أحمد بن فريد ودعاة التحريض ضده!

> فاروق ناصر علي:

> «أين سأحكي وأنا منذ العهد التركي/ مدني في زمن مكي/ صخر يأمرني بالتقوى/ وأبو لهب يضع الفتوى/ وأبو جهل يلعن شركي؟!/كيف، وماذا وأين أحكي/ وأنا منذ العهد التركي/ متهم بحيازة فكي/ والبلوى أولها شكوى/ والشكوى آخرها بلوى/ والشاكي يحكمه المشكي؟!»

أحمد مطر

مدخل مهم للتاريخ والأجيال الحاضرة والصاعدة

كل الدنيا تعرف الفتاوى التي انهالت على أبناء الجنوب.. هذه الفتاوى يا شرفاء التي اعتبرت أبناء الجنوب من الكفرة، بينما أبناء الشمال من المسلمين البررة، وفي ضوء هذه الفتاوى وأشهرها الفتوى التي اعتبرت عدم قتل أبناء الجنوب أكبر مفسدة، وما تزال السلطة حتى اللحظة فرحة بها بدليل رفضها إدانتها وإدانة كل ما بني على أساسها برغم مقالاتنا العديدة حولها طيلة 13 سنة.. ومن خلالها ساهمت مع حرب 94/7/7م في تمزيق النفوس والقلوب الموحدة، وساهمت في توحيد النهب والسلب والفيد وإباحة كل محرمات الدنيا واعتبارها الحلال الزلال.. حلال زلال للمسلمين الذين باركتهم الفتوى.. واليوم انبرت فتاوى جديدة جعلت أبناء (الجنوب) كفرة في خطبة العيد، أول وثاني العيد والنظام الحاكم كان يشعر بالارتياح لها، وكلنا نعي ذلك.

عندما نكتب في صحيفة «الأيام» عن الجور والباطل تتهم «الأيام» بأنها مجرد صحيفة متآمرة على الوحدة الحمراء- المعمدة بالدم- وعلى الكاتب بأنه شطري.. إلخ لا بأس، لا بأس، لا بأس.. قلتها ثلاث مرات لأن (العاصفة) حين تبدأ تضرب ضربتها في أقل من ثلاث دقائق.

خطيب مسجد (الجند) مسجد الصحابي الجليل (معاذ بن جبل) تصور أن هناك كرسياً جديداً سوف يخلق في مجلس الوزراء لوزارة (التخوين والتكفير)، ربما لديه حق، خاصة وفتاوى تدمير الإنسان تلقى القبول والاستحسان.. فقط عليه أن يعي أنه ليس (خالد بن الوليد) ربما يكون في خطبته (رئيس الرماة فوق جبل أحد) في موقعة أحد، الذين تركوا موقعهم وهرولوا إلى الفيد والغنائم والقصة معروفة.

نصيحتي لكل من يكفر أبناء الجنوب أن يفهم قول سيد الخلق (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم):«من كفر مؤمناً فقد كفر»، والنصيحة الأخرى هي أن عام 2007م غير 1994م، فلا تبقى الدنيا على حالها إلا لأولئك الذين لا يفقهون حقيقة ومسار التاريخ، ولم يتعلموا حتى اليوم (أن الرب واحد والعمر واحد) والصحف التي تشتمنا هي مصانة مباركة، وقد شتمت أعز زميلاتنا (المحصنات) في صنعاء لأنهن ذوات أقلام حرة رائعة.. ومن يحرض على أخي العزيز الكاتب والناشط السياسي الجسور (أحمد عمر بن فريد) يسعى إلى قبض الريح، فتمهلوا يا دعاة الفتنة، تمهلوا لأن المراحل مازالت طويلة، وسوف تصبح السماء الملبدة بالغيوم التي تنشرونها مقابل ثمن مغموس بالعفن، سوف تصبح زرقاء، ومازلنا على الطريق الطويل، الطويل إلى آخرنا وآخركم، ولا تعتقدوا بأن العزيز (أحمد) يقف وحده.. ستعرفون من جوهر المقال كل شيء.

الدخول إلى جوهر المقال

تلك المقدمة كي يفهم من لا يريد أن يتعلم أن قتل أبناء الجنوب في نظر مراكز القوى والفساد هو (فرض عين) سواء عبر الفتاوى أو من خلال الأقلام الخارجة من وحل المستنقعات والتحريض على ذلك، وسيكون الأنسب (قتال الجنوبي ضد الجنوبي) أي إشعال نار الفتنة في صفوف أبناء الجنوب.. هذه اللعبة باتت مكشوفة في أول لقاء في جمعية ردفان (للتصالح والتسامح) عندما هاجت صنعاء وماجت.. حينها عرفت كل دول العالم أن الدولة أو السلطة أو النظام الذي يرفض التصالح والمحبة والتسامح بين أفراد الشعب يعد مجرد (كارثة على البشرية) وعرف أبناء الجنوب من هذه الغلطة الفضيحة الحقيقة، وجاء الجواب: رص الصفوف أقوى من طلقات المدافع.. فلماذا يحرم على العزيز (أحمد) وعلى أبناء الجنوب قتال بعضهم البعض أو تخوين بعضهم البعض؟! هل العكس هو المطلوب؟! وما دخل دماء أبناء الشمال في هذا التسامح؟! لماذا مازلتم صامتين على (الفتاوى) التي حللت استباحة دمنا؟! هل دماء أبناء الجنوب رخيصة لذا لا يحق لها غير أن تراق في سبيل مراكز القوى والفساد؟! بالمناسبة هل دماء هؤلاء الذين يحرضونكم علينا من (الدماء الزرقاء) أي دماء الملوك والقياصرة كما يقال؟! تمهلوا فما زال الطريق هو الطريق الطويل، الطويل.

اليوم حين ألقى أخي العزيز (أحمد بن فريد) الناشط السياسي والكاتب الشجاع الأصيل، وهو أصيل فعلاً إن كان البعض منكم لا يعرف ذلك، وينتمي لأشجع وأنبل القبائل، اذهبوا إلى أجدادكم أو من دفعوا بكم أو أعيدوا قراءة التاريخ وستعرفون من هم قبائل ورجال (العوالق) ناهيكم عن مؤهلاته العلمية العالية، باختصار بينكم جميعاً وبينه فرق السماء والأرض.. وهو أنبل وأشجع وأشرف من العشرات من أمثالكم.. هل تريدونه أن يقسم على إراقة دماء أبناء الجنوب؟! هل رفض قتل الجنوبي لأخيه الجنوبي معناه في نظركم استباحة قتل أبناء الشمال؟! من أنتم؟! وأي دماء هذه التي تستبيحها علناً (الفتاوى) ضدنا بمباركة السلطة لها بدليل صمتها عليها وعليكم.. تستبيحون قتلنا بفتاوى التكفير، وتريدون التحريض.. أي تحريضنا ضد بعضنا البعض؟! لقد صمتت السلطة على أولئك الذين يقتلون أبناء الجنوب ويهربون إلى المعسكرات ثم يهربونهم إلى صنعاء ومنها إلى مناطقهم، هم لا يحاكمون، لا يعتبرون قتلة، واليوم تريدون استباحة دماء أبناء الجنوب لأن (التصالح والتسامح) جريمة لا تغتفر.. إذن لا تعتقدوا أنتم وكل من يدفع بكم أن (أحمد عمر بن فريد) فريسة سهلة، إذا خيل ذلك لكم سترون (جحيم سيرا ماستيرا الجنوبية) ولا تعتقدوا أن عام 1994م يتساوى مع عام 2007م.. كلما نادينا السلطة بالعدل بين الناس يزداد ميزان العدل ميلاً، بل أصبح الآن ميزاناً مقلوباً ولم نر قط سلطة ترضى بفتاوى القتل لأبنائها وتغضب إذا تصالحوا وتسامحوا إلا هنا.

توقفوا حتى لا تزداد الجراح عمقاً وتصبح الكراهية والأحقاد فيما بيننا من المستحيلات التي يمكن علاجها ولا يأخذكم الغرور حتى لا تفرقوا ما بين الأبيض والأسود.. توقفوا.. وكما تمنع السلطة مقالاتنا في «الأيام» إلا فيما ندر نتمنى أن تمنع مقالاتكم الرامية إلى إراقة الدماء.

ويبقى القول.. لا يخيفنا الوعيد ولا التهديد، لكننا لا نريد أن تزداد هوة الفراق، أما (أحمد بن فريد) فهو رجل شجاع يدعو للتسامح لا للفرقة، فلا تحاولوا تحريف الكلم عن موضعه ونحن وكل الشرفاء في الشمال (زميلات وزملاء) نعرف حقيقة ما ترمون إليه..

وهذه الأبيات الشعرية هي مسك الختام وهي لـ(سميح القاسم):

«طمئنوا الغدر المبيت/ أن صوتي ليس يُكبت/ وعلى موطئ نعلي كل صخر يتفتت/ طمئنوا النار الغبية أن ناري أبدية/ وعلى حضن رمادي تولد الشمس الوفية/ طمئنوا كل مطاول أن قتلي محض باطل/ فأنا باقٍِ.. إلى ما شئت.. أحيا وأقاتل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى