هب أنك في ديترويت

> عبود الشعبي:

> سوف يسعد القارئ الكريم، ولربما ذرف الدمعة في غمرة الفرح، عندما يقع بين يديه عدد 1 نوفمبر من جريدة «الأيام»؛ لأن هناك أيادي في اللحظة نفسها تتلقف العدد في مدينة لندن بالمملكة المتحدة وأيضاً في ديترويت الأمريكية.

إنه صباح من نوع آخر، إشراق أروع لعدد (دولي) من صحيفة تعشق الأسفار، ماتزال هي ترتقي، حتى لقد أذهلت القارئ في هذا الصباح الجميل، بينما تخرج هذه المرة ليس فقط من عند بوابة الخليج الأمامي بمدينة عدن تزفها أطيار وادي الطويلة.. فهي اليوم تركب سيارة يغطي زجاجها (الثلج) لتوزع في محلات بيع الصحف بمدينة الضباب.. ستبدو (ترويسة) الصحيفة الجميلة إلى جوار الصحف العالمية، ترمقها أعين القراء بذهول.. أهذه التي كنا نقرأ في شبكة المعلومات.. سرعان ما تطير من الشاشة إلى أيدي الباعة ورفوف أكشاك الصحافة.. بأي أجنحة سافرت «الأيام» من (الثغر).. إذ هو يبتسم اليوم وقد وصلته إلى ديترويت في صباح حميمي.. مابرحت عدن تبث فيه.. وهي مدينة «الأيام».. لوعة غناها من قبل نزار قباني:

لنفترق قليلاً..

لخير هذا الحب ياحبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلاً..

لأنني أريد أن تزيد في محبتي

لنفترق أحبابا..

فالطير كل موسم..

تفارق الهضابا..

والشمس ياحبيبي

تكون أحلى عندما تحاول الغيابا.

ياله من سفر جميل، قبله بقليل قرأنا حكمة فولتير الصاعدة في دفتر (الناشرين):«النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية، ومع ذلك لا يغتفرها زملاؤه». وقد رأينا والله السوط يشار به أمام ولدي الراحل عميد «الأيام» طيب الله ثراه، بينما هما يتسلقان الجبل صعوداً إلى القمة وإذا (هشام) يلتفت إلى شقيقه (تمام) والأنفاس تتلاحق وعرق الجبين يقطر بينما هو يؤنسه:«النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك».

صباح مدينة الضباب من لندن إلى ديترويت صباح القارئ اليمني من وادي ضباب (الحالمة) إلى وادي (حسان) حيث أبين الخير.. وكأني بصوت أيوب طارش يناوش ردهات جبال (حيفان) صوب مدينة عدن يبلغ «الأيام» تحايا القارئ الكريم هنا في اليمن:«بالله عليك وامسافر.. لا لقيت الحبيب.. بلغ سلامي إليه وقل له كم باتغيب؟!».

إنما هو (حضور) وليس غياباً.. لكنها عاطفة القارئ المحب.. ودّ لو عادت تلك الأعداد من «الأيام» من سفرها البعيد لتباع هنا في اليمن فحسب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى