عرض مسرحي لبناني يثير جدلا سياسيا عربيا

> القاهرة «الأيام» د.ب.أ :

> «كم تمنت نانسي لو أن كل ما حدث ليس إلا كذبة نيسان (إبريل)»، عنوان طويل لعرض مسرحي جاد يضم خليطا من السياسة والكوميديا السوداء والمناقشات للأوضاع اللبنانية والعلاقات العربية-العربية ويشتبك مع الطوائف اللبنانية المختلفة ويعتبرها سبب الأزمات والحرب الأهلية.

أبطال العرض أربعة شبان من لبنان يواجهون بتحد الموت والدمار والحرب الأهلية والتشتت كما يواجهون إسرائيل وأمريكا «والخونة والمستفيدين» ثم يواجهون «الخضوع» العربي ومواقف العرب المنحازة للغرب و«المهادنة» لإسرائيل والمتجاهلة لأهلهم في البلدان العربية «المحتلة».

ويتناول العرض الذي قدم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي التاريخ الرسمي للحرب الأهلية اللبنانية وأسبابها بدءا من نهاية الخمسينات ولا ينتهي قبل أن يلقي بقنبلة في وجوه الجميع بأن الحرب الأهلية متوقعة في أي وقت وأن الظروف مهيئة تماما لاشتعالها مجددا. الأبطال الأربعة نموذج للدولة اللبنانية بكل طوائفها فالأول ربيع مروة ينتمي لحزب الوطنيين الأحرار ويعيش بالمنطقة الشمالية بينما الثانية لينا صانع عضو بجبهة المسيحيين الوطنيين وتقيم بالمنطقة الغربية والثالث حاتم إمام عضو بجماعة المرابطين الإسلاميين في بيروت بينما الرابع زياد عنتر شيعي من الجنوب ينتمي للحزب الشيوعي.

وفي حين يظهر الأبطال الأربعة مرتبطين بمناطقهم وطوائفهم المختلفة في بداية العرض فإن الأحداث تدفعهم جميعا لتغيير انتماءاتهم بشكل غير متوقع.

ربيع مروة مخرج العرض فاجأ الجميع بالفكرة التي قال عنها لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنها ظهرت في مخيلته من واقع شعوره بأنه من المهم لكل البشر في أنحاء العالم أن يعرفوا ما يجري في مناطق بعيدة عنهم باعتبار أن أحدا لم يعد مفصولا عن الباقين وأن المشكلات المحلية لم تعد هما محليا وإنما هما عالميا.

وأشار مروة إلى أنه تعمد “عدم تبسيط الأمور وإظهار الحقائق الفجة التي تفزع الجمهور حتى يشعروا بمدى قسوة الحياة التي يعاني منها غيرهم ممن يعيشون على خط النار أو داخل حرب أهلية طاحنة”.

وأضاف أن “الفكرة نتجت عن خوف وضرورة قصوى من خطر قيام حرب أهلية جديدة في لبنان ناتجة عن توابع الحرب السابقة التي أعلن انتهاءها بينما الواقع يؤكد أن نذرها ما زالت قائمة لأن كل الأسباب موجودة والخلافات الكبيرة تظهر للعلن من وقت لوقت بين أبناء الوطن الواحد وحتى بين أبناء الطائفة الواحدة”.

وأوضح أنه تنبه لخطورة قيام حرب أهلية جديدة عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان والتي اعتبرها مؤشرات واضحة لبوادر حرب أهلية أكبر خاصة بالنسبة لجيله الذي عاش الحرب وشارك فيها منذ بداياتها والذي لن يتحمل- حسب قوله- تبعات حرب جديدة.

وقدم العرض أسلوبا مسرحيا مختلفا حيث لا توجد خشبة مسرح تقليدية وإنما “أريكة” يجلس عليها الأبطال الأربعة طيلة العرض ليتبادلوا سرد الأحداث التي تشهد تحولات متواصلة في المواقف والانتماءات وتنتقل حسب الروايات بين مناطق لبنان المختلفة وإلى مصر وسوريا والأراضي الفلسطينية وتونس ثم إلى أفغانستان وقت الحرب الأفغانية ضد السوفيت وإلى البوسنة والهرسك وقت الاجتياح الصربي لها.

وأشار المخرج إلى أن العرض قوبل برفض من جميع الطوائف اللبنانية تقريبا لأنه قدم سردا مغايرا لتاريخ الحرب الأهلية لم يعجب أيا من أطرافها الذين يحكي كل منهم أحداثها من وجهة نظره الخاصة و”التي تتهم الآخرين بالخيانة أو العمالة في محاولة لمحو وساخاتهم” بينما المسرحية تنبش الكثير من القبور والجحور المدفونة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى