إيران تحذر أمريكا من "مستنقع" وروسيا تحث على الدبلوماسية

> طهران «الأيام» فريدريك دال :

> حذرت إيران الولايات المتحدة أمس الأربعاء من أنها ستجد نفسها في "مستنقع اعمق من العراق وافغانستان" اذا هاجمت الجمهورية الإسلامية في حين عززت روسيا جهودا للتوصل إلى حل دبلوماسي في الأزمة النووية بين طهران والغرب.

وجاء التحذير على لسان القائد العام للحرس الثوري الإيراني المستهدف في عقوبات أمريكية جديدة أعلنت الأسبوع الماضي الأمر الذي أذكى تراشقا بالتصريحات النارية بين الخصمين اللدودين ويثير التكهنات بعمل عسكري أمريكي محتمل.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قال هذا الشهر إن امتلاك إيران اسلحة نووية يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة لكن البيت الأبيض قال أمس الأول إنه لايزال عازما على تسوية الأزمة سلميا.

وقال محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الايراني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية "اذا ابدى الأعداء قلة خبرة وارادوا غزو ايران الإسلامية فسيلقون صفعة قوية من إيران."

وقال أمام استعراض في شمال وسط إيران دون أن يسمي الولايات المتحدة "يعلم العدو انه سيسقط في مستنقع اعمق من العراق وافغانستان وانه سيتعين عليه الانسحاب مدحورا."

ومن المتوقع أن تعقد القوى الكبرى اجتماعا في لندن هذا الأسبوع لمناقشة فرض جولة ثالثة محتملة من العقوبات الدولية على إيران لرفضها وقف نشاط تقول إنه يهدف إلى توليد الكهرباء لكن يمكن أيضا استخدامه لتصنيع قنابل.

وكانت إيران التي تأمل في تجنب فرض مزيد من العقوبات على اقتصادها المعتمد على النفط قد اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أغسطس آب على تبديد الغموض بشأن أنشطة إيرانية سرية في الماضي.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا لتشديد العقوبات الدولية قائلة إن الاتفاق أخفق في الاستجابة للطلب الأساسي للأمم المتحدة بأن تعلق طهران نشاطا تشتبه واشنطن في أنه يرمي إلى إنتاج قنابل.

والتوترات بشأن برنامج إيران النووي من ضمن العوامل وراء ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية فوق 90 دولارا للبرميل في الأيام القليلة الماضية.

وتقول روسيا التي تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي إن الحوار لا العقوبات أو التلويح بعمل عسكري يقدم أفضل السبل للحد من التوتر,وهي تقول إن عملية الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تمنح وقتا حتى تأخذ مجراها.

وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي إثر محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مساء أمس الأول حسبما ورد في نسخة من تصريحاته أصدرتها وزارته.. "شجعنا القيادة الإيرانية على مباشرة المزيد... ويفضل بشكل أكثر نشاطا... من العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاجابة على تلك الأسئلة التي أثارتها الوكالة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني في الماضي."

وقال لافروف الذي كان يزور طهران بعد أسبوعين من زيارة قام بها الرئيس فلاديمير بوتين إنه "أبرز أهمية الاجابة على تلك الأسئلة في أقرب وقت ممكن لاستعادة الثقة في الطبيعة السلمية تماما لأنشطة
إيران."

ونسبت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إلى أحمدي نجاد قوله إن إيران "عازمة" على مواصلة تعاونها مع الوكالة.

وتزامنت زيارة لافروف مع جولة مهمة من المحادثات دخلت يومها الثالث أمس الأربعاء في طهران مع مسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تنفيذ اتفاق أغسطس.

ومن المقرر ان يقدم محمد البرادعي مدير الوكالة تقريرا لمجلس محافظي الوكالة في منتصف نوفمبر تشرين الثاني. واذا لم تكن ايران قد أجابت على اسئلة حساسة بحلول هذا الوقت تقول قوى غربية إنها ستتحرك لدفع الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات قاسية على إيران.

وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تجتمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا في وقت لاحق هذا الأسبوع في لندن لمناقشة فرض عقوبات جديدة.

والدول الخمس دائمة العضوية في المجلس هي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين.

وتتبنى بريطانيا وفرنسا موقفا متشددا من إيران. لكن الصين مثل روسيا عارضت أي تحرك مبكر لتشديد العقوبات الاقتصادية قائلة إنه ينبغي منح إيران وقتا أطول للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفرض مجلس الامن الدولي بالفعل مجموعتين من العقوبات المحدودة على إيران لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم وهي العملية المستخدمة لإنتاج الوقود لمحطات الكهرباء النووية لكن من الممكن أيضا أن تنتج المواد اللازمة لتصنيع قنابل.

(شارك في التغطية مكتب موسكو وروس كولفن في بغداد وأرشد محمد في واشنطن وزهراء حسينيان وادموند بلير في طهران) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى