«الأيام» كان لها سبق نشر معلومات عن الاختراع:مهندسان من حضرموت يفوزان بميداليتين ذهبية وبرونزية في المعرض الدولي للاختراعات بالكويت ..الاختراعان يحظيان بإشادة لجنة التقييم ويتميزان من بين 200 اختراع لـ 153 مخترعا

> «الأيام» صلاح العماري:

>
اثناء نيل الطالبين الميداليتين
اثناء نيل الطالبين الميداليتين
رفع الطالبان هاني محمد باجعالة وعلي عبدالرحمن باعقيل من محافظة حضرموت اسم اليمن عاليا وأثبتا امتلاكهما لموهبة في الاختراع لم تجد الاهتمام والرعاية اللازمة، كما هو حال العديد من المواهب في حضرموت واليمن عموما، وبسبب عدم التفاعل مع أفكار وطموحات أولئك الشباب الذين يمتلكون في دواخلهم عقليات تستحق تفجيرها على الواقع، فإن طموحاتهم تقف عند حد معين.

ما دعانا إلى ذلك الحديث هو ما نشرته «الأيام» في عددها رقم 4957 الصادر في 3 ديسمبر 2006م عن اختراع (العملاق الصغير) للطالب هاني محمد باجعالة مستوى اربع قسم الهندسة الالكترونية بكلية الهندسة بجامعة حضرموت، وكان لـ «الأيام» حينها السبق في نشر معلومات عن الاختراع والالتقاء بالطالب باجعالة إلا أن أحدا لم يتفاعل مع ذلك وظلت الفكرة حبيسة المخترع نفسه، ويتمثل مشروع (العملاق الصغير) في تصميم أكبر ساعة في العالم حدد موقعها في قمة جبل المكلا لتظهر للعيان كإحدى روائع المكلا وتتخطى أكبر ساعة في العالم المسجلة باسم العاصمة الإيرانية طهران لتدخل ساعة المكلا في حال تنفيذها موسوعة جينيس للارقام العالمية إذ يبلغ قطرها 60 مترا وبذلك تتحظى ساعة (بج بن) بلندن وساعة طهران البالغ قطرها 10 أمتار، وقد شمل البحث حول (العملاق الصغير) 200 صفحة باللغتين العربية والانجليزية، وأكد م. هاني باجعالة أن فكرة إنجاز هذا الاختراع راودته منذ خمس سنوات لإضافة معلم جديد إلى معالم مدينة المكلا يميزها بخصوصية اهتمام الحضارم بالوقت، الذي كان وراء سر نجاحهم في التجارة ونشر الدعوة الإسلامية في أصقاع المعمورة ومن خلال الموقع المتميز لمدينة المكلا جاءت إمكانية تطبيق فكرة إنجاز أكبر ساعة في العالم في أعلى قمة للمدينة لتكون علىمرأى مواطنيها وزائريها والقادمين من جميع النواحي والعاملين في مهنة الصيد كما أنها لفتة جميلة للاهتمام بالوقت والاستفادة من كل دقيقة ثمينة من أعمارنا، وقد احتوت الدراسة على أربعة فصول رئيسة تشمل جوانب التحكم والسيطرة من خلال الدوائر الالكترونية المختلفة للساعة والإضاءة الكهربائية والبناء الإنشائي الهيكلي للساعة، وتزين البحث بأفكار ابتكارية جديدة ورؤى مستقبلية وآفاق علمية وتم تدعيم الأسلوب الإنشائي بالجداول والرسومات.

هذا بالنسبة للاختراع الأول، أما الاختراع الثاني للطالب علي عبدالرحمن باعقيل مستوى خامس قسم هندسة إلكترونية بكلية الهندسة جامعة حضرموت فقد حمل عنوان (المرشد السياحي الإلكتروني) وهو عباة عن جهاز الكتروني يأخذه السائح معه ويلف به جميع الدول وعند مروره بأي معلم أثري أو تاريخي يقوم هذا الجهاز بتقديم معلومات ضافية عن ذلك المعلم، بمعنى أنه يحل مكان المرشد البشري ويتميز الجهاز بالتحدث بعدة لغات ليحل بذلك مشكلة الترجمة بالنسبة لغير العرب ويعمل الجهاز بنظام الـ GBS نظام تحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية.

هذان الاختراعان ظلا رهيني أدراج مخترعيهما إلى أن جاءت الفرصة الملائمة خارج الوطن، وتحديدا في دولة الكويت الشقيقة، إذ شارك الطالبان المخترعان في فعاليات المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط بالكويت الذي أقيم خلال الفترة من -23 26 اكتوبر الماضي بعد تواصل من جمعية الشباب للتنمية والإبداع بمحافظة حضرموت التي بذلت جهدا مشكورا في التواصل مع إدارة النادي العلمي الكويتي المنظم للمعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط وشارك من اليمن مخترعان فقط هما هاني محمد باجعالة وعلي عبدالرحمن باعقيل من بين 153 مخترعا من أكثر من 25 دولة قدموا 200 اختراع في المعرض الذي جرى فيه تقييم الاختراعات على مرحلتين: المرحلة الأولى إرسال المعلومات الأولية عن الاختراع، وفي حال قبوله يتم استضافة المخترع في المعرض وقد تجاوز باجعالة وباعقيل تلك المرحلة، وتمكنا من المشاركة في المعرض ونجحا في رفع اسم اليمن من خلال فوز المهندس هاني باجعالة واختراعه (العملاق الصغير) بالميدالية الذهبية وفوز م. علي باعقيل واختراعه (المرشد السياحي الالكتروني) بالجائزة البرونزية، وقد أثنت لجنة تقييم الاختراعات التي تكونت من خبراء لهم خبرة أكثر من 35 عاما في تقييم الاختراعات على اختراعي الطالبين اليمنيين وأشادت بفكرتيهما.

كما أشاد الحضور بالاختراعين وأكد بعض المخترعين العالميين نقل الفكرة إلى بلادهم، وتكونت لجنة التقييم من خبراء من المنظمة العالمية الأمريكية للملكية الفكرية ومكتب تسجيل براءة الاختراع الامريكي ومؤسسة كليف لاند ومكتب براءة الاختراع لدول مجلس التعاون الخليجي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

كما شارك في المعرض مخترع يمني هو د. نشوان، مغترب في المجر وتوليه المجر اهتماما فائقا إذ أرسلت معه وفدا مجريا إلى الكويت وقد فاز بجوائز نظير اختراعاته القيمة، وزار بمعية الوفد المجري الجناح اليمني وأثنى على اختراعي الطالبين اليمنيين وأبدى لهما التشجيع والمساندة.

ويمثل المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط تظاهرة علمية عالمية تشهدها دولة الكويت للمرة الأولى برعاية أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وحضور وزير الشئون الاجتماعية والعمل الشيخ صباح الخالد الصباح الذي زار الجناج اليمني وأشاد باختراعي الطالبين اليمنيين وإنجازيهما وقال إنه يعد مصدر فخر لليمن.

وكانت كلية الهندسة بجامعة حضرموت قد نظمت ندوة علمية للدفع بمشروع إقامة أكبر ساعة في العالم بالمكلا للباحث م.هاني باجعالة ودعت توصيات الندوة إلى إيجاد جهة ممولة للمشروع والاستفادة من الخبرات العربية والأجنبية لدعم المشروع.

وبعد فوز الطالبين باجعالة وباعقيل بميداليتين ذهبية وبرونزية باسم اليمن وتمثيلهما لبلادنا خير تمثيل وبجهود ذاتية ومشاركة من جمعية الشباب للتنمية والإبداع هل سيلقى الطالبان الرعاية ودعم مشروعيهما أم سيظلان رهيني جهود ذاتية وإشادات عالمية من خبراء عالميين وسط إهمال محلي؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى