على خلفية إنشاء اللجان «وكيف من هي أموره معطلة هل يقتدر أن يركب ميكروفون؟»

> نجيب محمد يابلي:

> بينما كنت منهمكاً في التحضير لمادة (رجال في ذاكرة التاريخ) ومحورها السيد عبدالرحمن العراشة السقاف مؤلف قصيدة (الهاشمي قال هذي مسألة) أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن (لجنة متابعة وتقييم الظواهر الاجتماعية السلبية) ستعقد اجتماعها الدوري يوم الثلاثاء 6 نوفمبر بمحافظة عدن.

أثار الخبر ذاكرتي وحفيظتي وعبرت عن ذلك بأحد أبيات قصيدة (الهاشمي قال) للسيد العراشة، ونصه «وكيف من هي أموره معطلة هل يقتدر أن يركب ميكروفون؟».

أرجو ألا يساء فهم موضوعي هذا ويفسر على أنه إساءة للجنة المذكورة رئيساً وأعضاء الذين أكن لهم خالص الود وبالغ التقدير، وفكرة عنوان موضوعي أملتها مقولة (الشيء بالشيء يذكر) وسبقت الإشارة إلى أن الخبر بعاليه أثار ذاكرتي، فما الذي جادت به الذاكرة؟

جادت الذاكرة بوقائع كثيرة، وسأكتفي بالقليل منها:

-1 فبراير 1998م: رئيس الجمهورية يوجه رسالة إلى وزيري الدفاع والداخلية يأمرهما بمنع القيادات العسكرية والأمنية من التدخل في شؤون التنمية والاستثمار، وأن تنصرف تلك القيادات لمهامها الأصلية. لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع.

-2 أبريل 1998م: الإعلان عن قبول استقالة الراحل الكبير الدكتور فرج سعيد بن غانم من مهام منصبه رئيساً للوزراء، بعد تبوئه مهام هذا المنصب لأقل من عام واحد، رأى خلاله أهوال الفساد وأنين البلاد والعباد.

-3 يوليو 2007م: في السابع من هذا الشهر سجل التاريخ حدوث منعطف تاريخي لدى السكان في الجنوب، ذلك أن المغبونين من متقاعدين عسكريين ومدنيين تمكنوا من إسقاط الحائط الرابع (حاجز الخوف) وخرجوا إلى ساحة العروض (ساحة الحرية) في خورمكسر وأعلنوا اعتصامهم السلمي وأفصحوا من خلاله عن مطالبهم المشروعة، وتبعته اعتصامات المحافظات الجنوبية الأخرى.

-4 يوليو 2007م: آتت الحركة الشعبية العارمة أكلها وصدرت قرارات جمهورية بإعادة الجنود والضباط المنقطعين والمحالين إلى التقاعد مبكراً، وبناءً على توجيهات رئاسية شكل مجلس الوزراء في هذا الشهر لجنة وزارية برئاسة أ.د. صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعضوية أ. حمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدنية والتأمينات وأ.عبدالقادر علي هلال وزير الإدارة المحلية للنظر في قضايا المتقاعدين مدنيين وعسكريين وأصحاب الأراضي الزراعية والاستثمارية في محافظات عدن ولحج وأبين.

-5 أغسطس 2007م: شهدت المحافظات الجنوبية في هذا الشهر اعتصامات سلمية وردود فعل شرسة من جانب الأجهزة الأمنية.. القضية تأخذ بعداً أكبر، وأصبحت الفضائيات والصحف العربية والأجنبية تتعاطى معها كقضية جنوب وجنوبيين.

-6 أغسطس 2007م: في الثاني والعشرين من هذا الشهر يصدر قرار جمهوري بإنشاء لجنة لمتابعة وتقييم الظواهر الاجتماعية السلبية، وأسندت رئاسة اللجنة إلى الأستاذ سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية، وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن عمل اللجنة طوعي ووطني وبلا امتيازات، وفي هذا الشهر رفعت اللجنة الوزارية برئاسة أ.د. صالح علي باصرة تقريرها إلى فخامة رئيس الجمهورية، بل أن د. باصرة وضع النقاط على الحروف في لقاءات صحفية نشرتها صحف محلية أبرزها «الأيام»، وفي السابع والعشرين من هذا الشهر قامت فضائية «الجزيرة» باستطلاع الرأي لدى حزب السلطة وأحزاب المعارضة، ومن أبرز الأسئلة التي طرحتها «الجزيرة»: «لماذا حلت لجان أزمات محل مؤسسات دستورية وتشريعية وأخذت وظيفتها؟».

-7 نوفمبر 2007م: في السادس من هذا الشهر ستعقد لجنة متابعة وتقييم الظواهر الاجتماعية السلبية اجتماعها الدوري هذه المرة في محافظة عدن.

هل ستقف هذه اللجنة أمام الأسباب التي دفعت الراحل الكبير د. فرج بن غانم إلى الاستقالة في أبريل 1998م وما أعقب ذلك من تردٍّ في الأوضاع العامة؟ لأن ما قرأناه أن هيئة مكافحة الفساد أعلنت عن مناقصة لترميم وإعادة تأهيل المبنى السابق لوزارة التربية والتعليم الذي آل للهيئة، ومعنى ذلك أن مئات من الملايين ستنفق إلى جانب ميزانية أعضاء اللجنة، وراتب كل واحد منهم يتجاوز نصف مليون ريال، ونعم مكافحة للفساد، كما قرأنا أن لجنة التقييم ستناقش مشروع اللائحة وستبقي برنامج عملها، ومعنى ذلك أننا سنستهلك وسنهدر وقتاً طويلاً ستتمكن خلاله الحيتان من ابتلاع الأراضي والثروات البحرية والمعدنية وغيرها.

هل ستقف هذه اللجنة أمام تقرير اللجنة الوزارية برئاسة د. صالح باصرة؟ وهو تقرير ضخم حددت فيه مكامن الظلم والخلل، والمتنفذون المستببون في ذلك.

هل ستقف اللجنة أمام تسجيلات فضائية «الجزيرة» التي سبق الإشارة إليها؟

هل يشاطرني أعضاء اللجنة بأنني قد وفقت في اختيار عنوان موضوعي هذا ونصه: «وكيف من هي أموره معطلة هل يقتدر أن يركب ميكروفون؟».

والله من وراء القصد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى