تدشين فعاليات العيد اليوبيلي لتأسيس فرقة المصافي الكوميدية

> «الايام» مختار مقطري:

>
لقطة من إحدى مسرحيات الفرقة في الستينات
لقطة من إحدى مسرحيات الفرقة في الستينات
فرقة المصافي الكوميدية، التي تأسست عام 1957م، إحدى أشهر الفرق المسرحية بعدن إن لم تكن اشهرها على الإطلاق دون حذر من مبالغة، وصاحبة أوسع قاعدة جماهيرية تابعت أعمالها الفنية بشغف على خشبة المسرح وفي الإذاعة والتلفزيون، وهي ظمأى لتتابع جديدها بشغف أشد، وفي الستينات شدت شاشة تلفزيون عدن كل مشاهديها ببرامج فنية رائعة لا تتكرر مثل (جنة الألحان) ومسلسل (الهارب)، (مسرح التلفزيون) وتمثيليات فرقة المصافي تحديدا التي تكونت من ممثلين هواة عشقوا فن الكوميديا ونجحوا في تسخيرها للنقد الاجتماعي الساخر واللاذع، وربما لأنهم هواة ابتعدوا عن التنظير والتعقيد و(العكننة) فأضحكوا الجمهور وأبكوهم، منتقدين ظواهر اجتماعية سلبية وسلوكيات فردية مقيتة دون بهرجة أو إبهار، ووقاهم الوقوع في التناول النقدي المباشر مقدرتهم الفنية العالية في الكوميديا المرتجلة، وتقمصهم الرائع لشخوص متنوعة مثلت الإنسان البسيط والتلقائي بخيرها وشرها، كل ذلك دون الاعتماد على نص مكتوب في البداية، وبعد اعتماد النص المكتوب قدمت الفرقة العديد من التمثيليات والمسرحيات لعل أشهرها مسرحية (عائلة في خطر) للفنان المسرحي الكبير أحمد محمد الشميري .

وبمناسبة العيد اليوبيلي الذهبي لتأسيسها، نظمت الفرقة حفلا خطابيا وفنيا مساء الأحد الماضي 28/ 10 في قاعة نادي المصافي (كيميتي هول) بمديرية البريقة بعدن تدشينا لفعاليات تستمر حتى اليوم الخميس 11/1، وكان في مقدمة الحضور الاخوة عبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة ورائد عبشل، رئيس المجلس المحلي للمديرية وفرحان علي حسن، عميد منتديات عدن وإبراهيم خلف، مدير العلاقات العامة بمصافي عدن والشاعر محمد سالم الباهيصمي والفنان السيد حسن صالح، رئيس الفرقة والفنان هاشم السيد، رئيس نقابة الفنانين والمهن التمثيلية والفنان فيصل بحصو، رئيس جمعية المسرح بعدن وعدد كبير من الفنانين والمسرحيين وغير المسرحيين من مختلف الأجيال، وللأسف الشديد تغيب عدد من الفنانين أسماؤهم بارزة في التمثيل والإخراج والتأليف بالإضافة لحضور عدد غير قليل من الجمهور والمهتمين.

كلمة الفرقة قرأها الفنان السيد حسن صالح حيث قال فيها: «كانت فرقة المصافي الكوميدية فرقة متميزة وفريدة من نوعها، خاصة أنها تخصصت بتقديم الأعمال المسرحية ذات الطابع الكوميدي الساخر والناقد، وقد بدأت الفرقة على الفن الصعب الذي انطلق في القرن الـ14 في ايطاليا .. الفن الديلارتي (الارتجالي) وهذا من أصعب الفنون .. يعتمد على الفكرة وتقديم المسرحية بدون نص». وأضاف: «أرجو أن تستمر، ولن يكون ذلك إلا بإيلاء الفرقة الدعم والمساندة من قبل قيادة المحافظة وعلى رأسها محافظ عدن والإخوة في قيادة شركة مصافي عدن وعلى رأسهم الاخ فتحي سالم».

وتولى من عددناهم مقدمة الحضور التكريم بشهادات تقديرية لفناني الفرقة من الرعيل الأول ممن رحلوا ومن مازالوا على قيد الحياة وكذا عدد كبير جدا من الرعيل الثاني والشخصيات الاجتماعية و الاعتبارية وفنانين من خارج الفرقة وصحفيين وبعض المؤسسات والصحف وفي مقدمتها «الأيام»، الذين دعموا الفرقة وساندوها منذ تأسيسها عام 1957م، وقدمت الفرقة درعين للأخوين عبدالله باكدادة وفتحي سالم، وأهداها الفنان هاشم السيد درع النقابة.

الحفل الفني أحيته فرقة (نسائم عدن) التابعة لمنتدى الباهيصمي الثقافي بالمنصورة بقيادة الفنان سالم الحطاب، وبدت الفرقة متميزة بعدد أكبر من العازفين وآلات متنوعة وعازفين كبار مثل الفنان محمد المسلمي، وبدا واضحا التأثير الإيجابي لقيادة الحطاب للفرقة، هذا الفنان المتميز بفنه الراقي وطبعه المتواضع الخلوق صاحب الخبرة الطويلة في قيادة الفرق الموسيقية وهو مكسب كبير لفرقة (نسائم عدن) ولأي فرقة غيرها، وكل من غنى في الحفل أجاد الغناء إلا البعض بسبب ميله للون غنائي لا يتقنه ولا يسمع غيره كما يبدو بالإضافة إلى اختياره لأغنية غير مناسبة لطبيعة الحقل.. وفي هذا الحفل غنى كل من فيصل الصلاحي، هدى يوسف، رفعت أحمد علي، محمد علي محسن، فضل وحسن كريدي، وفهمي تركي الذي غنى بخبرة فنان قدير خبير بفنه وخبير بالجمهور.. كما استمتع الحضور (باسكتش) من أول مسرحية للفرقة بعنوان (المصور) تمثيل كل من السيد حسن صالح، ضرار راوح، أم الخير مقبل وآخرين.

وقبل بدء الحفل طاف الضيوف بمعرض للصور ضم صورا تذكارية لمشاهد من مسرحيات وتمثيليات مثلت عدة مراحل في تاريخ فرقة المصافي الكوميدية منها: جدة عمية سرجي، المصور، الهكابة (أول مسرحية تمثيلية تلفزيونية للفرقة)، عرف كيف يموت، والراشن.

فهنيئاً لفرقة المصافي الكوميدية عيدها اليوبيلي الذهبي وسوف نتطرق لاحقاً إلى مستوى الحفل من الناحية الفنية والتنظيمية إن كان لائقاً أم غير لائق بحدث فني تاريخي متعلق بمدينة عدن المثقفة التي أنجبت فرقة المصافي الكوميدية منذ خمسين عاماً.

فضل كريدي غنى (بالفوطة) كعادته منذ أكثر من عشرين عاماً، تخليداً لذكرى خياطه الخصوصي الراحل حتى أنه نسي مقياس بنطلونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى