رياضة هدر المال وعمران الجيوب

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> واقعنا الرياضي المرير، وتغريدنا خارج سرب الناجحين وانغماس رياضتنا في وحل (اللخبطة) أوصلنا إلى الإحباط، وأعطى لخيالنا الأمر بالطيران في سماء الأحلام والخيالات فارين بهمومنا وطموحاتنا إلى جو الأحلام الوردية، محاولين الخلاص من هذا الواقع المعفر بغبار الانتكاسات والعمل العشوائي.. الواقع الذي قسمنا في التعامل معه إلى ثلاثة أقسام: قسم لايهمهم إلا أنفسهم ومصلحتهم ولايعني لهم شيئاً شكل وصورة ما هم فيه وعليه، وعندهم الاستعداد لتغيير الإتجاه في أي لحظة والعيش والتأقلم مع أي وضع، وعندهم إحساس بالأخطاء لكنهم لايجدون ضرورة في تغييرها، لذا فهم يعترفون بالخلل ويمشون في سبيله ويرون السلبيات فيغضون الطرف عما يشاءون وينتقدون ما يشاءون، ابتساماتهم صفراء وحلولهم عوجاء، لم يعد يعرف جدهم من هزلهم وصدقهم من كذبهم..وجمع أتعب نفسه وأرهقها في رفع الصوت بالمطالبة بترتيب الأمور واستقامة الاعوجاج، لايهنأ لهم مع الإخفاق والخطأ بال، ولايغمض لهم جفن مع العثرات، دمعهم لايكف وحزنهم لاينقطع، همهم رؤية بارق الخير يلوح في الأفق..وثالث هرب وترك جمل الرياضة المحلية بما حمل، وانتقل بحبه للرياضة إلى متابعة الرياضة العربية والعالمية، تاركاً رياضة (العك والبت) والمد والجزر لمن لديهم مناعة ضد الضغط والسكري..من يتابع رياضتنا يعتقد أن هناك عملاً جباراً وشغلاً على قدم وساق لبناء الصرح المنشود، ومن يبحر في الأعماق ويقترب من الحقائق يكتشف إننا نهدر ماءنا في البطحاء.

ملاعبنا أو لنقل ستاداتنا وصالاتنا بعدد أصابع اليد، وكلها مرتبط بقصص مضحكة وأرقام فلكية وقياسية والبقية حفر وحصى وتراب.. ومعسكر هنا وآخر هناك، واتحادات منها الصاحي والنائم والميت، وأندية تحث الخطى للشحاتة وتدعو الله بستر الحال، وموسم مجهول الأجندة وفئات عمرية مجمدة، تناقضات مريبة تؤكد أن الأساس المتين للمستقبل مفقود، والتخطيط تعتريه المزاجية والأهواء.. نجيب الوعل بقرونه في الناشئين و(نتمرمط) في الكبار.

وبعد كم سنة نبحث عن ناشئي الأمس ليكونوا كبار اليوم فنجدهم تبعثروا شذر مذر، وتاهوا في ظلام العشوائية والتخطيط الأرعن، والألعاب كلها سواء، الذي عند زيد عند عمرو، والكل يحاكي بعضه، والعنوان هدر المال وعمران الجيوب، وتيه وضياع لرياضة وطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى