من وقائع الملتقى الديمقراطي الثالث لمنتدى الشقائق العربي .. المرأة بين التطلع للتمكين السياسي وخيبة الأمل في قرار حقيقي وإيجابي

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
جانب من المشاركين في الملتقى
جانب من المشاركين في الملتقى
أدرجت البعض في أزقتها ورفعت أخرين عند ممارستها باختلاف الوسائل المستخدمة، وحرمت بالمقابل آخرين من التربع على مقاعدها ومزاولتها.. وظلت حكراً على الرجل في زمن يصفه بعض الساسة بالديمقراطي، مع أنه لم يبق سوى القلة ممن يصارع بكل نزاهة للسير نحو مجتمع تنموي في ظل تفشي الفساد وعرقلة مسيرة التنمية لتكتسح البطالة والفقر مساحات كبيرة من القاعدة الشعبية.

ولأن المرأة جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع كان حقاً لها أن تطمح في الوصول لمركز قيادي بمؤازرة أخيها الرجل في مسيرة العمل والصمود لأجل الأطفال والشباب والشيوخ والمجتمع عامة، ولن يكون ذلك إلا باسطوانة مشروخة اسمها الانتخابات!

فهل حققت اليمنيات أمنياتهن عبر تلك الانتخابات؟ وهل من مشكلات؟ وما هي الحلول المطروحة؟

ننقل لكم صورة من تجربة حقيقية تم مناقشتها يوم الاثنين الماضي بمنتدى الشقائق العربي لعرض تجربة المرشحات اليمنيات ودور الكوتا كنظام جديد بين التجربة والملاحظات.

تجارب نسوية

كان يوما جيدا بالنسبة لوفاء السيد من محافظة عدن وهي تهيئ نفسها لخوض الترشح في الانتخابات الماضية أملاً في حل الكثير من المشكلات التي يعانيها أبناء منطقتها في صيرة وعموم محافظة عدن، غير أن الأمور تبدلت من الأمل إلى الاستنفار والاستعداد لحرب لم تكن على البال والخاطر وحتى يومنا هذا لم يحظ سجل نتائج تلك الانتخابات بخط حبر قلمها للموافقة على تلك النتائج .. ترى لماذا؟ هل لأن أبناء مديريتها خذلوها واتجهوا نحو مرشح هو أجدر منها أم لأنها لا تمتلك صفات المرأة القيادية؟! بالطبع لم يكن هذا ولا ذاك فوفاء كانت مرشحة الحزب الاشتراكي آنذاك وهو ند للحزب الحاكم الذي يبدو أن شعبيته قد تراجعت لأسباب معينه ليست هي محط حديثنا الآن .

وفاء قالت: أوجه اللوم إلى قيادة أحزاب اللقاء المشترك لأنهم لم يحافظوا على أي نسبة للمرأة، ودخولنا الانتخابات كان بهدف الإضافة لمجتمعنا وليس لمجرد الشكليات أو تصفية الحسابات، نحن نؤمن بقضية تحقيق تنمية للشعب.

لكن للأسف أحزاب اللقاء المشترك لم تأخذ الأمر بصدق وجدية، وأنا حصلت على أربعة عشر الف صوت وتفاجأت بنتيجة 12 ألف صوت، بخلاف المشاكل التي افتعلت من أبناء المديرية، وحتى اللحظة لم أوقع على نتائج تلك الانتخابات، ونقول إن المداخلة والمقترح الفرنسي لا يخدم النساء ولن نتفاجأ إذا ظهرت 45 امرأة من عضوات الحزب الحاكم كفائزات في البرلمان، فهناك تسويف ومغالطات.

أما الأخت محفوظة حسن السعفاف مرشحة مديرية ملحان محافظة المحويت الدائرة 236 التي تركت صفوف المؤتمر لتترشح كمستقلة، فوصفت الانتخابات بأن نتائجها مزورة، وجزءاً منها مشترى والآخر استخدم فيه اطفال صغار ودخول المتنفذين لقاعات الاقتراع، وأكدت وجود الدلائل بالإضافة للمضايقات والدعايات التي تعرضت لها في محافظة المحويت على الرغم من احتشاد عدد لا يستهان به من الناخبين حولها، حد قولها.

وهو الحال الذي تحدثت عنه المرشحة السابقة انتصار من تحالف وطن، التي رفضت أن تكون المرأة صمتت وقالت: «لقد تجاوبنا مع المبادرة التي طرحت بـ 15 % للنساء ولكننا أكدنا على اتفاقية بكين التي تقضي لنا بنسبة 30 % والموقع عليها من قبل اليمن، ونقول إن لدينا نساء قياديات في مختلف مفاصل العمل وهن يستحققن أن ينلن الدور السياسي ونرفض أن يقال إننا بقينا في البيوت فلقد نزلت المرشحات إلى الشارع وإلى البيوت وجمعن أصواتا كثيرة لكننا فشلنا بالنتائح وليس بالحقائق».

الدكتورة عائشة محمد أحمد عبده الثواب، مرشحة مديرية عبس محافظة حجة الدائرة 260 قالت: «الكوتا نظام جديد والانتخابات ليست للشعب وأنا ضمنت 95 % من الأصوات ولكني لم أفز.. لماذا؟ لأن جهودا كبيرة بذلت لإسقاطي منها إشاعة تعاوني مع منظمات دولية ستأتي وتمزق اليمن مثل العراق، هذا بخلاف تهديد الناخبين والمضايقات وضرب المندوبين وطردهم وإجباري على التوقيع على نتائج الانتخابات، ونحن هدفنا التنمية لا الشكليات وليس للدولة سوى المرأة كحل مشارك في التنمية».

تجارب شعوب

كل تلك التجارب وغيرها يطول الحديث عنها ولكنها تجعلنا نتوقف عند عرض التجارب التي تثبت صلاحية المرأة لمراكز اتخاذ القرار، ونجد ألمانيا التي تحكمها امرأة نجحت في إدارة شؤون البلاد والعباد ولم يكن لها من منافس سوى السويد التي قال عنها الدكتور ميشائيل رويس نائب رئيس البعثة في السفارة الألمانية:«لا يمكننا الحديث عن الكوتا دون الحديث أولاً عن تمكين النساء في المجتمع، واليمن لديها نسبة أمية وفقر ووفيات خاصة بين النساء والأمهات بنسب عالية مقارنة بدول العالم فاليمن أفقر دول العالم في تلك الأمور.

نحن في ألمانيا دستورنا لا يميز بين الرجال والنساء ونعتبر الأفضل فيما عدا دولة السويد التي سبقتنا، ولدينا رئيسة حكمت ألمانيا وأثبتت جدارتها».

أما لو تواضعنا وتركنا طموح الرئاسة إلى الوزارة سنجد أن سبع وزيرات من دولة كفرنسا وجدن لهن مكاناً يفوق حلم المرأة في اليمن في البرلمان.

فقد تحدث السيد دني دفنو نائب السفير الفرنسي بصنعاء عن ذلك الإنجاز ونقل صورة عن تجربة الكوتا النسائية في جمهورية فرنسا التي حظيت بسبع وزيرات في محل اتخاذ القرار وقدم نصيحة لليمن مفادها أن دعم مكانة المرأة بتمكين مساحة كبيرة لها في الترشيح أو في حال تخصيص مقاعد معينة لها .

جانب من الحضور
جانب من الحضور
فإن ذلك هو ما عليها أن تخطو نحوه، بما يدل على قدرة المرأة في خوض المعترك السياسي والفوز بمقعد والنجاح بقرار قد يكون شعبنا يبحث عنه طويلاً ومازال الصدح به حتى اللحظة مفقوداً.

نظام (حوشة) لا(كوتا)

المحامية عفراء الحريري قالت:

«التجارب الأوربية الألمانية والفرنسية أمام اليمن تظل أحلاماً وخاصة ورقة NDI ونظام الكوتا المتحدث عنه والحديث عن نسبة %15 تحت مبرر إعطاء المرأة فرصتها في التمكين السياسي يجعلنا نقول إن هذا ليس نظام الكوتا.

هذا نظام الحوشة في ظل مبادرة الرئيس وغيبيات كثيرة قد تحدث.. وفي ظل مجتمع يسير فيه النظام باتجاه والقانون باتجاه آخر والمطالب والحلول واضحة .ومع ذلك هناك تخبط بسبب عرقلة النظام لسير مجمل العمليات المفروض وجودها وحلولها مطلوبة من ممارسيها دون العرقلة و لابد من حديث عن إلزامية في الحصص للنساء أو نتبنى حلولاً أكثر جدية بعيداً عن المبادرة ونظام الحوشة غير الممكن تطبيقه في ظلها.

ولعل التمكين في الدوائر المختلفة للمرأة هو الحل الأول قبل الوصول للبرلمان فمازالت النساء يحلمن بهذا التمكين الإلزامي فوجوده قد يحل وينهي مأساة الكثيرات وعلى سبيل المثال لا الحصر كما قالت الأخت أمل الباشا سيحل مأساة الأخت سامية الأغبري الحاصلة على الماجستير في الإعلام ومع ذلك لم تتمكن من الحصول على الموافقة لاعتمادها أستاذة في كلية الإعلام».

وأخيراً قد تلعب المحاكمة النسوية الرمزية التي ستعقد في منتصف الشهر الحالي والتي ينظمها منتدى الشقائق العربي دوراً في نقل صورة واقعية عن أحداث الانتخابات والمعاناة والانتهاكات التي تتعرض لها المرشحات من النظام والمجتمع والعادات ومختلف الأطراف لإحداث توعية بأهمية منح المرأة حقها ابتداءً من القرار السياسي وإلزام الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة لتصل إلى مرحلة وضع النقاط على الحروف في القرار وقول نعم ولا لتحقيق التنمية طالما وجدت النية الصادقة لتحقيق الشراكة المجتمعية في التنمية ووجود نسبة للمرأة وفي مختلف المفاصل والوظائف العامة في الدولة .

ومن هنا وحتى يتحق ذلك ستبقى الشكوى على القرار السياسي الشجاع الطامح لإحداث التنمية مرفوعة :

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى