> «الأيام» د.هشام محسن السقاف:
ولد الشاعر كور سعيد عوض سنة 1940م بقرية الحصن مديرية خنفر محافظة أبين، مر بالمراحل التعليمية الأولى بأبين وعدن قبل أن يحط الرحال في قاهرة المعز/ الشعب المصري، ويلتقى بالموسيقار الكبير أحمد قاسم الذي كان قد غنى له أنشودة (أنا ثائر يا موطني) أول قصيدة له بالفصحى أثناء فترة الكفاح المسلح في جنوب الوطن سجلتها له إذاعة صوت العرب عام 1965م، كما غنى له أحمد قاسم أغنية (جنة رضاك) عام 1966م ثم أنشودة (عرفت الطريق) التي سجلها بتلفزيون القاهرة عام 1967م، كما غنى له فنانون مرموقون أناشيد وأغاني عاطفية وزراعية، منهم فرسان خليفة وفيصل علوي وفضل ميزر وسعيد أحمد بن أحمد وصالح أحمد البصير ومحمد يسر وصالح قاسم وحسن هرش وكاميليا عنبر وفضل مسعود.
يذكر أن كور سعيد عوض قد ارتبط في فترات مبكرة بالتأليف والتلحين على السواء من خلال فرقة الحصن الموسيقية الشعبية التي ساهم في تأسيسها منذ فجر الستينات الماضية، وأصبح قائدا لها عند عودته من مصر وظل كذلك حتى العام 1975م، وهي الفرقة التي قامت على أنقاضها فرقة البلابل بالحصن التابعة لنادي (الجيل الصاعد- جيل أبين اليوم) وهي الفرقة التي كتب عنها الصحافي المتميز مختار مقطري قبل سنوات على صفحات «الأيام» الغراء، وكنت قد استمعت إليها وشنفت الفرقة أذنيّ في أمسية رمضانية بعزفها وأدائها المتميز.
كان قد صدر للشاعر المخضرم ابن أبين كور سعيد عوض ديوانا شعر، الأول (الصور الثلاث) عام 1983م، والثاني (صراع فوق الأرض) في العام نفسه، وهو عضو مؤسس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين 1974م (كرم في صباح يوم 2007/10/27م ضمن المكرمين من جيل المؤسسين في يوم الأديب اليمني) حائز على وسام الإخلاص من هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى قبيل الوحدة، وله إسهامات في مجال الغناء والموسيقى علاوة على دوره التربوي والتعليمي في المحافظة.
يقول كور سعيد عوض في قصيدة (أغنية القطن):
على صوت الشجي الفنان
وصوت الدان والباله
جنينا القطن بالأطنان
وصـدرنـاه بـالـبالـه
ذهب أبيض ذهب غالي
حلا .. في حسنه الحالي
وصيته في السماء عالي
يعـلّي سـمعـة الأوطان
على صوت الشجي الفنان
ومن قصيدة يناجي فيها الوهط كان قد ألقاها قبل سنوات في منتدى الوهط الثقافي يقول كور:
عرفتش في الصبا حلوه فتيه
صبيه من قدا لحج الخضيره
عيونش سود وخدودش نديه
ينديها الحسيني من عبيره
مليحة للملأ عيشة هنيه
وديمة آمنه مسكن وجيره
وحلم وعلم موصوف الهويه
لها بندر عدن شاهد وصيره
ولحج وابين الخضرا وخنفر
وأبين بورد هاتيك الشهيره
بها ديجول ساقي الجدب لغبر
بمعشا الكوليه صبح ونشيره
أمير الري يتعصور ويزعر
ويرخص بس بيضاء مش نكيره
على وادي بنا وثق وزرزر
وسقى الطين أولى والأخيره
ومن قصيدة بعنوان (عدن المنارة):
وعاش الله يا عدن المناره
وعاش الله يا عدن التجاره
وعاش الله يا الثغر اليماني
يـوزع ابتـسامات البشاره
بشارات الأمل بالخير واعد
ويزرع لول في قلب المحاره
وعاش الله يا تاريخ خالد
مخلد يا عدن يا أم الصداره
والديوان يكتظ بالعاطفة الجياشة الصادقة لشاعر متمكن، لكن التفنيد وشرح بعض المفردات العامية مهمة الشاعر والناشر في الطبعة القادمة بإذن الله.
ويبقى أن كور سعيد عوض المستبشر والفرح بمولوده الجديد (قبلات على تراب الوطن) ديوانه الجديد يظل ذلك الإنسان المبدع المتواضع المتواشج والمتماهي بنترات وذرات تراب أرضه، وهو بحاجة إلى وقفة وفاء وتكريم من ذوي القربى أولاً في السلطة المحلية بأبين، والجهات الثقافية والأدبية والإعلامية في وطنه.
