منتخب الناشئين.. معاناة ولدت الإبداع الذي رسم البسمة على الشفاه ..النعاش قيادة وحنكة أظهرت القدرات التي نحتاجها ..كي لايتكرر السيناريو احتفظوا بهذا المنتخب والأمل الجديد

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
رغم أن منتخب الناشئين عندما غادر إلى الدوحة عبر بوابة دبي حيث دخل معسكره الإعدادي الأخير والوحيد في استعداده للإستحقاق الآسيوي لم يحظ باهتمام الكثيرين ولم يكن هناك تفاؤل بهؤلاء الناشئين الذين خضعوا لفحوصات متعددة في روزنامة عمل الاتحاد التي تتوافق مع مخاطبات الاتحاد الآسيوي في التشديد على عامل السن، جاء هؤلاء الفتية بالخبر السار الذي أعاد التوازن للشارع الرياضي اليمني وكرة القدم وجمهورها الذي تذوق المر بنكهة مالديفية بخسارة الإذلال التي نالها منتخبنا الكبير هناك في إحدى الجزر المالديفية من منتخبها الذي اعتاد الجميع الفوز عليه وبأرقام قياسية.

فقد كان أولاد المدرب سامي نعاش في الموعد ليرسموا لوحة يمانية باهرة بحماس منقطع النظير وفنيات راقية ولعب جماعي أحبه كل من تابع (الفضائية اليمنية) وهي تحقق رغبة مشاهديها وتنقل آخر مباراتين، أولهما كانت كفيلة بأن نستعيد أنفاسنا، فقد تفوقنا على الإمكانيات القطرية المهولة وأكاديمية (أسباير) والمدرب الأسباني والأرض والجمهور والإعلام، فقد دككنا شباك القطريين في عقر دارهم بخماسية تاريخية لن ينساها القطريون أبدا، ولن ننساها نحن الجماهير اليمنية قاطبة، لأنها كانت موعدا لإنجاز جديد للكرة اليمنية وصل الآفاق البعيدة ورسم البسمة على الشفاه من جديد، وجاء بخيط أمل متجدد رغم كل المصاعب والمتاهات التي تعيشها كرة القدم اليمنية التي حين تستفيق تعاود السقوط مجدداً.

إنجاز لم يكن ليأتي مصادفة أو بضربة حظ، وإنما كانت هناك جهود جبارة وكبيرة لهذا المنتخب الذي كنت مطلعا على ما عاناه في إعداده للإستحقاق وهو يتنقل بين صنعاء وتعز منتظرا أن ينال فرصة لعب مباريات استعدادية هنا أو خارج الحدود دون أن يصل إلى ذلك مطلقا، باستثناء مباراة وحيدة خاضها أمام السعودية قبل معسكر دبي الذي كان قبل التصفيات واكتفى فيه المنتخب وجهازه الفني الوطني بالجرعات التدريبية بعد أن عجز الاتحاد عن توفير فرص للعب مباريات ولو مع أندية إماراتية.

معاناة ولدت الإبداع

دعونا هنا ننوه إلى أن هذا المنتخب لم ينل ولو جزء بسيطا مما نالته كل المنتخبات في مرحلة الإعداد، ولعل ما أسلفناه سابقا كفيل بمعرفة ذلك، ولكن ما تحقق أكد أن الظروف قد جمعت ما هو قادر على كسر كل ذلك وتجاوزه بقدرات خاصة امتلكها الجهاز الفني بقيادة المدرب سامي النعاش ترجمت في الإجادة الكاملة في اختيار المجموعة والتشكيلة وزرع الثقة في نفوس أبنائه وفق الإمكانيات المتاحة التي عوض غياب الكثير منها الروح والحماس والرغبة في الظهور والتي جاءت بحسن أداء القيادة الفنية النعاشية في محطات الإعداد البسيطة إن جاز لنا التعبير والتي حققت النجاح في أفضل صوره، وجاءت وكأنها ضربة موجعة لمن لم يكن يريد لذلك الأمر أن يتحقق.

إذاً دعوني أقول إن ما عاناه هؤلاء الصبية وجهازهم الفني والذي وصل في بعض الأوقات إلى درجة الإهمال بعد أن استقطب منتخبنا الأول العاجز بقيادته الفنية المصرية التي تكلف ملايين الريالات شهريا كل الاهتمام قد ولد إبداعا وأي إبداع، وأظهر قدرات وأي قدرات، هي ما نحتاجها فعلا لنصل فقط إلى حالة تشرفنا وترفع رؤوسنا في قادم السنوات، ليس بأن نحقق كأس الخليج أو كأس آسيا، ولكن بأن نكون أصحاب كرة قدم يحترمها الآخرون بتواجد وحضور لافت بين الآخرين.

لا تنسوا هؤلاء

قد تكون سطوري هذه جاءت متأخرة، ولكن دعوني أقول إن لأصحاب الإنجاز ليس حق بل حقوق علينا نحن معشر اليمنيين بعدما رفعوا رؤوسنا وإسم بلدنا عاليا وكتبوا لنا سطرا جديدا في سجلات الكرة الآسيوية أعطانا الحق بالتواجد بين كبار آسيا في النهائيات المؤهلة لكأس العالم للناشئين.

> أول هذه الأسماء قائد الفرسان ومعلمهم وصاحب الكلمة الأولى والعليا فنيا وخططيا المدرب الوطني سامي النعاش الذي كان رجلا لمرحلة انتكست فيها الهامات فرفعها مجددا، فكان الربان الماهر لكتيبة الإنجاز، زرع فنال حصاده، أجاد قراءة الإمكانيات عند اللاعبين فتفوق بها على الإهمال واللامبالاه وغياب أبسط ما يمكن أن يكون حاضرا ومتوفرا له وهو يقبل قيادة المنتخب في ظروف عسيرة مبهمة لم تكن توحي إلا بانتكاسة.

للنعاش حق بأن يفخر ونفتخر نحن لأن هناك قدرات لدينا يمكنها أن تحقق طموحنا.

> الجهاز الفني المعاون فيصل أسعد، صلاح العزاني، د.عارف قدار، قاسم أحمد علي الذين كانوا حلقة بارزة وهامة في الوصول إلى ما تحقق.

> لاعبونا الصغار أصحاب العطاء الكبير راسمو البسمة على الشفاه، حاملو المشعل وأصحاب المجهود الرائع، لن أسميكم حتى لا أنسى أحدا، ولكن ارفعوا الرؤوس فقد كنتم رجالا، قدرتم المسئولية، قهرتم الظروف، عدتم فرسانا.. فلنرفع لهم القبعات.

كي لايتكرر السيناريو

في الأخير هي رسالة في سطرين للاتحاد اليمني لكرة القدم والشيخ أحمد صالح العيسي راعي كرة القدم، هؤلاء أمل جديد لكرة القدم اليمنية فارسموا لهم المسار ووفروا لهم الإمكانيات، فسنهم صغير وقدراتهم ما أروعها وما أجملها وما أحوجنا إليها!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى