اليمن بحاجة إلى تضافر الجهود ونبذ الخلافات

> حسن بن حسينون:

> سبق لي أن كتبت اكثر من مرة أن اليمن والشعب اليمني لم يعد باستطاعته أن يتحمل أكثر مما تحمله من نكبات ومن مشاكل وأزمات وخسائر مادية وبشرية هائلة جدا على مدى تاريخه الطويل، فكلما خرج من مشكلة أو أزمة من الازمات السياسية، ودون أن تمر فترة قصيرة من حدوثها حتى تظهر مشكلة أو فتنة أخرى تهدف إلى تدمير ما تم بناؤه خلال هذه الفترة أو الفترات القصيرة، وهكذا تدور الدائرة على هذا المنوال وتأخذ الطابع الموسمي، وقد كان للشطر الجنوبي قبل الوحدة نصيب الاسد من هذه الدورات الدامية، حتى أصبح المواطن الجنوبي في حالة من القلق والانتظار لمثل هذه الدوارت مع اقتراب حدوثها بعد أربع أو خمس سنوات كحد أعلى.

توصل النظامان في الأخير إلى أن الحل لمثل هذه الفتن والنكبات هي الوحدة وخيارها الديمقراطي، وقد استبشر المواطن في الشمال وفي الجنوب بهذا الاتفاق.

ليس بالغريب بالنسبة للنخبة المثـقفة ورجالات الصحافة والفـكر والإعلام حـدوث مـثل تـلك الصراعـات لإدراكهم أن مـن أسباب تـلك الصراعات الموسمية بـين النظامين وداخـل كل شطر على حدة هي التخلف الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وتدني الأوضاع المعيشية للناس وعلى هذا الأساس فسرعان ما تبدأ الاختلافات فالخلافات بالدعاية والتحريض وبث شعارات الفرقة والفتنة، لتنتهي بالحروب والخراب والدمار لكل شيء ماديا وبشريا.

وكان لصحيفة «الأيام» وناشريها هشام وتمام السبق في التحذير من استخدام واستغلال شعارات الديمقراطية وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر لأهداف ومصالح غير وطنية، فكانت البداية طيبة بعد قيام الوحدة مباشرة غير أنها انتكست مع مرور الوقت وازدادت سوءا مع المكايدات السياسية واندلاع حرب صيف 94م، لقد جعل البعض من الديمقرطية حمالة أوجه كلٌّ يحاول أن يقيسها على مقاسه، ورغم ذلك لم يتوان القائمون على صحيفة «الايام» عن الاستمرار والوقوف في وجه من يعمل على تخريب هذه المكاسب العظيمة وتخريب حياة اليمن والوحدة والأمن والاستقرار، ودفعت الصحيفة الثمن غاليا لهذه المواقف.

من المؤسف له وفي كل الأوضاع العامة المتردية أن يتمادى بعض الكتاب في كتاباتهم التحريضية التي يتلقفها المتلقي ووعيه العادي الذي يغلب على عامة الشعب مثلها مثل الأغنية وكلماتها العاطفية التي يتناغم معها وتحرك مشاعره فيتمايل مع نغماتها وأن كل كلمة وكل نغمة موسيقية تعبر بشكل مؤثر عن عواطفه الجياشة نحو الحبيب وبشكل أوضح عن قضيته، و«من الحب ما قتل» و«الحب أعمى» كما يقول المثل.. كل ذلك ينطبق على الجميع في السلطة والمعارضة.

إعادة ترشيح الرئيس علي عبدالله للرئاسة لم يأت من فراغ، فلقد عمل منذ اعادة ترشيحه على مد جسور مع الجميع أساسها الحوار والحوار والحوار وحده الذي من خلاله يمكن حل العديد من المشاكل والصعوبات التي يعانيها الشعب اليمني، وأي خيار غير الحوار الصادق والهادف لن يكون سوى السير على طريق دورات الصراع الموسمية التي تكون نتائجها كارثية على الجميع والسير إلى الخلف بخطى حثيثة.

فاليمن اليوم في أمس الحاجة إلى تضافر الجهود وتشابك كل الأيادي الوطنية المخلصة مع يدي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الممدودتين نحو الجميع بهدف تحقيق طموحاته وآماله وبرنامجه الانتخابي، وفي البداية طموحات وآمال اليمنيين، ونحن في «الأيام» وفي المقدمة الزميلان هشام وتمام سنكون جميعا مشاعل تضيء طريق الحرية والديمقراطية، طريق التنمية والأمن والاستقرار ورفاهية الشعب اليمني، فذلك هو طريق «الأيام» وأعمدتها في الماضي والحاضر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى