شرطة باكستان تضرب محامين محتجين وبوتو تطير الى العاصمة

> إسلام أباد «الأيام» سايمون جاردنر :

>
بينظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة
بينظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة
تسعى المعارضة الباكستانية أمس الثلاثاء الى اتخاذ موقف موحد من اعلان الرئيس برويز مشرف حالة الطواريء في البلاد وتحمل المحامون وحدهم لليوم الثاني على التوالي محاولات الشرطة لفض احتجاجاتهم بالقوة.

وطارت بينظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة الى العاصمة اسلام اباد لتلتقي مع زعماء معارضة آخرين لكنها قالت انها لن تلتقي او تتفاوض مع مشرف,وعادت بوتو الى باكستان الشهر الماضي بعد ان عاشت في المنفى ثمانية اعوام بعد ان منحها الرئيس الباكستاني حصانة من اتهامات سابقة بالكسب غير المشروع.

وقالت بوتو للصحفيين في مطار كراتشي قبل ان تصعد الى متن طائرة متجهة الى اسلام اباد عندما سئلت عما اذا كانت ستتفاوض مع مشرف على حكومة مؤقتة "لا .. ولا أزمع الاجتماع مع مشرف."

وصرحت بوتو بأنها ذاهبة الى اسلام اباد لحضور اجتماع لتحالف المعارضة.

وشجب زعماء المعارضة ومن بينهم بوتو اعلان حالة الطواريء لكنهم لم يتخذوا حتى الان خطوات فعلية تاركين مهمة الاحتجاج للمحامين الذين ضربت الشرطة مئات منهم بالهراوات واعتقلت عشرات.

وانتقدت بوتو في وقت سابق حالة الطواريء ووصفتها بأنها "احكام عرفية مصغرة" لكنها لم تحشد اتباعها لتنظيم احتجاجات في الشوارع وبقي المحامون هم وحدهم الذين ينظمون احتجاجات حتى الان.

وتأمل واشنطن ان تشارك بوتو في نهاية المطاف مشرف السلطة بعد انتخابات يناير كانون الثاني,وتتشاور رئيسة الوزراء السابقة مع باقي زعماء المعارضة بشأن أسوأ أزمة تمر بها البلاد منذ مجيء مشرف الى السلطة في انقلاب عسكري عام 1999.

جانب من الاعتقالات للمحاميين
جانب من الاعتقالات للمحاميين
وحث الرئيس الامريكي جورج بوش الرئيس الباكستاني أمس الأول على رفع حالة الطواريء التي فرضها يوم السبت واجراء انتخابات والتخلي عن منصبه العسكري كقائد للجيش لكنه لم يصل إلي حد التهديد بقطع معونات امريكية بمليارات الدولارات.

وفي أول تصريحات علنية حول الازمة في باكستان قال بوش الذي يقدر مشرف كحليف في المعركة ضد القاعدة وطالبان للصحفيين أمس الأول انه أصدر تعليمات الى وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للاتصال بمشرف ونقل تلك الرسالة اليه.

واستعدت الشرطة الباكستانية أمس الثلاثاء لمزيد من الاحتجاجات التي ينظمها محامون بعد يوم من اعلان الحكومة الباكستانية انها ستجرى الانتخابات العامة بحلول منتصف يناير كانون الثاني عقب تعرضها لضغوط من الولايات المتحدة.

وأقامت قوات الجيش الباكستاني المتاريس ونقاط التفيش قرب القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا في اسلام اباد في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء بينما تصدت الشرطة لمحامين حاولوا دخول المحكمة العليا في كراتشي المركز المالي لباكستان.

واستخدمت الشرطة في مدينة مولتان بوسط باكستان الهراوات لتفريق أكثر من عشرة محامين محتجين هتفوا برحيل مشرف قبل ان تزج بهم الشرطة في شاحنات طبقا لرواية شاهد من رويترز.

وقال مصور لرويترز في لاهور ان الشرطة اعتقلت أكثر من عشرة محامين عند المحكمة العليا في المدينة الواقعة بشرق باكستان لكن الاحتجاجات التي شارك فيها نحو 200 محامي في العاصمة اسلام اباد مرت بشكل سلمي الى حد بعيد.

واحتجز مشرف المئات من المحامين والمعارضين السياسيين منذ اعلان الطواريء يوم السبت الماضي.

ويعتقد الكثير من الباكستانيين أن دافع مشرف الرئيسي وراء إعلان حالة الطواريء هو استباق حكم المحكمة العليا في إعادة انتخابه. وكانت المحكمة العليا تنظر في طعون مقدمة ضد اعادة انتخاب مشرف رئيسا للبلاد فيما يشغل منصب قائد الجيش.

وبعد ان نحى مشرف القضاة الذين يصعب التعامل معهم بدأ في تعيين قضاة يسهل عليه اذعانهم.

ولم يتضح بعد فرض حالة الطواريء ما اذا كانت الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجرى في يناير كانون الثاني ستمضي قدما. لكن المدعي العام مالك عبد القيوم قال لرويترز أمس "تقرر عدم تأجيل الانتخابات وبحلول 15 نوفمبر ستحل هذه المجالس (الوطنية والاقليمية) وستجرى الانتخابات خلال الستين يوما التالية."

كما لم يتضح متي سيرفع مشرف حالة الطواريء التي فرضها يوم السبت متعللا بالقضاء المناويء وزيادة التشدد الاسلامي. غير انه أعلن أمس انه يعتزم التخلي عن دوره العسكري.

وقال الرئيس الباكستاني الذي يواجه انتقادات دولية بعد تعليق الدستور وتطهير المحكمة العليا لدبلوماسيين أمس الأول انه عازم على التخلي عن منصب قائد الجيش وان يصبح رئيسا مدنيا.

وانخفض مؤشر سوق الاوراق المالية الباكستانية نحو 4.6 في المئة أمس الأول اضافة الى خسائرها الأسبوع الماضي كما انخفض في المعاملات الصباحية أمس الثلاثاء مع قلق المستثمرين من السيناريوهات السياسية المحتملة قبل ان يعاود الارتفاع مرة اخرى.

وعلى الرغم من ان مشرف لم يقل بنفسه متى ستجرى الانتخابات الا ان رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز قال امس انها ستجري في موعدها. وقال في مؤتمر صحفي "لا نريد أن نعطل عملية الانتخابات. نريد انتخابات حرة."

وقال تشودري برويز الهي رئيس الحكومة الاقليمية في البنجاب وهو حليف وثيق لمشرف ومرشح لمنصب رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي عقده في لاهور ونقله التلفزيون "الانتخابات ستجرى.. ستجرى في موعدها وفترة (المجالس) لن تمدد عاما."

ومن المقرر ان تجتمع أمس الثلاثاء حكومة مشرف لمناقشة احكام الطواريء.

وقال مشرف في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي أمس "انا عازم على تنفيذ هذه المرحلة الثالثة من الانتقال بالكامل وعازم على خلع زيي بمجرد ان نصلح هذه الدعائم في القضاء والسلطة التنفيذية والبرلمان."

وتدهورت الأوضاع الأمنية بشدة منذ يوليو تموز عندما اقتحمت قوات خاصة المسجد الأحمر في إسلام أباد لسحق حركة اسلامية مسلحة. ومنذ هذا الوقت سقط نحو 800 قتيل في أعمال عنف نفذها متشددون نصفهم في هجمات انتحارية.

ووضعت واشنطن المعونة المستقبلية لباكستان قيد المراجعة وكانت قد قدمت لإسلام أباد نحو عشرة مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية كما ارجأت محادثات دفاعية مع باكستان كانت مقررة هذا الاسبوع,وحذرت بريطانيا ايضا باكستان بشأن التمويل المستقبلي.

وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة أمس الأول انه قلق للغاية ازاء فرض حالة الطواريء واعتقال نشطاء حقوق الانسان في باكستان ودعا الى نهاية سريع للازمة.

ووضع عدة قضاة رهن الاقامة الجبرية في منازلهم دون سبيل للاتصال بهم بعد ان رفضوا اقرار حالة الطواريء. ومن بينهم كبير القضاة افتخار تشودري الذي اصبح رمزا لمقاومة حكم مشرف بعد ان تحدى الضغوط لتنحيته عن منصبه في مارس اذار.

وقال تشودري في بيان "انه واجب على كل مواطني البلاد والمحاميين على وجه الخصوص ان يواصلوا كفاحهم من اجل سيادة الدستور وحكم القانون واستقلال القضاء والديمقراطية الحقيقية"..وجرت اعتقالات جماعية للنشطاء السياسيين.
ومنذ قيام دولة باكستان في عام 1947 بعد تقسيم الهند عقب انتهاء الاستعمار البريطاني تنتقل البلاد من ازمة الى اخرى وقضت نصف الستين عاما الماضية تحت حكم العسكر.

وقال بوش بعد محادثات في البيت الابيض مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "نتوقع ان تجرى الانتخابات هناك في اقرب وقت ممكن وان يتخلى الرئيس عن زيه العسكري... املنا انه سيستعيد الديمقراطية بأسرع ما يمكن."

لكن الرئيس الامريكي خفف من تعليقاته بأن أوضح ايضا ان مشرف "مقاتل قوي ضد المتطرفين والمتشددين... الذين حاولوا قتله ثلاث او اربع مرات."

ويحاول بوش السير بحذر في طريق صعب بين انتقاد مشرف للانتكاسة التي احدثها في تحول باكستان الى الديمقراطية وبين استعداء زعيم تعتبره الادارة الامريكية حليفا حيويا في مقاتلة القاعدة وطالبان. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى