الحقيقة لا يملكها حزب واحد

> محمد سعيد سالم:

> العقل والمنطق يقولان: (لا أحد يملك الحقيقة وحده)! فالحقيقة الكاملة يعلمها الله وحده,وفي قضايا العمل الوطني والسياسي، يشتد العقل والمنطق كثيراً في تأكيد هذه الحقيقة. والذي يعمل عكس ذلك وخاصة بكثير من الإصرار والسلوك العمد، فهو أحد أصناف ثلاثة:(إما مكابر، أو مغامر، أو لا يرى على هذه الأرض غير ذاته).

استعدت هذه الخواطر من حديث للسياسي الوطني الخلوق الأستاذ محسن محمد بن فريد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن، في منتدى الطيب حول أكثر من اتجاه، أبرزها: (تجربة حزب رابطة أبناء اليمن، ومبادرة الرئيس لإصلاح النظام السياسي).

اللقاء الحواري حضره لفيف من قيادات وطنية وكوادر حزبية ومثقفة مختلفة، كان بينهم:د. محمد عبدالمجيد القباطي سفيرنا السابق في لبنان الرئيس الأسبق للدائرة السياسية للحزب الحاكم، وصالح ناجي حربي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، والقيادي الرابطي المعروف د. حازم شكري، وحزبيون ومستقلون من مشارب شتى.

أجمل ما جاء في الحوار حينها، ضرورة أن يستشعر قادة الأحزاب السياسية، في عموم الوطن، أن الحقيقة لا يملكها حزب واحد، وأن الحقيقة التي يمكن من خلالها حماية مستقبل وطن الوحدة، وتنمية الديمقراطية، وبناء الدولة الحديثة، وإصلاح النظام السياسي، هي التي يمكن الحصول عليها من على (طاولة الحوار الوطني).

لقد أظهر اللقاء -لأول مرة بحسب الأمين العام للرابطة والمشاركين -عدم وجود طرفين!! ولذلك أقر الجميع أن حزب الرابطة في سياق المنعطفات التي مر بها، وفي قراءة دوره الوطني والتاريخي، قد تعرض (لظلم كبير)، وهو (انطباع تاريخي وفكري) لابد من إعادة صياغته من خلال قراءة جديدة ومحايدة ووطنية، لكل التاريخ السياسي والوطني اليمني، ولمسيرة العمل الحزبي في البلاد. وشمت الاستشرافات، أن مبادرة الرئيس لإصلاح النظام السياسي، فيها تحريك لضرورة وطنية كبرى نحو إيجاد دولة قوية للوحدة، تستنهض ركائزها المدنية والإنسانية والأخلاقية، قادرة أن تحفظ كرامة جميع أبنائها، وتوسع قاعدة الشراكة الوطنية في إقامة هذه المرتكزات.

ولكن لا نجاح لإصلاح النظام السياسي، إلا بمبادرات وطنية متعددة من الأحزاب والقوى السياسية (دون استثناء) لمناقشة مبادرة الرئيس، وجمع قراءات وطنية ذات أهداف وأبعاد صادقة، بهدف الوصول إلى صيغة إجماعية حول مرتكزات وقواعد إصلاح النظام السياسي، وبما يخدم مستقبل دولة الوحدة!

هذا الأمر يتطلب إرادة سياسية صادقة ومخلصة من الجميع. ويعلم الشعب اليمني أنه لن يجسد هذه الإرادة الصادقة إلا (نوعية القيادات والكوادر المختارة من الأحزاب) لاستكمال مهمة البناء الوطني وإنجازها. أما العودة إلى الحوارات الفاشلة، فستكون (طعنة جديدة) في جسد الوحدة والوطن قد لا يتحملها لكثرة ما به من طعنات وجراح قاتلة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى