيها عائلة مكونة من ثلاث نساء وطفلين بالخطأ ما اسفر عن مقتل امرأتين بعد اصابتهما بالرأس واصابة الثالثة بجروح.

وقال شهود والشرطة ان الموكب كان يسير بسرعة فائقة وطلب من المرأة التي كانت تقود السيارة التوقف الى جانب الطريق لكنها تأخرت بالانتباه لطلبهم فاطلقوا النار على السيارة بكثافة.

واكدت المصادر ان وجوه الضحيتين تشوهتا بالكامل بسبب اطلاق النار المباشر على الرأس وان عناصر الشرطة فروا من مكان الحادث.

وقال ابو مريم وهو احد اقارب الضحيتين ان اسم الاولى ماروني اوانيس (49 عاما) من حي الغدير في بغداد وهي ام لثلاث بنات اعمارهن 12 و 21 و 22 عاما وتعمل سائقة اجرة لاعالة اسرتها بعد وفاة زوجها، والثانية جنيفا جلال (30 عاما) وهي زبونتها وغير متزوجة.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان كنيسة الارمن في وسط بغداد شهدت جنازة الضحيتين صباح الاربعاء بحضور عدد قليل من اقاربهما.

وقال القس كيفورك ارميليان "ما حدث جريمة بحق الانسانية عموما وبحق العراقيين خصوصا" مناشدا "الحكومة العراقية وضع حد لهذه الانشطة التي تقوم بها الشركات الامنية الاجرامية".

واضاف "كان واضحا جدا انهن نساء داخل سيارة عندما اطلقوا النار عليهن بشكل عشوائي متعمد".

وطالب القس "بطرد الشركة المسؤولة من العراق لتكون عبرة للشركات الاخرى".

واعلنت شركة "يونيتي ريسورسيز غروب" للخدمات الامنية واللوجتستية التي تتخذ من دبي مقرا لها الاربعاء انها ضالعة في الحادث.

وقالت الشركة في بيان ان "احدى فرق الحماية التابعة لشركتنا ضالعة في حادث اطلاق النار الذي وقع عند الساعة 13:40(10:40 تغ) (أمس الأول) في منطقة المسبح في الكرادة" في بغداد مضيفا "نحن في الوقت الحاضر ننتظر تفاصيل اكثر تتعلق بالحادث".

بنات ماروني اوانيس
بنات ماروني اوانيس
ودافعت هذه الشركة الاسترالية الادارة عن عناصرها قائلة ان "عناصر فريق الحماية اطلقوا النار على سيارة كانت متجهة نحو موكبهم بسرعة واخفقت في التوقف رغم كل الاشارات عن طريق اليد او القنابل الدخانية، مما اضطرهم لاطلاق النار واجبارها على التوقف".

واضاف ان "الوحدة المسؤولة تعمل مع السلطات العراقية لتحديد نتائج الحادث".

واعربت الشركة عن "اسفها للحادث".

واكدت الولايات المتحدة ان الحادث الذي وقع أمس الأول في بغداد ليس له علاقة بواشنطن.

لكن المتحدثة باسم السفارة الاميركية ميريبي نانتغو قالت لوكالة فرانس برس ان الشركة تعمل بعقد لحساب "يو اس ايد" الوكالة الاميركية لمساعدات التنمية (حكومية).

واشارت الى ان "يو اس ايد" ليست مسؤولة عن الترتيبات مع المتعاقدين من الشركة الامنية، موضحة ان "الشركة اصلا مسؤولة تجاه تصرفات عناصرها في قضية السلامة وحسن التصرف".

وقالت المتحدثة باسم السفارة "نحن نعزي عائلات الضحايا، ووزارة الخارجية الاميركية على اتصال مع السلطات العراقية بشأن الحادث".

وجاء الحادث بعد يومين من تعهد الحكومة العراقية بمعاقبة شركة "بلاك ووتر" الاميركية الامنية بعدما دل تحقيق عراقي على ان حراس الشركة لم يتعرضوا للاستفزاز عندما فتحوا النار "عمدا" في بغداد وقتلوا 17 عراقيا قبل ثلاثة اسابيع.

ويتعرض دور الشركات الامنية الخاصة العاملة في العراق للانتقاد منذ حادث بلاك ووتر في 16 ايلول/سبتمبر.

واكدت وزارة الداخلية تشريع قانون يخضع الشركات الامنية للسلطات العراقية.

وقال عبد الكريم خلف المتحدث باسم الداخلية الاثنين "وضعنا الشركات الامنية تحت وصاية وزارة الداخلية وتحت القانون العراقي".

واضاف "شرعنا آليات صارمة لضبط سلوكها (الشركات) وتصرفاتها في الشارع" مشيرا الى انه "يجرى حاليا تحقيق مشترك برئاسة وزير الدفاع العراقي وبمشاركة ضباط من وزارة الداخلية ونائب السفير الاميركي ومحققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) ومن جانبنا قدمنا ما يكفي من الادلة وعليهم الان مراجعة الادلة التي ستقرر". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى