بأي شيء أرثيك؟

> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

> مالحة هي الكلمات في فمي.. مُرة هي زفرات الأسى المنبعثة من صدري.. مؤلمة هي غصات الألم التي تعصر قلبي.. وتقض مضجعي.. أي أخيه.. بأي شيء أرثيك؟! وقد تاهت العبارات وتحطمت الكلمات.. وتعالت الآهات يوم فجيعتي فيك وكل ذويك، فبماذا أبكيك؟! ماذا أقول عنك والروح يخنقها الألم وتكتم أنفاسها الحسرة ويقذفها تيار الأسى دون رحمة إلى (جُبٍّ) من الأحزان في ليلة سوداوية مظلمة، ودعت فيها (الفرح) وتلاشت أمام ناظري من شدتها عناوين السعادة والمرح.. أي أخيه.. يوم رحلت عن دنيانا الفانية في حادث مروري مؤسف.. جميعهم بكوا عليك، أهلك وأصدقاؤك.. ذووك وخلانك وكل أحبابك، وكيف لايبكون ولاتذرف أعينهم الدمع (الهتون) وقد غيب الموت عنهم (رجلاً) كريماً كان الحب منه (سجية) والعطف والحنان منه (مزية).

أبا صلاح.. قبل أربع سنوات يوم جمعني القدر بك لأول مرة.. وجدت رجلاً بشوشاً، صافي القلب، نقي السريرة، وقد صعقتني بقولك.. معرفتي بك قديمة وإن لم أقابلك من قبل، توطدت العلاقة بعدها وخاصة عندما تحملت رئاسة نادي حسان الرياضي، ونمت (شجرة) مودتنا وتعمقت أواصر المودة والإخاء بيننا.

كنت فيها كثير السؤال عني وعن أحوالي، وكنت قليل التواصل معك حد البخل.. غمرتني كما هو عهدك مع كل أصدقائك بفيض كرمك (وبمرجل) إحسانك وجميل مودتك، وكنت أنا المقصر في حقك والمتقاعس عن تأدية الواجب تجاهك.. حتى وأنت تتأهب للذهاب إلى الحديدة فور تعيينك لم تنسني، وبادرت بالاتصال بي مفوتاً عليّ فرصة التهنئة والمباركة، عرضت عليّ مرافقتك والعمل معك لكنني اعتذرت، وليتني ما فعلت، خيرتني في اتصال آخر منتصف شهر رمضان المنصرم بين تلبية طلبك القديم الجديد أو قبول العمل مع أحد أصدقائك، لكنني ترددت كما هو الحال في كثير من أمور الحياة.

ويوم أن ذهبت إلى (الحديدة) الأرض التي أراد الله أن تفيض فيها روحك الطاهرة وروحي فلذتي كبدك (أحمد ومروة) لم أكن أعلم أنك ستغادر بلا رجعة، فكانت الصدمة والفجيعة.

أبا صلاح، إن كنت قد (مت) فلأنت الحي في قلوبنا ومقيم في ضمائرنا.. سلام عليك يوم سافرت إلى دار الخلود.. يوم أن أقسمت ألا تعود، وسندعو ربنا الغفور الودود أن يجمعنا بك في دار الخلود.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى