مسك ختام مهرجان الأديب والكاتب اليمني

> «الأيام» مصطفى غيلان:

> اختتم مهرجان الاديب والكاتب اليمني الذي أقامته الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لتأسيس الاتحاد، أول منظمة وحدوية في اليمن، بجلسة بحثية يوم الاثنين الماضي وبأمسية شعرية وذلك بمشاركة عدد من الشعراء بأجود النصوص الشعرية وبحضور سارق للأضواء.

أدار هذه الأمسية الكاتب والأكاديمي د.مسعود عمشوش، وقال في مستهل كلمته إن هذه فعالية ناشطة لإحياء ليالي عدن بما أُعد وحُضّر لها من قبل الأمانة العامة وفرع الاتحاد في شراكة تنظيمية لعكاظ شعر حافل بالنصوص.. كم نشعر نحن في الاتحاد بأهمية يوم التأسيس وبهذا الامتداد والتطور وبإطلالة الخير وامتداد الفعل. وأوضح أن هذه الأمسية سينهض فيها عدد من الأدباء بقراءات شعرية، مشيرا إلى أن البحر هو رئة مدينة عدن، وأن الاتحاد هو الراسم لآثار ومعالم الثقافة ولمشهديات التطور والحدث.

وبدأت الأمسية بقراءة شعرية للشاعر شوقي شفيق، الذي يعد أبرز الاصوات في السبعينات ومن رواد الحداثة وحركة الشعر المعاصر في اليمن والوطن العربي، والذي جرب الكتابة بتأصيل تجربة إبداعية تفرد فيها من حيث التصوير الفني وتقنيات الأسلوب وبناء الجملة وإنتاج معنى خفي مرمز له، لهذا فإن نصه له مغاليق وأن القارئ العادي ليس له إلا عتبة النص إذا لم تكن له استراتيجية قرائية لفك كود وترميز وتشفير النص، فنصوص الشاعر لها مستويات للقراءة والمعنى الظاهر لا يسعف الناقد في فهم نصوصه.. إنها نصوص حداثية مشفرة وفيها الرمز والتلغيز لأن من الوضوح ما قتل (أدونيس)، والشاعر طباخ لغة كما يعرف عنه ومحترف للشعر، وسجلت له مع من جايله الريادة الزمنية والإبداعية في الشعر الحداثي في السبعينات وأكد هذا ما جاء في قصيدته (يزهر ورد الغبار) التي شارك بها في هذا المحفل الشعري:

أم هو الشعر ينشر حالاته في طقوس

العلاقة بين الندى والطريق

أغلقت سرها زهرة الشعر، اختبأت في زوايا الندى جسدا يحتمي بالغبار

ويلجأ في برهة لمرايا الشوارع

في لحظة ضيعتني الشوارع

انحدرت في جبيني أصابعك الباردة

ومن قصيدة الهزائم قابلة للخياطة:

سقطت كلها في الجراف حماقاته فاحتمى بالظنون وسن شكيمته كي يرادف صحراء بالغبار الدليل يؤرخ للتيه/ قال سنمشي كثيرا ونأكل خبز فراستنا ونميل على أي جنب نريد الذئاب مرقطة والمكائد تنهض في جثة العيد

أخيرا قرأ الشاعر نصا مشتركا كتبه مع الزميل الشاعر نجيب مقتل خراب الملك والذي صدر مؤخرا في ديوان للشاعرين، وشارك الشاعر مازن توفيق بقصيدة بعنوان (البحر مازال نائما) وهو مسكون بهاجس الصورة التي ترسم بكفاءة اللفظ، والتصوير للمرئي، وغير المنظور وللعياني والوجداني بالصورة التي تجمد الزمن:

لنبتدع اشتهاء الأمكنة

لنبتدع نشيد الكآبة

أكفنا تبحث عن مسلم

الرغبات

إذن

البحر مازال نائما وفي أحشائه ضجر المدينة

النخلة البكر توزع الطلح

وتفترس وصايا العائدين

في أريج المنافي

وتلاه الشاعر عمرو الارياني، هذا الشاعر الذي يفهم كينونته كما يريد، غارقا وساردا للتفاصيل يتتبع اليومي الجاهز والناجز لكنه يعيد قراءة الواقع بنص شعري منجز حداثي كما يريد بأجندته، وإن كانت تهمه الاقيسة والمعايير إلا أنه يتفلت كنص يتسع للسرد والشعر كما في قصيدته (بانوراما):

رجاء صفقوا صفقوا

لو

من باب الأمن

خبر عاجل

أسقط الحرس الخاص للبيت الأبيض

طائرة تجسسية كانت تحلق

بالقرب من نافذة غرفة بوش الابن

الطائرة التي أسقطت كانت حمامة

وقصيدة أخرى شارك بها في هذه الأمسية بعنوان (إشارات):

من على صدرك

يبدو العالم ضئيلا

سوى الجنون

لا شيء يحررني من التفاصيل

إلا أنت

أما الشاعر كمال اليماني فهو شاعر إيقاعي أميل إلى الإيقاع النبري والموسيقي، جادت قريحته بقصيدة معنونة قرأها في أمسية هذا المهرجان المقام فيها إيقاع التفاصيل وعروض وبحور الشعر.

فيها إشباع القصيدة التقليدية وروحها مع الاختلاف في قصيدته السطرية عن القصيدة البيتية العمودية:

اقرأ

يا نجما تعملق في سماء الشعر

قل لي

ماذا أحدث عن عراق

ليس لي سوى عراق

يا رائد الشعر تعقب

كيف يمكن أن يخون الخائنون

لكنهم يا بدر خانوا واستكانوا

وشارك في هذه الأمسية مبارك سالمين بنص فيه ارتفاعات في القيمة الشعرية والبلاغية، وهو تجريب شعري يلاقح ويخصب تجارب شعرية مشتركة نضاحة بجودة الفن الرفيع الذي يجاهر ويتغاير مع السائد، والشاعر مختار مقطري وعدد من الشعراء منهم ياسين الزكر وسلطان السامعي وكان ختام مهرجان الاديب والكاتب اليمني مسكه شعر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى