الدورة العربية الحادية عشرة: عزام صاحب الفكرة والدمرداش توني رائد الألعاب

> نيقوسيا «الأيام الرياضي» د.ب.ا:

>
تقدم أول أمين العام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام في 27 مارس عام 1947 بمذكرة لإقامة دورة رياضية تجمع النخبة من الشباب العربي بمشاركة جميع الدول الأعضاء أو غير الأعضاء في الجامعة، لكن فكرته لم تلق قبولا وظلت مجرد فكرة لم تبصر النور إلا بفضل المهندس المصري أحمد الدمرداش توني.

وإذا كان عزام هو صاحب الفكرة أو من أوحى بها على الأقل فذلك لأنه كان يؤمن بأن الرياضة«من أفضل الوسائل لربط شباب الدول العربية وتمكينهم من بناء مستقبل الأمة العربية وهي أحب ما يستهوي نفوس الشباب ويحليهم بالفضائل ويوثق عرى الروابط الاجتماعية ويزيل الفوارق بينهم».

وكان عزام يجاهر بأن «شباب الدول العربية كلها يتلهفون على جمع النشاط الرياضي المتفرق في دورة واحدة تقام سنويا في إحدى مدن الدول العربية وهم يتوجهون بأبصارهم إلى مجلس الجامعة بغية تحقيق هدفهم هذا.

ولا شك في أن اجتماع الشباب في صعيد واحد كل عام هو خير وسيلة للتعارف والتحابب وهو أيضا دعوة إلى الوحدة الروحية، الشيء الذي يتفق مع روح المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية».

وإذا لم يحظ مشروع عزام بالموافقة في ذلك الوقت، فإن الفكرة بقيت مطروحة والجهود من أجل بعث الألعاب مستمرة،والفضل في إطلاق الدورات الرياضية العربية التي تحتضن مصر نسختها الحادية عشرة من 11 إلى 25 نوفمبر الحالي، يعود بالفعل إلى الدمرداش توني الذي صار «رائد» الحركة الرياضية العربية وأبرز رموزها في القرن العشرين.

وكان الدمرداش توني اقترح تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1951 في مدينة الاسكندرية، أردفه باقتراح تنظيم أول دورة عربية فاحتضنت عروس البحر المصرية النسخة الاولى عام 1953 وكان الدمرداش توني بمثابة الأب الروحي في تنظيمها.

وأجرى الدمرداش توني اتصالات مكثفة بحكم كونه رئيسا للجنة الأولمبية المصرية حتى يضمن نجاح الاقتراح ذاته، وهذا ما حصل بالفعل لأن مجلس الجامعة تبنى فكرة إقامة الدورة العربية في 9 أبريل 1953 وكلف مصر تنظيمها للمرة الاولى من 26 يوليو إلى 10 اغسطس 1953 في الاسكندرية مع مساعدة بقيمة 25 ألف جنيه لتغطية نصف تكاليفها.

واستضافت الاسكندرية الدورة العربية الاولى عام 1953 أي بعد سنتين من تنظيمها أول دورة لألعاب المتوسط بمبادرة من رئيس اللجنة الاولمبية المصرية وقتذاك محمد طاهر باشا وأمينها العام الدمرداش توني.

وأقيمت الدورة العربية بانتظام أربع مرات في 12 عاما في الاسكندرية وبيروت والدار البيضاء والقاهرة من 1953 إلى 1965، بمعدل مرة واحدة كل أربع سنوات حسب ما تقول نصوصها، بيد أن توازن الدورة اختل مكانا وزمانا وصارت بعد ذلك في مهب الريح لأسباب متعددة..وهكذا نظمت الخامسة بعد انتظار دام 11 عاما (عام 1976 في دمشق) والسادسة بعد انتظار تسع سنوات (1985 في الرباط) والسابعة بعد انتظار سبع سنوات (1992 في دمشق).

وكان مقررا أن تقام الدورة الثامنة في بيروت عام 1996 لكنها تأجلت إلى عام 1997 بسبب العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان (عملية عناقيد الغضب) في ابريل، ثم استضاف الاردن النسخة التاسعة بعد سنتين قبل أن تعود الدورة إلى الانتظام على أساس إقامتها في الجزائر عام 2003، لكنها تأجلت مرة أخرى لمدة عام بسبب قوة قاهرة تمثلت في زلزال قوي هز البلاد.

ويمثل المهندس أحمد الدمرداش توني تاريخا متنقلا للرياضة العربية حتى برغم كونه كان مقعدا في أواخر عمره، واستثمر حبه للرياضة وشبكة العلاقات الواسعة بالمسؤولين الرياضيين فنجح في إخراج فكرة الدورة العربية من أدراج مكاتب الجامعة العربية ومكنها من أن تبصر النور عام 1951 وتمكن بالتالي من تحقيق ما فشل في تحقيقه رئيس الجامعة الأسبق عبد الرحمن عزام عام 1948..وترك الدمرداش توني بصمات على كل شيء مصريا وعربيا ومتوسطيا وأولمبيا وهو بالتالي صاحب السجل الأغنى بين جميع العرب..ولد الدمرداش توني في 10 أغسطس 1907 في مدينة ملوي بصعيد مصر وحصل على بكالوريوس في الزراعة عام 1936 من دون أن يمنعه تحصيله العلمي من مزاولة السباحة والجمباز وألعاب القوى من 1927 إلى 1936 وقد توج بطلا لجامعات انجلترا في السباحة والجمباز عامي 1937 و1938.

وعشق الدمرداش توني الرياضة منذ صباه بعدما عرف عراقتها وأهميتها، وتابع على جدران المعابد في مدينته حضارة قدماء المصريين وبراعتهم في الرياضة، ولم يكن عاشقا للعبة واحدة وإنما كان رياضيا بارعا في أكثر من لعبة إذ تألق في السباحة والجمباز والغطس والوثب والعدو وكرة السلة مستغلا طوله الفارع وكرة الماء والكرة الطائرة وحصل على أكثر من جائزة محلية وشارك في بطولات عالمية عدة وحقق انجازات كبيرة، واتجه بعد اعتزاله إلى التحكيم في أكثر من لعبة رياضية.

وعلى الصعيد الاداري، أسس الدمرداش توني الاتحاد المصري للجمباز عام 1934 والاتحاد المصري للكرة الطائرة عام 1946، وصار عضوا في اللجنة الاولمبية المصرية في العام ذاته، وفي اللجنة الاولمبية الدولية عام 1960، وفي الاتحاد العربي للالعاب الرياضية عام 1976، وفي مجلس الامة المصري (البرلمان) من 1968 إلى 1980، وفي مجلس الشورى المصري من 1980 إلى 1988، وعمل مديرا لاستاد القاهرة من 1955 إلى 1962.

وأسهم الدمرداش توني في تأسيس اللجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط وكان مديرا لأول دورة متوسطية في الاسكندرية عام 1951، وترأس بعثات مصر إلى الدورات الاولمبية ال14 و15 و17، وحصل على تنويه الجدارة الذهبي المصري عام 1951 والميدالية الفضية الفرنسية في التربية البدنية عام 1951 أيضا، والوسام الاولمبي الفنلندي عام 1952، ووسام الاستحقاق الاولمبي المصري من الدرجة الرابعة عام 1955، وميدالية الاستحقاق اللبنانية الفخرية عام 1955، وميدالية الجدارة الفرنسية عام 1955، ووسام الجمهورية المصري من الدرجة الرابعة عام 1960، ووسام الرياضة المغربي عام 1961، وميدالية البارون بيار دي كوبرتان عام 1964، ووسام الجمهورية المصري من الدرجة الثالثة عام 1967، ووسام الاستقلال الاردني من الدرجة الثانية عام 1966، ووسام التقدير من الاتحاد الاشتراكي العربي المصري عام 1968، ودبلوم اليونيسكو عام 1988 ووسام الاتحاد العربي للالعاب الرياضية عام 1989.

وأهدى الدمرداش توني كل مقتنياته الرياضية إلى اللجنة الاولمبية المصرية التي وضعتها في متحف خاص يحمل إسمه.

ورفع الدمرداش توني طيلة حياته شعار «مدرسة رياضية في كل محافظة» وطالب بعودة الرياضة إلى المدارس لاكتشاف المواهب الرياضية في مختلف الالعاب.

ولم ينقطع الاهتمام الاعلامي بالدمرداش توني رغم مرور 10 أعوام على وفاته (10 أغسطس 1997)

فما يزال الحديث عنه يفرض نفسه في كل مناسبات الدورات العربية أو المتوسطية أو الافريقية وتدين له الاتحادات الرياضية العربية بفضل كبير.

الدورة العربية الحادية عشرة:

اعتماد مختبر برشلونة لفحص عينات الكشف عن المنشطات أكد رئيس لجنة المنشطات في الدورة الرياضية العربية الحادية عشرة التي تستضيفها مصر من 11 إلى 25 نوفمبر الحالي الدكتور حسني عبد الرحمن أن عينات الكشف عن المنشطات ستفحص في مختبر برشلونة.

وأوضح عبد الرحمن أن دور اللجنة هو التأكد من عدم استعمال الرياضيين لأي نوع من أنواع الأدوية أو العقاقير المحظورة من خلال قائمة اللجنة الاولمبية الدولية، مضيفا أنه سيتم أخذ العينات بعد انتهاء المسابقات أو السباقات مباشرة وترسل بطريقة سرية إلى معمل برشلونة على أن تصل النتيجة بعد 6 أيام..وأكد أن لجنة المنشطات التي تضم 11 طبيبا و10 مساعدين و50 مرافقا، ستأخذ العينات إما بطريقة عشوائية أو لجميع المشاركين في الدورة أو الحاصلين على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.

وتابع ان اللجنة ستقوم بإصدار كتيب يتضمن الأدوية المحظور استعمالها والتعليمات اللازمة وطرق جمع العينات وإرسالها وأيضا التعاقد مع شركة رسمية لنقل العينات من القاهرة إلى إسبانيا. وأشار إلى أن اللجنة تعقد دورة كاملة لجميع أعضائها والمساعدين من أجل توعيتهم حول كيفية أخذ العينات والتأكد من طرق أخذها بطريقة علمية طبقا للمواصفات الدولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى