المـــتـــكــســـبــون

> محمد عبدالله الموس:

> خلال ستة أشهر خلت ارتفع صراخ المطحونين في محافظات الجنوب في وجه الضيم الذي لحق بهم باسم الوحدة المعمدة بالدم، من إلغاء للمؤسسات وسلب للحقوق المكتسبة والمملوكة وتسريح وتقاعد قسري وقوى فائضة وخليك في البيت وإجراء عملية إحلال وظيفي أبعد ما تكون عن كونها عفوية أو يراد بها تحسن الأداء لسبب بسيط هو أن الكادر في هذه المحافظات كان يدير دولة وبنظام وقانون وبدقة أرقى مما نراه اليوم، ولم يلمس الناس تحسناً في الأداء بقدر التراجع المهول الذي شمل كل جوانب حياة الناس.

وطوال تلك الأشهر لم نرَ توجهاً جاداً لملامسة هذه المنغصات بهدف تجاوزها حفاظاً على استقرار وسكينة المجتمع الذي يعتقد البعض أنها تأتي من خلال الأطقم والنقاط العسكرية والرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع، أو من خلال استعداء القوات المسلحة أو من خلال استدعاء صراعات الجنوبيين الماضية.

على أن أم المصائب تكمن في أن هناك تسابقاً على التكسب من هذه المعاناة وهذا الصراخ، بدءاً من ادعاء الوقوف خلف هذه الاعتصامات والمسيرات السلمية والسعي للتحاور حول قضايا كانت كثير من الأصوات في الجنوب قد حددت موقفها من بؤس نظرتها إلى القضية الجنوبية بداية ببيان الـ 104 الصادر في 2007/6/23م وما تلاه، مروراً بالباحثين عن الهبات والعطايا والحظوة من أدعياء الدفاع عن الوحدة بالممارسات الانفصالية، إلى أولئك الذين يتركون قضايا المجتمع ليملأوا صحفاً تدفع مصروفاتها من الضرائب المقطوعة من قوت الأطفال بالسباب والشتائم والبذاءات الرخيصة، وصولاً إلى أصحاب نشرات (النص كم) التي تبحث عما تملأ به أوراقها من (بلاهة) كما يبحث أصحابها عما يملأون به جيوبهم وبطونهم التي لا تشبع.

يا سادة، إن قضايا المجتمع بحاجة إلى الوقوف المسئول تجاه كل المنغصات، والرهان على حصافة الرئيس وشجاعته في التعاطي مع الواقع وارد، ونبتهل إلى الله أن يجنب بلادنا شرور المتكسبين من المعاناة، وأن نرتفع فوق صغائر الأمور وقشور الأشياء.

تعظيم سلام:

قبلة تهنئة نطبعها على وجوه محبي «الأيام» والقائمين عليها من حارس بوابة دار «الأيام» إلى المايسترو (أبو باشا) وأولئك الذين يشبهون خلية النحل، فأنت حين تدخل دار «الأيام» لا تسمع أصواتاً، لكننا في الصباح نتسلم منها (الشهد) وهذه المرة سيكون شهد «الأيام» محلقاً إلى العالمية طازجاً.

شكراً لهشام وتمام وكل العاملين لأنهم أوصلوا صحافتنا اليمنية إلى العالمية من خلال (صبوحة) عدن «الأيام» التي تعلمنا منها أن الصحافة فن ومسئولية وليست تطبيلاً أو مسح جوخ أو بذاءات أو خوار أبقار ممتلئة البطون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى