العراق يعد تركيا بشن حملة صارمة على المتمردين

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
المالكي يستقبل وزير الخارجية التركي علي باباجان
المالكي يستقبل وزير الخارجية التركي علي باباجان
تعهد العراق أمس الثلاثاء بشن حملة صارمة على الانفصاليين الاكراد الذين ينفذون هجمات على تركيا من مخابيء في جبال بشمال العراق في محاولة لتجنب هجوم عسكري تركي على اراضيه لضرب المتمردين.

وتوجه وزير الخارجية التركي علي باباجان جوا الى بغداد لاجراء محادثات ازمة مع الزعماء العراقيين وقال انه حصل على تأكيدات بأن العراق سيدعم تركيا في مكافحة "الارهاب".

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان انقرة تعطي الدبلوماسية فرصة لكنه ذكر العراق بأن البرلمان التركي وافق على توغل عسكري في اي وقت.

وقتل انفصاليو حزب العمال الكردستاني الذين يعملون انطلاقا من شمال العراق 12 جنديا تركيا على الاقل في قتال في مطلع الاسبوع.

وقال اردوغان في مؤتمر صحفي مشترك في لندن بعد محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون "نحن الان في موقف ترقب لكن العراق يجب أن يعرف اننا يمكن ان نستخدم التفويض لعملية عبر الحدود في اي وقت."

وزاد الضغط في وقت لاحق بقوله في مؤتمر للمستثمرين في لندن ان تركيا قد تفرض عقوبات تجارية على العراق.

واضاف "قد نفرض بعض العقوبات فيما يتعلق ببعض السلع التي نصدرها للعراق." وتصل التجارة الثنائية بين البلدين الى حوالي خمسة مليارات دولار سنويا.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لباباجان ان العراق سيقيد تحركات متمردي حزب العمال الكردستاني ويستهدف وسائل تمويلهم. لكن لم يتضح ما اذا كان ذلك كافيا لتهدئة تركيا التي تريد انتهاء الهجمات عبر الحدود.

وقال زيباري وهو كردي في مؤتمر صحفي انه اكد لنظيره التركي ان الحكومة العراقية ستساعد تركيا بهمة للتغلب على تلك المحنة. واضاف انه لن يسمح لاي حزب بما في ذلك حزب العمال الكردستاني ان يسمم العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي ايضا انه لن يكون هناك تسامح مع هجمات حزب العمال الكردستاني على تركيا.

واضاف عقب محادثات مع باباجان ان العراق منح مقاتلي حزب العمال خيار المغادرة او نزع سلاحهم. وقال ان العراق يهتم بكل قطرة من الدم التركي قدر اهتمامه بكل قطرة من الدم العراقي.

لكن لم تتضح تفاصيل كثيرة للكيفية التي يمكن بها كبح متمردي حزب العمال الكردستاني. ويقول العراق ان قواته مشغولة بالقتال في اماكن اخرى من البلاد. وسيحتاج اي هجوم عسكري الى مشاركة قوات امريكية.

وتتردد واشنطن حتى الان في مهاجمة متمردي حزب العمال الكردستاني خشية ان يضر ذلك بالعلاقات مع الاكراد العراقيين ويزعزع استقرار المنطقة الكردية وهي المنطقة الوحيدة في العراق التي تشهد استقرارا وازدهارا بصورة نسبية منذ الاطاحة بصدام حسين.

وتقدر تركيا ان ثلاثة الاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتمركزون في العراق,وتعتقد انقرة ان القوات الامريكية في العراق يمكنها الامساك بزعماء الحزب المختبئين في جبال قنديل واغلاق معسكراتهم وقطع طرق امداداتهم.

الرئيس العراقي جلال الطالباني يتحدث مع وزير الخارجية التركي علي باباجان
الرئيس العراقي جلال الطالباني يتحدث مع وزير الخارجية التركي علي باباجان
وتقول الحكومة التركية انها ستستنفد القنوات الدبلوماسية قبل شن هجوم عسكري على شمال العراق لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وساعد تخفيف التصريحات على خفض اسعار النفط العالمية من المستويات القياسية التي صعدت اليها,لكن باباجان قال ان صبر الشعب التركي ينفد.

ونشرت الحكومة التركية حوالي 100 ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات مقاتلة طراز اف. 16 على طول حدودها مع العراق وحصلت على موافقة من البرلمان للقيام بتدخل عسكري محتمل في شمال العراق.

وقال اردوغان في اكسفورد بانجلترا امس "اذا لم تحدث التطورات المتوقعة في الايام القليلة القادمة فسيكون علينا ان نهتم بحالنا."

وتدعو واشنطن وبغداد تركيا عضو حلف الاطلسي للامتناع عن التوغل العسكري في الاراضي العراقية.

وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية البريطاني الزائر ديفيد ميليباند بأنهما اقترحا عقد اجتماع في اسطنبول الشهر القادم يحضره مسؤولون من الولايات المتحدة وتركيا والعراق لمناقشة سبل وقف الهجمات.

وقال الرئيس العراقي يوم أمس الأول ان حزب العمال الكردستاني سيعلن وقفا لاطلاق النار,وقالت الجماعة في وقت لاحق في بيان انها مستعدة للسلام اذا أوقفت انقرة هجومها العسكري على المقاتلين الاكراد. ولم تشر الى وقف لاطلاق النار.

وقال باباجان ان اي وقف لاطلاق النار سيكون بلا معنى لأن حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية وليس جيش دولة ذات سيادة.

ودفنت تركيا أمس الثلاثاء 12 جنديا. وزادت اللقطات التي نقلها التلفزيون لامهات وزوجات ثكلى وأطفال فقدوا اباءهم من الضغوط التي يتعرض لها اردوغان للتحرك.

وجرت احتجاجات في عدد من المدن والبلدات التركية ضد حزب العمال الكردستاني في الدولة التي تقطنها أغلبية مسلمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى