في لقاء بمركز العزاني للتراث الفني والتوثيق:التفكير بإحراق التراث في ميدان عام

> عدن «الأيام» حافظ مصطفى علي:

>
عقدت جلسة تشاورية في مركز العزاني للتراث الفني والتوثيق أمس الأول الخميس 2007/10/18م ضمن سلسلة من اللقاءات التي شهدها هذا العام لدعم الجهود الرامية إلى تحويل المركز إلى مؤسسة وطنية تعنى بذاكرة الغناء لمدينة عدن المحتضنة لمعظم ألوان الغناء اليمني.

ضمت الجلسة عدداً من المهتمين والمريدين وبعض الرسميين أبرزهم الأخوة علي صالح عبدالله، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الديوان العام صنعاء وعبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة في عدن، ومن أبرز المهتمين البروفسور والمستشرق الفرنسي جان لامبير المتخصص في أنثروبولوجيا وإثنوغرافيا اليمن منذ العام 1980م والأخ د. نزار غانم، رئيس مجلس الأمناء للمركز الصحي الثقافي في صنعاء وعدد من الصحفيين.

افتتح الحديث الأخ نصر باغريب، الأستاذ في قسم الإعلام بجامعة عدن، الذي وضع سؤالاً كبيراً من خلال محور حديثه مفاده هل يريد المجتمع من مركز العزاني الاستمرار في الحفاظ على ذاكرة غناء المدينة أم لا؟ منوهاً بأن التفكير بإحراق هذا التراث في مكان عام أمر وارد لا سيما أن الرطوبة وعوامل الزمن قد تفسد القدرة على الانتظار، في إشارة إلى الوعود المتكررة ولسان حاله بيت الشعر القائل:

ما أنت والوعد والذي تعدينني

إلا كبرق سحابة لم تمطر

اليونسكو تعاني البيروقراطية

فيما شكا الأخ ناصر علي حيدرة عزاني، الناطق الرسمي باسم المركز من التعقيدات والبطء في عملية الحصول على دعم من اليونيسكو- المنظمة الدولية للثقافة والعلوم- منذ التقرير الأول الذي رفعه (لامبير) قبل بضع سنوات، المشيد بالمركز وأهمية الإسراع في دعمه قبل أن تسبق إليه يد الزمن، مؤكداً أن المنظمة الدولية في باريس التي وافقت على دعم المركز تعاني عدوى البيروقراطية التي هبت عليها من الشرق.

لامبير: على المركز بناء علاقات مع القطاع الخاص

بدوره أكد البروفسور جان لامبير معضلة البيروقراطية التي تعانيها المنظمة الدولية إلا أن الدعم قادم، منوهاً بأهمية دور القطاع الخاص والمؤسسات العامة لبناء علاقة جيدة بين المركز وتلك الجهات قائمة على أهمية الوعي بوطنية الدور الذي تلعبه أسرة العزاني.. مجيباً في سياق حديثه عن التساؤلات حول إمكانية بيع (كاستات) من إنتاج المركز بقوله: «إن الإمكانية محدودة جداً تدخل في إطار مفهوم التشغيل الذاتي غير التجاري باعتبار المركز ضمن المؤسسات غير الحكومية وغير الهادفة إلى الربح».

ماذا عن حقوق الملكية الفكرية؟

من جانبه أوضح الطبيب المثقف د.نزار غانم مراعاة حقوق الملكية وضوابطها المحددة بمدة زمنية من تاريخ إنتاجها ربما تصل إلى 30 عاماً، وبعدها تصبح المادة الفكرية ملكية عامة بضوابط معينة، معلناً تسخير إمكانياته كطبيب ورئيس مجلس الأمناء للمركز الصحي الثقافي لخدمة المركز والفنانين والمبدعين.. واستدرك الأخ نصر باغريب مشيراً إلى أن الفترة الزمنية لاعتبار الإنتاج الفكري ملكية عامة هي 50 عاماً وليس 30 عاماً.

ما يحويه المركز من التراث الإنساني

وقد تناول الأخ عبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة في عدن الحالة المعنوية وأهمية الابتعاد عن الناس مؤكداً أن المركز استطاع أن يلفت إليه الأنظار وهذا إنجاز كبير، معيداً إلى الأذهان الزيارات المتكررة لقيادات المحافظة والدولة والاهتمام الدولي الذي عد ما يحتويه المركز ضمن التراث الإنساني العالمي، وهذا الإنجاز لا يجب الاستهانة به، وفي ختام حديثه المحفز أعلن عن استعداده لرفد المركز بعدد من المؤلفات ذات الصلة بالمركز كهدية ودعم من مكتب ثقافة عدن.

قطعة أرض من المحافظة

وكان للأخ أحمد علي، مدير مكتب السكرتارية في محافظة عدن، كلمة أبرز فيها دور المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ أحمد محمد الكحلاني من خلال صرف قطعة أرض لتحويل الطموح المشروع للمركز في أن يتطور إلى مؤسسة بعون الله إلى حقيقة ممكنة تضم مختلف الأنشطة الموازية لتوثيق الأغنية.

ترخيص لمزاولة المهنة

وحديث (بيت القصيد) من هذه الجلسة التشاورية للبحث عن سبل لدعم مشروع مؤسسة العزاني للتوثيق الفني كان للأخ علي صالح عبدالله، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالديوان العام في صنعاء الذي أكد منح الوزراة الترخيص لمزاولة المهنة للمركز مؤكداً وقوفه إلى جانب المركز الذي تربطه صلة شخصية بمؤسسه الأول م. علي حيدرة عزاني رحمه الله، الذي قام بدور وطني فاعل في دعم حركة المقاومة ضد المستعمر عن طريق إشرافه على دعم الحفلات الشعبية،التي يتعرض لها المستعمر بقطع التيار الكهربائي، بإعادة التيار عبر المولدات.

لامبير يغني صنعاني ونزار يغني لبامدهف

غاب عن هذه الجلسة النجل الأكبر للفقيد علي حيدرة عزاني الأخ عبدالله عزاني، الذي داهمته جلطة مازال يعاني آثارها- شفاه الله- كما تخلل الجلسة غناء من التراث الصنعاني قام بتأديته والعزف على آلة القمبوس (عود صنعاني قديم لم يعد متداولاً) البروفسور لامبير الذي يجيد العربية واللهجة الصنعانية.

كما غنى د. نزار للفنان بامدهف من كلمات الراحل شريف الرفاعي (مشتاق لك مشتاق) و(اسأل عليّ اسأل) وهي من أعذب عيون الغناء العدني الرومانسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى