كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد:

> أستمتع هذه الأيام بمشاهدة مسلسل (الملك فاروق) بعد أن قرأت العرض الشائق لصديقي الأستاذ (سعيد عولقي) من الناحية الفنية والإخراج للمسلسل.. وبما أن الحديث عن التلفزيون والسينما تذكرت فيلماً فرنسياً عرض قبل عشرين عاماً بعنوان (بترول.. بترول).. الفيلم ليس فيه شيء سوى الكذب والافتراء والتهريج والسخرية من أمراء البترول بدون معنى.. وقد صوّر الفيلم الخليج وكأنها بلا ماء.. وإنما بترول فقط.. وأنك إذا ملأت زجاجة من الخليج وألقيت بها على سيارة فإنها سوف تنسف السيارة كلها.. ويعرض الفيلم بكل سخرية واستخفاف و(هبالة) بأنه رغم وجود البترول في الخليج فإن سيارة الأمير كانت لا تتحرك بالبترول وإنما يدفعها من الخلف حاشية الأمير أو تحركها من الأمام الجمال.

> الفيلم كان سخيفاً جداً وليس له معنى سوى الإساءة إلى بلاد الخليج وأمراء الخليج.. وقد أخطأ كثيراً الذين أنتجوا هذا الفيلم وصوروه باعتبار أن الخليج متخلف وأمراء كانوا لا يعرفون كيف يتصرفون بعائدات البترول.. وكأنهم لم يشاهدوا ما فعله الأمراء في بلدانهم التي أصبحت تضاهي بلدان أوروبا وأمريكا.. الفيلم فيه ظلم واضح للخليج وأمراء الخليج.. ولذلك ضاق به الناس وانصرفوا عنه لأنه لا يستحق المشاهدة.. فالغرض كان معروفاً من إنتاج الفيلم.. ولا أحد كان يدري ما هو السبب في هذا التجني على الخليج وأمراء الخليج.

> ولا بد أننا لا نمانع أية دولة تريد أن تنتج فيلماً تدور أحداثه في أية دولة عربية بشرط أن يكون الفيلم منصفاً بعيداً عن الإساءة والتجريح كما فعل الفيلم الفرنسي بدول الخليج وأمراء الخليج.. مع أننا لو التزمنا بالواقع والحقيقة لوجدنا أن دول الخليج أفضل وأجمل من (بعض) المدن في فرنسا نفسها.. وفي هذه الحالة لا نستطيع أن نلوم فرنسا أبداً.. لأن فرنسا دولة ديمقراطية حقاً ولا تستطيع التدخل في الإنتاج الفكري والعلمي والسينمائي.. ولا التفتيش في عقول الناس.. منتهى الحرية.

> ومن المؤكد أننا كنا سوف نجد عذراً للذين وقفوا وراء إنتاج هذا الفيلم والذين صوروه.. لو أنهم جعلوه حول دولة بترولية شرقية أو غربية تسيء التصرف بعائدات الثروة البترولية فيها.. وهي تعبث بها وتنهبها ولا تستفيد منها في خير بلادها وازدهارها.. ورفع مستوى معيشة شعوبها ورفاهيتها.. وهناك أمثلة كثيرة على هذه الدول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.. ولكننا لا نجد عذراً مقبولاً لصانعي هذا الفيلم الذي انحرفوا به ولم يجدوا- عبثاً منهم- من يستحق النقد والسخرية غير الخليج وأمراء الخليج.

> ولا بد أن مصدر الثروة في الخليج معروف.. فلم يرث الأمراء في الخليج هذه الثروة من أحد.. وإنما هي نبعت من الأرض.. واستغلها الأمراء في الخليج أفضل استغلال.. وكما خرجت من الأرض عادت إلى الأرض.. عمروا الأرض.. بنوا العمارات الشاهقة.. وأقاموا الفنادق الرائعة..وشقوا الطرقات واسعة وطويلة وناعمة.. والشوارع فسيحة ونظيفة.. وقد اصطفت فيها المطاعم ومحلات الملابس والعطور والمواد الغذائية وأدوات الزينة وغيرها.. وصرفوا الثروة على التنمية والصحة والتعليم والتكنولوجيا الحديثة في إدارة الأعمال والصناعة.. فالكل يعمل ولا يوجد فيها (عاطل ولا جائع ولا عريان).. والبلاد مفتوحة كالسماء.. لا أحد يضايق الداخل ولا الخارج ولا أحد يهمه أحد.

> أين الذين يعبثون بثروات بلدانهم من دول الخليج؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى