سعادة السيد تيم تورلو سفير المملكة المتحدة في اليمن لدى زيارته مقبرتي المعلا والوادي الصامت في عدن:كثير من العدنيين ينظرون إلى السنوات البريطانية على أنها سنوات جيدة ازدهر فيها الميناء والتجارة وكان هنالك نظام قضائي قوي وعادل

> عدن «الأيام» خاص:

> ألقى السفير البريطاني في اليمن سعادة السيد تيم تورلو يوم أمس الأول خطابين في حفلين أقيما في مقبرة المعلا ومقبرة الوادي الصامت في ذكرى شهداء الحربين العالميتين الأولى والثانية، التي يتم إحياؤها حول العالم في نهاية الأسبوع.

وقال سعادة السيد تيم تورلو في الكلمة التي ألقاها في مقبرة المعلا:«لقد أتيت إلى مقبرة المعلا لأول مرة قبل شهرين وقد طاف بي في المقبرة قنصلنا السابق مصطفى وعبدالله القائم على المقبرة والذي يعتني بالمقابر والموقع بعناية والتزام يدفعني بالنيابة عن الكل لشكره اليوم.. هذا مكان مذهل. إن المقبرة هي مصغر للعالم من الأجانب الذين ساهموا في نمو وتطوير عدن.. فهنا قبور يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر, قبور شيوخ وكثير من الأطفال, الذين يمثلون رمزاً لما يمكن أن تكون الحياة عليه من صعوبة في عدن. ولكن الغالبية هي قبور جنود توفوا هنا في أوقات السلم وايضاً في الصراعات.. ويوجد هنا قبر حامل وسام صليب فيكتوريا اللفتينانت ويليام انجليش, قبور مسيحيين ولكن أيضاً هندوس وسيخ ومسلمون.

هنالك مجموعة مذهلة من الجنسيات, تسع عشرة على وجه التحديد, استراليون, بلجيكيون, كونغوليين (زائير), صينيون, دنماركيون, هولنديون, من شرق إفريقيا, ألمان, يونانيون, هنود, إيطاليون, يابانيون (معتقلو حرب), لبنانيون, مالطيون, نيوزلنديون, بولنديون, روس, سويديون أوغنديون وبالطبع إنجليز, إيرلنديون وسكوتلنديون ومن ويلز.

مدفون هنا أناس من دول سموا أنفسهم على مد التاريخ أصدقاء وأيضاً أعداء.

نحن نجتمع هنا اليوم مثل زملائنا وأصدقائنا حول العالم خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع لنتذكر, متحدين في التزامنا التذكر والتعلم من تضحيات هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم لدولهم في اوقات الحرب.

نجتمع اليوم كأصدقاء وآمل وأصلي أن الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجه دولنا في المستقبل ستستمر في تقوية روابط صداقتنا وألا تفرقنا, حتى لا تكون التضحيات التي بذلها الرجال والنساء والأطفال المدفونون في مقبرة المعلا وفي الوادي الصامت وفي كل مقابرنا الوطنية حول العالم قد ذهبت سدى».

أما كلمة سعادة السفير البريطاني في مقبرة الوادي الصامت بمديرية البريقة فقد قال فيها: «قبل أربعين عاماً بهذا الشهر سحبت بريطانيا قواتها المسلحة من جنوب اليمن بعد فترة طويلة من تزايد الضغط القومي والعراك المرير.. عراك خسر فيه جنود بريطانيون عديدون حياتهم.

إن القبور التي نراها حولنا اليوم في الوادى الصامت الجميل والهادئ هي مكان الراحة الأخير لهؤلاء الجنود والمدنيين أيضا علقوا في الصراع.. مدنيين مثل روث ويلكيس التي كتبت عنها ابنتها ببساطة شديدة ومؤثرة في سجل الخدمة. بعد أن غادرنا كان هنالك شعور بالسلام والهدوء.. بالارتياح لنهاية الحقبة الاستعمارية .. لولادة دولة جديدة ولايزال اليمنيون يحتفلون بـ30 نوفمبر كعيد للاستقلال.

ولكن وبمعرفة الأربعين سنة الماضية فإن كثيراً من العدنيين ينظرون إلى السنوات البريطانية على أنها سنوات جيدة .. سنوات ازدهر فيها الميناء وكانت هنالك طفرة للتجارة وعندما كان هنالك نظام قضائي قوي وعادل وهيئة تسجيل للأراضي فاعلة, ونظام تعليمي كانت مثار حسد الآخرين في الخليج.. حتماً إن العهد الاشتراكي الذي تلا مغادرتنا كان وقت قمع واقتصاد مركزي خانق وفترة انحدار.

لقد خطت بريطانيا واليمن قدماً منذ ذلك, جنوب اليمن اليوم جزء من جمهورية قوية وموحدة ومستقلة.. وعادت بريطانيا من جديد كلاعب أساسي في اليمن ولكن كشريك مواز وليس كقوة استعمارية.. إن علاقتنا معقدة وذات أوجه عدة.. ولكن الجزء الحاسم فيها هو دعمنا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.. والعمل الذي نجريه في المجال الأمني هنا في عدن مع خفر السواحل اليمني.

إن الرجال والنساء المدفونين هنا في الوادي الصامت ماتوا وهم يقاتلون لدور بريطاني قوي في اليمن.. وآمل أنهم سيكونون فخورين بتطور علاقتنا خلال الأربعين سنة الماضية وباستمرار التزام بريطانيا تجاه هذا البلد وهو التزام يشاركنا فيه البلدان الممثلة هنا اليوم فرنسا وألمانيا وهولندا ولجميعنا هنا فإن مثالهم لنا مثل قوي.

لنخلد ذكراهم من خلال التزامنا بالعمل في اليمن من خلال كل ما نفعله.. ولنعز بلداً أحبوه بشدة بعدة طرق حيث حصلوا على مكان راحتهم الأخير».

وكان سعادة السيد تيم تورلو سفير المملكة المتحدة في اليمن قد قام صباح اليوم نفسه بزيارة إلى مدرسة ريدان بمديرية المعلا لمتابعة سير تدريس اللغة الإنجليزية في الصف الرابع من التعليم الأساسي وهي تجربة تعليمية يقوم بتطبيقها المركز الثقافي البريطاني على أن تعمم مستقبلا على جميع المدارس. وقدمت الأخت إقبال علوي الأحمدي، مديرة مدرسة ريدان، الشكر لسعادة السفير البريطاني على هذه الزيارة التاريخية إلى المدرسة والهادفة إلى تشجيع الطاقم التدريسي والإدارة والتلميذات، الذين أشاد بجهودهم سعادة السيد تيم تورلو وبكل ما يوفرونه من تهيئة غرفة دراسية مع جميع الوسائل والكتب والاستعداد الجيد من قبل التلميذات لتقبل مادة اللغة الإنجليزية، متمنيا للمدرسة والتلميذات التقدم والنجاح.

رافق سعادة سفير بريطانيا لدى زيارته مدرسة ريدان الأخوان د. عبدالله النهاري، مدير عام التربية والتعليم بعدن، ومحمد الصايدي رئيس مجلس الآباء الفخري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى