آخر الصف

> جلال عبده محسن:

> التقارير الدولية التي تصدر من حين لآخر من البنك الدولي أو من بعض المنظمات والهيئات الدولية المختلفة والمتعلقة بتقييم أوضاع البلدان على مختلف مستوياتها سواء من حيث معيار فاعلية الحكومة أم من حيث حكم القانون وفي معيار حرية التعبير وكذا السيطرة على الفساد أو في الحكم الرشيد وغيرها من الزوايا المنظورة من أهل الخبرة وفقاً للمعايير والتقييمات التي يستندون إليها، فإن المتتبع لتلك التقارير وتصنيف وضعية بلادنا منها فإنه لا يرى إلا تراجعاً مستمراً في تقييماتها، كتلك التي تضعها في المرتبة الأخيرة من قائمة اقتصاد الدول العربية وثاني أفقر دولة في الشرق الأوسط ومن أفقر دول العالم وأنها تقع ما بين الدول الهشة والفاشلة أو تلك التي وضعتنا عند المؤشر (صفر) في السيطرة على الفساد ومعيار فاعلية الحكومة وفي معيار حكم القانون وكذا معيار حرية التعبير وغيرها من المؤشرات.

والحقيقة إن تلك الوضعية تذكرني بأيام الدراسة في المرحلة الابتدائية عند توزيع النتائج وحالة ذلك الطالب البليد الذي يأتي ترتيبه آخر الصف ويفشل سنة بعد أخرى في حين يكون زملاؤه قد سبقوه بمراحل دراسية وهو على حاله بل ويزداد وضعه سوءاً دون أن يهتم أحد في تحسين وضعه.

إن ذلك الوضع لاشك بأنه يؤثر سلباً في سمعة بلادنا داخلياً وخارجياً في الوقت الذي نحن أحوج إليه في تحسين صورتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحديداً لدى المستثمرين، الذين نناشدهم في خطبنا عبر وسائل إعلامنا وفي زياراتنا الخارجية ونحن مازلنا بتلك الوضعية التي يرثى لها وبشهادة تلك التقارير الدولية. وحري بنا أن نقف بكل صدق وشفافية أمامها، لاسيما وأنها صادرة من خبراء يعملون في منظمات الشفافية الدولية.

تم ألا يوجد من يقرأ تلك التقارير المخجلة؟ وأين هم مستشارونا الذين يتقاضون الرواتب الضخمة وأين هم بروفسورات الجامعات ليأخذوا بتلك الملاحظات محمل الجد ويقدموا لنا خبراتهم لتحسين الصورة وكفانا فضائح فاليمن لا يستحق منا كل هذا العبث ودعونا نقف بصدق أمام الفساد والفاسدين وناهبي المال العام دون مكابرة أو نكران لذلك، لاسيما وأننا نمتلك من الموارد الطبيعية ما لا تمتلكه بعض الدول العربية، بينما نتأخر نحن حيث هم يتقدمون. دعونا نتقدم خطوتين وإن تعثرنا بخطوة واحدة فذلك أفضل ولا أعتقد بأن هناك شخصاً واحداً غيوراً على وطنه يرضى بأن تظل الأوضاع كما هي.

إن من حق الوحدة علينا أن تكون اليمن في مكانة رائدة ومتميزة ونموذجاً خاصاً يحتذى بها ومحط إعجاب بين الدول وخاصة العربية منها لا أن تكون النتيجة مخيبة للآمال وفي آخر الصف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى