برويز مشرف، معتدل يستلهم نابوليون ونيكسون

> إسلام أباد «الأيام» داني كمب :

> يطرح الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي اعلن أمس السبت حال الطوارىء في البلاد، نفسه سدا منيعا في وجه اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، ويستلهم نابوليون بونابرت وريتشارد نيكسون في رغبته بالتمسك بالسلطة.

واعلن الرئيس الباكستاني حال الطوارىء أمس السبت قبل ايام من صدور حكم المحكمة العليا المنتظر بشأن شرعية الانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من تشرين الاول/اكتوبر وفاز فيها مشرف بولاية جديدة.

وكثيرا ما يستشهد مشرف منذ استيلائه على السلطة في انقلاب ابيض في 12 تشرين الاول/اكتوبر 1999، بنابوليون والرئيس الاميركي السابق نيكسون، مشيدا بصراحة الاول العسكرية الطابع وبادائه البعيد من الاعتبارات الدبلوماسية، ومثنيا على حدس الثاني وقدرته على التكيف مع الظروف.

وهو يقدم نفسه على انه منقذ الامة الباكستانية النووية والحصن المنيع الذي يحمي العالم من تنظيم القاعدة وبن لادن، فيما تعتبر واشنطن ان التنظيم الارهابي اعاد تشكيل قواته في المناطق القبلية الباكستانية شمال غرب البلاد.

وفي المقابل، يرى منتقدوه ومعارضوه انه اخفق بعد ثمانية اعوام من الحكم في اعادة ارساء نظام ديموقراطي كامل ولا يزال في الوقت عينه ممسكا بزمام القيادة العسكرية ويعتبرون انه اصيب بعارض شائع بين الطغاة هو الاحساس ان لا غنى للبلاد عنه.

ويقول المحلل السياسي الجنرال السابق طلعت مسعود ان "مشرف يعاني شعورا بالعظمة"، داعيا اياه الى اعادة ارساء الحكم المدني.

واضاف "كل المستبدين يعتقدون انهم المنقذ الاوحد وان من دونهم ستنهار الدولة وانهم مختارون للقيام بدورهم".

ومشرف المعتدل، كسب تأييدا لمحاولته التصدي للتطرف وحققت البلاد في عهده نموا اقتصاديا غير مسبوق جعل من اقتصادها احد اسرع الاقتصادات نموا في العالم.

كما شجع مشرف دخول البلاد بقوة عصر الالكترونيات ووسائل الاعلام.

ولا شك ان الجنرال يبدي قدرا كبيرا من الشجاعة ببقائه في منصب تسبب له بمحاولتي اغتيال دبرتهما القاعدة، وقال مرة على موقعه على الانترنت في هذا الصدد "اعتبر نفسي محظوظا. ويقول نابوليون انه فضلا عن كل الصفات المطلوبة من زعيم ما،يجب ان يكون محظوظا حتى ينجح. ومن المفترض تاليا ان انجح".

وغالبا ما يستشهد مشرف العنصر السابق في قوات النخبة باقوال لنابوليون.

الا ان مسعود يقول ان اصرار مشرف على البقاء في السلطة لتطهير بلده الذي يضم 160 مليون نسمة يعتنق معظمهم الاسلام، من التطرف الاسلامي ينبع من تفكير خاطىء.

ويضيف "القول انه القادر على شن الحرب على الارهاب امر سخيف.. هناك حاجة الى شخص آخر لبعث الحيوية وحشد القوى التي يمكنها مواجهة قوى الارهاب".

وعزا مشرف لجوءه الى فرض حال الطوارىء الى موجة الاعتداءات التي يشنها الاسلاميون و"تدخل القضاء في الشؤون العامة".

ويخوض مشرف مواجهة مع المحكمة العليا منذ امر في آذار/مارس باقالة رئيسها افتخار محمد شودري.

ولكن المحكمة العليا نقضت قرار مشرف واعادت رئيسها الى منصبه في تموز/يوليو. وعمد شودري قبل ايام من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مشرف بولاية جديدة مدتها خمس سنوات الى اصدار امر قضائي منع بموجبه اعلان نتائج هذه الانتخابات قبل ان تبت المحكمة دستوريتها.

وكان مشرف وعد بالتخلي عن قيادة الجيش اذا فاز بالانتخابات الرئاسية، وشكل هذا الوعد تحديا لرجل اعلن في وقت سابق من هذا العام ان "البزة العسكرية اضحت جزءا مني".

وهذه البزة يرتديها مشرف (64 عاما) منذ اكثر من 45 عاما وتحمل وسام استحقاق حازه في حرب 1965 ضد الهند، في العام الذي انضم فيه الى وحدات النخبة.

وبدأ مشرف ارتقاء سلم السلطة فعليا في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 1998 حين عينه رئيس الوزراء نواز شريف رئيسا لهيئة الاركان.

غير ان العلاقات بينهما تدهورت عام 1999 لدى نشوب مواجهات جديدة مع الهند في منطقة كرجيل في كشمير الهندية، حين امر شريف الجيش الباكستاني بالانسحاب بضغوط اميركية، محملا مشرف مسؤولية هذه النكسة.

واراد شريف عندها اقالة مشرف، غير ان العسكريين الاوفياء لقائدهم حملوه الى السلطة في 12 تشرين الاول/اكتوبر 1999 في انقلاب ابيض.

وتعهد مشرف آنذاك اعادة الديموقراطية بعد تطهير الدولة من الفساد، وانتخب في استفتاء شعبي عام 2002 لخمس سنوات في سدة الرئاسة مع احتفاظه بمنصبه العسكري.

وبعدما دانته الاسرة الدولية عام 1999 بسبب الانقلاب الذي قاده، حظي مشرف بحماية واشنطن بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وتؤيد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بقاءه في السلطة، داعمة في شكل شبه علني اتفاقا بينه وبين رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو لتقاسم السلطة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى