(للحقيقة والذكرى) ستكون وخيمة على الشمال والجنوب

> نجيب محمد يابلي:

> حملت «الأيام» في أعدادها الصادرة في 21، 22، 23 اكتوبر 2007م أخبارا ومواضيع تستحق الوقوف أمامها لمعرفة ما يدور ونتائج ذلك.

(للحقيقة والذكرى)

نشرت «الأيام» موضوعا موسوما (للحقيقة والذكرى) وهنا وقفت أمام حقيقة أن «الأيام» نشرت موضوع هذا الكاتب الغريب في الصفحة الأخيرة، وعلى كل حال فالأمانة تقتضي أن أضع كاتبه أمام ثلاث نقاط:

-1 أن النظام في الجنوب وقع مع النظام في الشمال سلسلة اتفاقيات وحدوية دشنت باتفاقية القاهرة في 13 سبتمبر 1972م والتي وقعها رئيسا الوزراء في الشطرين علي ناصر محمد ومحسن أحمد العيني ثم بيان طرابلس في 26 نوفمبر 1972م والذي وقعه رئيسا الشطرين سالم ربيع علي والقاضي عبدالرحمن الإرياني ثم لقاء الجزائر بين الرئيسين ربيع والإرياني في 4 سبتمبر 1973م ثم لقاء قعطبة بين الرئيسين ربيع والحمدي في 15 فبراير 1977م، ثم البيان الصادر في الكويت بين الرئيسين عبدالفتاح إسماعيل وعلي عبدالله صالح في 6 مارس 1979م، ثم اتفاق تطوير التعاون والتنسيق الذي أبرم في عدن في 2 ديسمبر 1981م بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد، ولا ننسى أن اللجنة الدستورية المشتركة أقرت في 30 ديسمبر من العام نفسه (1981م) مشروع دستور دولة الوحدة الذي وقعه رئيسا اللجنة عبدالله أحمد غانم وحسين علي الحبيشي ومقررا اللجنة عمر عبدالله الجاوي ومحمد عبدالله الغسيل والسلسلة طويلة كان آخرها اتفاق عدن في 30 نوفمبر 1989م واتفاق إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية في 22 ابريل 1990م وإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م والمحطات الثلاث الأخيرة تصدرها علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض.

لا حاجة لك يا حلبوب بتذكير الآخرين بما عفى عليه الزمن، فالتاريخ سواء في الشمال أم في الجنوب لم يكتب بعد، وهناك فصول وأحداث لا تزال غامضة سواء هنا أم هناك، والتاريخ كفيل بإزالة أي لبس.

لا تنس يا حلبوب أن التاريخ سيميط اللثام عن عشرات الوجوه التي مارست الجرائم سواء ما يتعلق منها بإزهاق الارواح البريئة أم جرائم الفساد في أوسع وأبشع صوره في ظل دولة الوحدة عامة، وبعد 7/7 خاصة.

أرجو أن توضح للقراء يا حلبوب ما ورد في بداية الفقرة الثالثة ونصها: «إن الملفات مشبعة بإدانة هذه العناصر وهي جاهزة لدينا ومستعدون لنشرها لولا تسامح الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ...إلى آخر الكلام» عندما قرأ الناس هذا الكلام عرفوا بأن هذا كلام سلطة، وأختتم كلامي بأن عشرات الآلاف من مختلف المحافظات والمديريات الجنوبية وفي مقدمتها ردفان عاشت الاحتفال التاريخي المهيب بذكرى ثورة 14 اكتوبر في الحبيلين الردفانية وهي حقيقة تؤلمك وتؤلم السلطة معك.

سيارة آل كابوني تصدم سيارة بن فريد

نشرت «الأيام» في 22 اكتوبر 2007م خبرا على لسان الزميل الكاتب والناشط الحقوقي والإنساني أحمد عمر بن فريد بأنه كان في الليلة السابقة من تاريخه بمعية صديقه أحمد محمد الدياني وهو يسوق سيارته وبينما كان في جولة فندق عدن إذا بسيارة حبة تويوتا تحمل لوحة معدنية زرقاء (شرطة) رقمها 2148 تغير مجرى اتجاهها صوب سيارة بن فريد وتصدمه.

عند مساءلة بن فريد وصديقه الدياني للمجموعة عن دافع هذا العمل العدواني، رد أحدهم بأنها (أي السيارة) سيارة (الأفندم) وبلهجة الواثق بنفسه أكمل أحد المعتدين بيانه بالقول «وإذا لكما شيء الحقوا بنا» تعطي الواقعة المذكورة انطباعا بأننا لا نعيش في ظل نظام مؤسسي بل في ظل نظام آل كابوني (زعماء مافيات صقلية).

تزامنت قراءتي لـ «الأيام» مع قراءتي لـ «الوطن العربي» الأسبوعية في عددها الصادر في 17 اكتوبر 2007م وكان من ضمن موادها لقاء أجراه مندوبها في القاهرة صلاح البيلي مع الأديبة نعمات البحيري، التي أنجزت على مدى ربع قرن 7 مجموعات قصصية وروايتين، وهي تحضر حاليا للجزء الثاني من رواية (يوميات امرأة مشعة) ومحورها محنتها المرضية القاسية.

تحدثت الأديبة نعمات البحيري عن المثقف الطامح للعب دور تنويري في مجتمعه إلا أن النظم الحاكمة تقف له بالمرصاد إذا مسها بكلمة حق وتستخدم معه كل أساليب الهوان، التي حصرتها نعمات، التي لم يقهرها المرض واستحقت منا كل التقدير.

أشاوس أهل عتيق في عدن

نشرت «الأيام» في 23 اكتوبر 2007م خبرا عن توافد عدد كبير من أشاوس أهل عتيق من العوالق إلىمبنى الصحيفة ظهر يوم 22 اكتوبر، وأفاد الشيخ نبيل ناصر سالم الداحمة، شيخ مشايخ أهل عتيق بأنهم قدموا من محافظة شبوة لزيارة ابنهم المعتقل العميد ناصر علي النوبة في مستشفى باصهيب حيث يتلقى العلاج، إلا أن طلبهم رفض من قبل قيادة المحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية وكذا الشرطة العسكرية.

هناك ثلاث نقاط في الخبر تستحق رفع القبعات:

- أن الجمع الغفير الذي توافد على مبنى مستشفى باصهيب بمدينة التواهي عدن مثل محافظات لحج وأبين وشبوة والضالع وعدن، ويعني ذلك أن قيم التصالح والتسامح قد تغلغلت أيما تغلغل في محافظات الجنوب.

- ارتفاع الوعي الدستوري والقانوني عند الإنسان في الجنوب، وذلك عندما فسروا قيام الأخ العميد ناصر علي النوبة بحركة الاعتصام بأنه إنما مارس حقوقه الدستورية السلمية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود الدولية.

- إعلان مجموعة من أفراد أهل عتيق عن تقديم استقالات جماعية من المؤتمر الشعبي العام، وهي ظاهرة تستحق الاحترام لأنها جاءت من صفوف الحزب الحاكم، والظاهرة آخذة في التزايد لصالح الاصطفاف الشعبي العام بدلا من المؤتمر الشعبي العام.

فلله دركم جميعا من أشاوس!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى