على خلفية استطلاع «الرجل» ..نشاطركم الرأي يا «بوتين» ونختلف في نقطة فرعية

> نجيب محمد يابلي:

> في العدد (171) الصادر في يوليو/ أغسطس، 2007م، أتحفتنا مجلة «الرجل» اللندنية باستطلاع بديع تناول جانب الهوايات للعاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والعاهل المغربي محمد السادس والعاهل الأردني عبدالله الثاني والإمبراطور اكيهيتو الياباني والعاهل البلجيكي البير الثاني وأمير موناكو البير غريمالدي وجورج بوش الأب والأمير تشارلز والعاهل الأسباني خوان كارلوس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذيل استطلاع الهوايات لدى كل واحد منهم بمعلومات مقتضبة عن تاريخ ومكان الميلاد وتاريخ توليه الحكم ومن أقوال كل واحد منهم.

وقفت أمام المساحة المخصصة للرئيس الروسي، وهو من مواليد 7 أكتوبر 1952م في مدينة لينينغراد (بطرسبورج حالياً) بشمال غرب روسيا، وتولى الحكم في 7 مايو 2000م بعد ما كان رئيساً بالوكالة منذ 31 ديسمبر 1999م بعيد استقالة سلفه بوريس يلتسن.

تنتهي ولايته في مارس 2008م، إلا أنه يسعى لتغيير النظام السياسي في البلاد دون المساس بالدستور وتأكيد التناوب على السلطة رغم دعم حزب روسيا الموحدة وحزب روسيا العادلة، اللذين دعما تمديد ولايته بعد ارتفاع رصيده الشعبي بعد إعادته روسيا إلى مكانتها الدولية وبناء اقتصاد روسي قوي.

اكتفى بوتين بتأهيل فيكتور زيكوف لرئاسة الحكومة في سبتمبر الماضي لإعداده للترشيح لمنصب الرئاسة في انتخابات مارس 2008م، ليكتفي بعد ذلك بوتين برئاسة الحكومة (ليستأنف فترته الرئاسية الثالثة عام 2012م) معتمداً على شعبيته الكبيرة في كسب الجولة الانتخابية بعد إعلانه قبول دعوة حزب روسيا الموحدة لترؤس قائمته الانتخابية، والرئيس بوتين قريب من هذا الحزب، لكنه يرفض الارتباط المباشر به على الرغم من احترام الحزب الآخر له.

«ما عاد هناك من نستطيع التكلم معه.. منذ وفاة المهاتما غاندي»:

المهاتما غاندي، الزعيم الهندي الكبير وأحد صانعي التاريخ الحديث من مواليد 2 أكتوبر 1869، واغتيل في 30 يناير 1948م بعد أن قاد نضال شعبه إلى الاستقلال بانتهاج فلسفة اللا عنف.

أقول للرئيس الروسي إن المرارة تنضح من رأيك هذا والتي أفرزتها القضية الشيشانية، حيث يناضل الشعب الشيشاني المسلم من أجل حقه في تقرير المصير وقد أتيح هذا الحق لكل شعوب الاتحاد السوفيتي السابق ولا نريد الخوض في هذه القضية ومكانها ليس هنا.

نحن نقول: ما عاد هناك من نستطيع أن نتكلم معه منذ غياب المؤسسية، فهذا جورج واشنطن (1799-1732م) يقود حرب الاستقلال ضد الوجود البريطاني وقضى فترة ولايته (1796-1789)، وهذا نيلسون مانديلا (1918م) يقود نضال شعبه في جنوب أفريقيا ويقضي ربع قرن وراء القضبان فرضها عليه النظام العنصري وأطلق سراحه ويخوض انتخابات ديمقراطية ويفوز بثقة الشعب لفترتين رئاسيتين بدأهما عام 1994م وتفرغ بعد ذلك لقضايا السلام في العالم.

هذا هو العقيد أعلى ولد محمد فال، قائد الانقلاب الأبيض في موريتانيا، يحدد التاسع عشر من أبريل 2007م موعداً لتسليم السلطة للنظام المنتخب، وبر بوعده وعهده وغادر القصر الرئاسي (القصر الرمادي) للعيش كمواطن عادي في بيته في العاصمة نواكشوط بعد تقاعده، فيما عاد الأعضاء الـ 17 الآخرون لممارسة مهامهم الاعتيادية كضباط عاديين في الجيش.

لأن البداية صحيحة فستحقق التجربة الديمقراطية أهدافها في الملفات الستة البارزة وهي:

-1 ملف القضاء على مخلفات الرق.

-2 ملف الأقلية الزنجية في البلاد (%16).

-3 محاربة الفقر والأمية (%46 من السكان تحت خط الفقر و%60 أميون).

-4 ترميم منظومة البنية التحتية وتوسيعها.

-5 ملف العلاقات مع الكيان الصهيوني.

-6 فتح ملف ثروات البلاد وبخاصة الثروات السمكية والنفطية وشركات الحديد والذهب والنحاس، وهو ملف حساس بالنسبة للشعب الموريتاني، الذي يرى أنه منذ استقلال بلاده وهو يعيش في ظل تكريس قاعدة «شعب فقير في دولة غنية». وتجدر الإشارة الى أن ملفات الفساد الكبرى تتركز في هذه القطاعات.

غياب المؤسسية يا مستر بوتين يجعل المجتمع مفكك الأوصال، وتتأسس مصالح الحيتان وتعرض منظمات المجتمع المدني نفسها للخطر، ويصبح الكاتب المستقل والموضوعي المنحاز لصف المستضعفين عرضة للشتم والتسفيه وتصفية الحسابات، وأصبحنا نردد: ما عاد هناك من نستطيع أن نتكلم معه، فالكل يشتمنا ويسفهنا في الاتجاهين الأفقي والرأسي.

مع ذلك نحترم رأيك يا مستر بوتين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى