مدير متحف الثورة بردفان: المتحف تحول إلى ثكنة عسكرية ومخزن للعتاد العسكري

> ردفان «الأيام» خاص:

>
عبر عد كبير من المثقفين والمواطنين بمديرية ردفان محافظة لحج عن استنكارهم لقيام قوات الجيش المرابطة بمدينة الحبيلين بتحويل متحف الثورة الذي كان يحوي بداخله العديد من التحف والآثار الثقافية وقطع الأسلحة القديمة التي استخدمها مناضلو ثورة 14 أكتوبر في مقاومة الاستعمار البريطاني، إلى ثكنة عسكرية ومستودعا لخزن الأسلحة والعتاد الحربي.

وأفاد عدد كبير من المواطنين والسكان القاطنين بالقرب من المتحف في مذكرة ـ تلقت «الأيام» نسخة منها ـ وجهت إلى مدير عام مديرية ردفان، بأنه «منذ مساء 13 أكتوبر الماضي وعقب الأحداث التي شهدتها منصة الحبيلين ونحن نشاهد أطقماً عسكرية وعساكر مدججين بالأسلحة يقومون بحفر الخنادق ووضع الدفاعات من جميع اتجاهات المتحف الذي تقع منازلنا بالقرب منه، مما تسبب بإثارة الخوف والفزع لدى الأطفال والأسر لما يشاهدونه من مظاهر مسلحة لم يألفوها من قبل».

وأضاف المواطنون في مذكرتهم «لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه ليقوم الجنود المرابطون بالمتحف بإبلاغنا بعدم إضاءة الأنوار الخارجية لمنازلنا ليلاً وفرض حالة طوارئ غير معلنة».

وناشد هؤلاء المواطنون الجهات المعنية بوضع الحلول والمعالجات السريعة لإخراج الجنود من المتحف وإعادتهم إلى ثكناتهم العسكرية داخل المعسكر، مؤكدين عدم قبولهم أن تستقر تلك المظاهر المسلحة إطلاقا وتحت أي مبرر.

من جهته أكد الأخ عبدالله قاسم صلاح، مدير متحف الثورة بردفان، حدوث ظاهرة التحول لوظيفة المتحف، وقال:«بدلا من اعادة الآثار والمعروضات التي نهبت بعد حرب صيف 94م فقد تفاجأنا بتحويل المتحف إلى ثكنة عسكرية وقيام الجنود بحفر الخنادق في الوقت الذي كان المتحف يشهد أعمال ترميم»، مشيرا إلى أنه قد قام بتسليم نسخة من المذكرة المشار إليها سلفاً إلى اللجنة البرلمانية المكلفة بتقصي الحقائق حول حادثة المنصة أثناء زيارتها للمديرية الشهر الماضي ولكن دون جدوى.

من جانبه وصف العميد قاسم عثمان الداعري، رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين بردفان ما يتعرض له متحف الثورة بردفان بأنه «يأتي في إطار ما تمارسه السلطة من سياسات تهدف إلى طمس كل ما يتعلق بهوية وتاريخ وتراث أبناء الجنوب».

وقال الداعري: «إن متحف الثورة بردفان الذي صمم لاحتواء كل ما يدل على نضالات أبناء ردفان البطولية يجري اليوم بصورة مقصودة تحويله عن وظيفته الحقيقية بعد أن جرى نهب واستباحة ما بداخله من آثار قيمة، حيث أخذت من داخله على سبيل المثال نماذج الخرائط لتضاريس ردفان من جبال وشعاب وأودية وممرات استخدمها مناضلو ثورة 14 أكتوبر أثناء مقاومتهم للاستعمار وكذا ما كان يحتويه من آثار ثقافية وقطع أسلحة قديمة استخدمت ضد الاستعمار وأخرى استخدمها أبناء ردفان في حروبهم الماضية». وأضاف:«إن المتحف مثل مصدر إلهام وتنوير وتعريف بتاريخ وتراث الآباء والأجداد لأبناء ردفان، إلا أن السلطة أفرغته من محتوياته ولم يبق منه سوى المبنى والتمثال البرونزي الذي يعتليه المبنى بعد أن جرى تحويله إلى مستودع للأسلحة الرشاشة والمتوسطة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى