متمردون أكراد يفرجون عن جنود أتراك بعد مساع دبلوماسية

> أنقرة «الأيام» سلجوق جوكلوك :

>
الجنود الأتراك المفرج عنهم
الجنود الأتراك المفرج عنهم
أفرج المتمردون الأكراد في شمال العراق أمس الأحد عن ثمانية جنود أتراك كانوا قد خطفوا الشهر الماضي في خطوة قد تخفف الضغوط الشعبية على حكومة تركيا كي تقوم بعملية عسكرية كبيرة عبر الحدود.

وجاء الإفراج عن الجنود بعد يوم من تعهد الحكومة العراقية بملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المسؤولين عن شن غارات عبر الحدود على تركيا.

وحثت واشنطن تركيا على الامتناع عن إرسال آلاف الجنود إلى شمال العراق خشية أن يؤدي ذلك لزعزعة الاستقرار في المنطقة ويتسبب في ازمة اقليمية اكبر.

ومن المقرر أن يناقش الرئيس الامريكي جورج بوش الوضع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في واشنطن اليوم الإثنين.

وقالت رئاسة الأركان في موقعها على الانترنت "الجنود الثمانية المعنيون عادوا إلى القوات المسلحة التركية في الرابع من نوفمبر."

وذكر التلفزيون التركي أن الجنود نقلوا بطائرة عسكرية ثم تحدثوا مع عائلاتهم هاتفيا عقب وصولهم لتركيا.

وتريد تركيا اعتقال قادة حزب العمال الكردستاني واغلاق معسكراته بشمال العراق التي تقول إنه يستخدمها قواعد لشن هجمات عبر الحدود في حملته التي بدأها قبل 23 عاما من اجل اقامة وطن للاكراد في جنوب شرق تركيا.

وقال فؤاد حسين مدير مكتب الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني إن زعماء الأكراد العراقيين ساعدوا في الإفراج عن الجنود.

وقال للصحفيين في أربيل إن هذه القضية أثبتت أن الأكراد العراقيين والقيادة العراقية هم جزء من الحل وإنهم يريدون أن تكون لهم علاقات طيبة مع الشعب التركي ويعملون على ذلك.

وكثفت الحكومة التركية الضغوط على بغداد لاتخاد خطوات ضد حزب العمال الكردستاني عقب مقتل ما لا يقل عن 12 جنديا وخطف ثمانية آخرين في هجوم على موقع للجيش التركي قرب الحدود العراقية الشهر الماضي.

واستمرت الاشتباكات بين القوات التركية ومتمردي حزب العمال قرب الحدود العراقية.

وذكر الجيش التركي أن اثنين من متمردي الجماعة وأحد حراس القرى الذين يقاتلون الى جانب القوات التركية قتلوا في إقليم سيرناك أمس الأحد.

وردا على ما تعتبره تلكؤا من جانب العراق وغياب للضغط الكافي من جانب الولايات المتحدة حشدت تركيا مئة ألف جندي على الحدود مع العراق وهددت بملاحقة متمردي حزب العمال إذا لم تبذل أي جهود للتصدي لهم.

وأشادت الولايات المتحدة بجهود الحكومة العراقية للإفراج عن الجنود الأتراك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون مكورماك الموجود حاليا في القدس مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس "ندعو لمواصلة التعاون الوثيق والفوري والمكثف بين العراق وتركيا في محاربة حزب العمال الكردستاني وهو عدو مشترك لتركيا والعراق والولايات المتحدة.

وقال عبد الرحمن جادرجي وهو عضو كبير في حزب العمال الكردستاني إنه تم الإفراج عن الجنود دون فدية أو شروط كرسالة لتركيا.

وأضاف "نريد من تركيا الإفراج عن رئيسنا عبد الله أوجلان." ويقضي أوجلان عقوبة السجن مدى الحياة في سجن بجزيرة في بحر مرمرة.

وأبلغ مسؤول آخر من حزب العمال الكردستاني وكالة الفرات للأنباء أن الهدف من الإفراج عن الجنود هو دفع عملية الحوار مع تركيا.

وتعتبر الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. ولقي قرابة 40 ألف شخص حتفهم منذ حملت الجماعة المتمردة السلاح عام 1984 من أجل نيل حكم ذاتي للاكراد في جنوب شرق تركيا.

وأثار تصاعد أنشطة الانفصاليين في الأسابيع الأخيرة وخطف الجنود غضب الرأي العام في تركيا وزادت الدعوات لشن هجوم على المتمردين في شمال العراق.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس إن حكومته ستبذل أقصى ما في وسعها بمساعدة الحكومة الإقليمية في شمال العراق للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني.

ويقول دبلوماسيون إن حكومة المالكي لا تتمتع بنفوذ كبير في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي الا ان من المحتمل ان تكون الضغوط الدبلوماسية المكثفة قد ساعدت في إقناع البرزاني بالضغط على حزب العمال الكردستاني.

(شارك في التغطية ديفيد كلارك في بغداد وسو بليمنج في القدس)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى