استراحة «الأيام الرياضي» عسر الفضائية

> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

> في كل مرة تسنح فيها الظروف لمتابعة أي من مباريات منتخباتنا الوطنية عبر شاشتنا (الفضائية) على (ندرتها) تنتابني وغيري كثير موجة غضب عارمة وحالة إحباط شديد من الهذيان الذي يصدره إلينا (معلقوها) الرياضيون والذي لايقل بكل تأكيد عن المستوى الباهت والهزيل المصاحب عادة لمباريات فرقنا الوطنية خاصة منتخب الكبار، إن لم يكن يفوقه في أحايين كثيرة..ولاندري كم نحتاج من الوقت حتى نرى وميض(أمل) يشجعنا على التسمر أمام فضائيتنا، فما نسمعه ونعايشه لايعدو كونه استهتارا بأذواق المشاهدين واستهبالا بعقولهم وقلوبهم معاً.. فسماع تعليق أحدهم كفيل بأن يصيب الرأس بالدوار والنفس بالغثيان ويبدد وإلى حد بعيد لهفة المتابعة ولذة الاشتياق للمشاهدة التي تكون حاضرة قبيل أي مباراة.

وأتصور أن خمس دقائق فقط من المتابعة عبر صوت من نطلق عليهم جزافاً معلقين رياضيين (مع تقديري للبعض منهم) كافية بأن تجعل كل أمراض الدنيا تلتف حولك وتخنق أنفاسك وتحيل نهارك إلى ليل كئيب، يتحول فيها الواحد منهم إلى ناقد كبير ومدرب خبير يضاهي بخبرته خبرة الدكتور عزام ويناطح بأفكاره عبقرية السير (أليكس فرجسون).

في الأسبوع الماضي شاء لي القدر أن أعايش فصول المعاناة مرتين أولاً وأنا أتابع مباراة منتخب الكبار أمام المالديف قبل أن أهتدي إلى فكرة (إغلاق) الصوت والاكتفاء بالصورة، وثانياً كان ربي بي أرحم وألطف ومعي جمع من المتابعين بعد أن (قيض) الله لنا فرصة المشاهدة عبر قناة الدوري والكأس القطرية التي عشنا معها واستمتعنا من خلالها بمفردات التميز وعناوين الألق التي سطرها نجومنا الصغار على أرض ستاد الدوحة في قطر.

ومع أن أكثرهم يعزو أسباب تعليقه الهش والضعيف وحضوره المتبلد وشروده الذهني وأخطائه الجمة وعباراته المقرفة إلى رتابة المباريات التي يعلق عليها إلا أنها أعذار واهية لاترتقي إلى درجة المصداقية على اعتبار أن أحدهم لو كان معلقاً على مباراة طرفاها مانشستر يونايتد وبرشلونة فلن يخرج الحال عن إطار (تراجيديا) الهذيان التي يتحفونا بها بين وقت وآخر.. وياليت الفضائية تأخذها من قاصرها وتكفينا شر العناء بحيث لاتنقل المباريات غير المنقولة في الفضائيات الأخرى..فالله ياسادة لايجمع بين عسرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى