> «الأيام» فردوس العلمي:
تساؤلات عديدة طرحت بقوة على طاولة ورشة العمل حول سبل تحسين الأحياء العشوائية ليومها الثاني على التوالى بهدف إيجاد حلول فاعلة للحد من العشوائية وتحسين تلك الأحياء، حيث تسعى الورشة إلى تحسين حياة السكان المهمشين في المناطق الحضرية في جميع جوانب الحياة المختلفة من خلال تدريب المسئولين في البلديات والمختصين المحليين لمعرفة طبيعة وحجم الأحياء العشوائية، ونقاش الورشة لعدد من أوراق العمل بهدف تعزيز المفاهيم البيئية بحيث تكون لها أبعادها في كافة الجوانب الحياتية، وفي الجلسة الثالثة ناقشت الورشة ورقة العمل الأولى بعنوان )الآثار البيئية عن السكن العشوائي والتجمعات السكانية غير المنظمة( استعرضت فيها أسباب انتشار السكن العشوائي وأهم مساوئه والمشكلات الناتجة عنه، بينما تحدثت الورقة الثانية عن )أثر التغير الحضري في تحسين الوضع العمراني والبيئي في المناطق المتدهورة(. وعلى هامش الورشة التقت “الأيام” عدداً من المشاركين في أعمال الورشة لتسليط الضوء على أهم ما تناولته الورشة من أوراق عمل، وعن أهمية الورشة في سبيل التحسين وتنظيم المناطق العشوائية والرؤية المستقبلية لها.
كان أول المتحدثين الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن حيث قال:” الورشة تناقش مشكلة قائمة يجب علينا الاعتراف بها، فليست محافظة عدن فقط من تعانيها ولكن كل المدن اليمنية وفي معظم الدول العربية”. وأوضح أن:” العشوائية تكون أحزمة حول المدن، وتؤخذ الفراغات داخل المدن لتصبح بعدها عشوائيات، و هي من المشاكل التي أصبحت تضر بالبيئة والسكان والمساكن وبالمدن القائمة عليها”. وأكد بأن المحافظة وفقت في الحد من البناء العشوائي خلال الفترة الماضية بمساعدة الجميع، مشيراً إلى وجود خطة عمل للتعامل مع البناء العشوائي ليتم إزالته أو معالجته على اعتبار أنه وضع قائم ومتراكم من فترة طويلة. وأضاف:” نحن لايمكن أن نرمي الناس في الشوارع أو نكسر منازلهم، ما لم نجد معالجات حقيقية، وعلينا أن نستفيد من تجارب الآخرين”. وأوضح بأن:” المحافظة بدأت في تخطيط المدن العشوائية والشعبية لمعرفة إمكانية التغلب على هذه المشكلة، هل من خلال تنفيذ بعض الشوارع التي تساعد على توصيل الخدمات لهذه الأحياء بحيث تظل أحياء شعبية؟ أم أنه لابد من تخطيط حضاري يساعد على توقيف التوسعات فيها حتى يتم إعادة بنائها بشكل حضري وسليم؟”. وقال:” نحن نهدف إلى أن تكون عدن عام 2020م مدينة خالية من العشوائية، فعدن مدينه وهبها الله من الجمال ما لم يهبه مدينة أخرى ولايجوز لنا أن نعبث بها، مؤكداً أن البناء العشوائي عبث وإهدار وتشويه لأى مدينة حضارية، مشيراً إلى وجود ظروف صعبة للمواطن وفقر، ولكن عندما نساعد هذا المواطن بإيجاد سكن عشوائي نضره أكثر مما نساعده، مؤكداً أن معظم المواقع العشوائية توجد فيها المشاكل البيئية والصحية والأخلاقية بكل مخاطرها، والبناء العشوائي خطأ كبير ويجب ألا يستمر”. وأشاد الأخ المحافظ بدور كافة وسائل الإعلام لما تقوم به من توعية حول المخاطر البيئية، وقال:” نتمنى أن نستمر بشكل متواصل حتى يترسخ في ذهن المواطن، ونحن حالياً نشعر بوعي المواطن، حيث نتلقى العديد من البلاغات من قبل المواطنين عن أى بناء عشوائي في أحيائهم، شاكراً كل مواطن يتجاوب من أجل مصلحة المواطن والوطن”. وأضاف:” نحن نحرص على أن نجد للفقير مكاناً دائماً لايتعرض للتخريب أو الإزالة”
< العميد عبدالله عبده قيران مدير الأمن يؤكد:” أن مشكلة العشوائي قائمة والاعتراف بوجود تلك المشكلة هو بداية الطريق لحلها، فمشكلة العشوائي أخذت أبعاداً كثيرة وسلبية في الواقع العملي، منها أبعاد اجتماعية واقتصادية وأمنية بالإضافة إلى الأبعاد الصحية والبيئية، داعياً الجميع لتحمل المسئولية لتحقيق المعالجات لهذه المشكلة من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين التي تتناولها أوراق العمل المقدمة في الورشة التي تناقش هذة الظاهرة وتحدد مسبباتها، وبالتالي علينا أن نعمل وفق الإمكانيات المتوفرة في كل بلد وخصوصياته وطبيعة ظروف تلك التجمعات”.وأكد بأن مشكلة البناء العشوائي في مدينة عدن لها انعكاسات سلبية تأتي على الجانب الأمني من حيث مواجهة الكوارث والطوارئ التي من الممكن أن تحتاج فيها إلى وصول سيارات الإسعاف والإطفاء لمواجهتها. وأضاف:” المواقع العشوائية تعتبر وكراً للخارجين عن القانون الذين يعملون على الإساءة للمجتمع في جوانب أخلاقية وبيئية تضر المجتمع ككل، وندعو إلى ضرورة تظافر الجهود لحل مشكلة العشوائي من جذورها”. م.د خالد عمر تدمري عضو مجلس بلدية طرابلس- لبنان رئيس لجنة الآثار والتراث:” ورقة العمل المقدمة تخص مدينة طرابلس التاريخية تناولت فيها مشكلة العشوائيات التي سببتها الحرب في لبنان والفلتان الأمني والقانوني والرقابي مما أدي إلى انتشار العشوائيات في محيط المدينة القديمة وتشكيل حزام من البؤس والحرمان حول المدينة القديمة”. وأوضح بأن مدينة طربلس حالياً وضعت عدة خطط لإنقاذ محيط المدينة التاريخية ولتنشيط السياحة فيها، وكان الهدف الأساسي تحسين وضع هذه العشوائيات ونقل المؤثر منها بشكل مباشر على السياحة، وقد تم تحسين بعض واجهات هذا العشوائيات وتأمين كل الاحتياجات الأولية وتجميلها بما يلائم المدينة القديمة وإعطائها الطابع التراثي، والذي يشكل خطراً على المدينة تم نقله إلى مجمعات سكنية جديدة بنيت بطراز حديث وملائم للطابع التراثي للمدينة
< د. إسلام حمدي الغنيمي أستاذ مشارك في كلية الهندسة جامعة البحرين وكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية يقول:” تناولت الورقة كنموذج منطقة كوم الدكة بالإسكندرية، وهي منطقة قديمة لها وضع تاريخي من قبل الميلاد، وإطار عملها كان ل المشاركة مع الدكتورة الباحثة المناخ داليا الدرديري برعاية الأكاديمية العربية للهندسة والتكنولوجيا التابعة لجامعة الدول العربية، وكان الغرض الارتقاء بالسكان وتحسين المعيشة، وإيجاد فرص عمل لتقضي على نسبة البطالة المتزايدة بالإضافة إلى تقليل المخاطر التي تنتج عنها”. وأضاف:” المنطقة تقع في وسط المدينة محاطة بمناطق غاية في الثراء والفن المعماري عكس المناطق الداخلية للمنطقة التي تعاني التدهور في الحالة السكانية، وركزت الورقة على كيفية تطوير وتحسين البيئة الموجودة وتوفير فرص عمل لإعادة المنطقة لوضعها الطبيعي، بالإضافة إلى عمل نوع من الدراسة والتحليل لحالة السكان والإحصائيات عن السكان ونسبهم والأعمال التي يقومون بها إلى جانب رصد وتقييم حالة السكان والمنطقة العمرانية الموجودة، واستخدمت طريقة لتحليل العمل وتقييم وتوثيق المعلومات وضعت لها خارطة جغرافية تتيح لمتخذ القرار اتخاذ القرار المناسب للحالة، والجزء الثاني تناول المشاركة الشعبية وأهمية التفاعل مع متخذ القرار ليكون عاملاً مساعداً، وإيجاد دعوة للمستثمرين ورؤوس الأموال للاستثمار في تلك المناطق، كما تناولت الورقة عدداً من التوصيات”. وأكد بأن:” البناء العشوائي هو دراسات حالة تختلف من منطقة لأخرى وكل منطقة تحتاج لدراسة مفصلة عنها”
< الأخ مهدى أحمد هادي مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة إب يقول:” ورشة العمل تهدف إلى تحسين الأحياء العشوائية، وهذه الورشة ستساعد في اتخاذ الكثير من المعالجات الهادفة نيلتحس الأحياء العشوائية والبيئية فيها”. وتحدث عن تجربة مدينة إب التي عالجت الكثير من المشاكل العشوائية في معظم أحياء المدينة، وتم شق الشوارع الفرعية التي تنتهي إلى معظم الأحياء المغلقة إضافة إلى ربط الأحياء القديمة بعاصمة المحافظة من خلال إعداد المخططات التفصيلية لوحدات الجوار التي ساعدت في الحد من البناء العشوائي. وأضاف:” استطعنا أن نوصل الكثير من الخدمات منها خدمات الرصف والخرسانة والإنارة التي أحدثت الكثير من تحسين مستوى الخدمات الاجتماعية في الأحياء السكنية بالإضافة إلى المحافظة على الأحياء ل ترميمها القديمة في مدينة إب المناخ وطلائها للمحافظة على الطراز القديم”. وقال:” تم إزالة ما لايقل عن 85 منزلاً كانت واقعة في معظم الشوارع الرئيسية والدائرية وتم تعويض أكثر من 58 مواطناً بأكثر من 215 مليوناً بدعم الدولة لمعالجة البناء العشوائي”
< جميل أنور مدير إدارة التنمية الاقتصادية يقول:” اختيار عدن من قبل المعهد العربي لإنماء المدن في انعقاد الورشة كونها تمتلك إستراتيجية للتنمية الاقتصادية المحلية CDSبالإضافة إلى مخطط عام توجيهي Master plan وتمثل أهميتها في مشاركة عدن في تحقيق الهدف رقم (11) من أهداف الألفية )مدن بلا أحياء فقيرة لترقية الأحياء العشوائية من المناخ خلال القيام بتحسينات عمرانية اجتماعية واقتصادية وبيئية”. “ ويشارك في هذه الورشة (12) مدينة منها (7) مدن عربية، وأهم شيء يتركز في كيفية نقل المعلومة من داخل أوراق العمل وتوصيلها إلى كافة أفراد المجتمع في اليمن فهذه العملية تنصب على مثلث القضاء على العشوائية، طرفها الأول السلطة ورجال المال والأعمال وقاعدتها المواطن”. وأشار إلى أن عملية تحسين الأحياء العشوائية في الإطار الإقليمي لابد أن تسبقها عملية إعداد إستراتيجية للنمو الاقتصادي، ومدينة عدن تمتلك إستراتيجية تنموية اقتصادية ولها رؤية إستراتيجية لجعل المناخ عدن مدينة حديثة ترتكز على مميزاتها النسبية والتنافسية من ميناء ومطار ومنطقة حرة بالإضافة إلى التجارة العالمية والسياحة
< د. علي ماديوا من المعهد العربي لإنماء المدن يتحدث عن وجهة نظر المعهد في قضية العشوائية في بعض الدول العربية:” المعهد يعمل في كل المدن العربية كمتعاون مع البنك الدولي وتحالف الدول، وتم أخذ أربع عينات من المدن العربية هي الإسكندرية، عمان، عدن ومراكش، وحالياً انتهينا من عدن وقبلها عمان وسنتجه إلى مراكش في أول ديسمبر القادم”. ويضيف:” يسلط المعهد الضوء على المشكلة باعتبارها عالمية، ولخاصية الوطن العربي وكون السكن يتعلق بالثقافة يريد العالم والبنك الدولي معرفة دور المدن العربية في حل هذه المشكلة العالمية للاستفادة من تجارب الآخرين، وتهدف الورشة إلى تسليط الضوء على المشكلة وأنواع السكن العشوائي، وتمت ملاحظة وجود أربعة أنواع من السكن العشوائي في العالم العربي يبدأ من طوابق متعددة إلى سكن صفيح في المغرب العربي وسكن من مواد مختلفة حسب البيئة المحلية وحسب أقاليم العالم العربي الأربعة وهي )المغرب العربي، شمال أفريقيا، منطقة الشام والخليج واليمن التي تعتبر من منطقة الخليج(”.
وأشاد الدكتور ماديوا بأعمال الورشة والمشاركة العالية من المشاركين مما يدل على أن الجميع مستوعب لخطورة المشكلة وحجمها وضرورة تكاتف الجميع للمساعدة في حل هذه المشكلة ونتوقع أن نخرج بتوصيات تساعدنا في الإقليم وفي العالم ككل
< علي فريش مبارك من الهيئة العامة للتطوير العمراني- دولة قطر قال:” قضية العشوائية قضية متشعبة، وجميع المشارك طرح نقاطاً تختلف عن الأخرى، مؤكداً بأن انعقاد هذه الورشة هو بداية العمل للقضاء على المشكلة العشوائية والوصول للحلول النهائية للقضاء عليها، فالعملية كما يقول الأخوة المشاركون تحتاج إلى أمور مالية ومجتمعية، ونتمنى أن تخرج الورشة بنتائج إيجابية حتى 50 % للقضاء على العشوائية”
< د. وفاء عبدالمنعم عامر أستاذ بكلية التخطيط العمراني في جامعة القاهرة:” الورقة لاتطرح حلولاً بقدر ما تطرح خلاصة التجارب والمقترحات للحل، لتصل للمناخ استعراض عشرة تجارب إلى أن الحل يجب أن يكون متكاملاً يشمل الجوانب الإنسانية والاجتماعية والثقافية جنباً إلى جنب مع العوامل الاجتماعية، بالإضافة إلى أن مشاركة الأهالي في كافة مراحل العمل بدءا من التخطيط إلى التنفيذ أساس مهم جداً لاستدامة المشروع ونجاحه”. )يتبع(
كان أول المتحدثين الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن حيث قال:” الورشة تناقش مشكلة قائمة يجب علينا الاعتراف بها، فليست محافظة عدن فقط من تعانيها ولكن كل المدن اليمنية وفي معظم الدول العربية”. وأوضح أن:” العشوائية تكون أحزمة حول المدن، وتؤخذ الفراغات داخل المدن لتصبح بعدها عشوائيات، و هي من المشاكل التي أصبحت تضر بالبيئة والسكان والمساكن وبالمدن القائمة عليها”. وأكد بأن المحافظة وفقت في الحد من البناء العشوائي خلال الفترة الماضية بمساعدة الجميع، مشيراً إلى وجود خطة عمل للتعامل مع البناء العشوائي ليتم إزالته أو معالجته على اعتبار أنه وضع قائم ومتراكم من فترة طويلة. وأضاف:” نحن لايمكن أن نرمي الناس في الشوارع أو نكسر منازلهم، ما لم نجد معالجات حقيقية، وعلينا أن نستفيد من تجارب الآخرين”. وأوضح بأن:” المحافظة بدأت في تخطيط المدن العشوائية والشعبية لمعرفة إمكانية التغلب على هذه المشكلة، هل من خلال تنفيذ بعض الشوارع التي تساعد على توصيل الخدمات لهذه الأحياء بحيث تظل أحياء شعبية؟ أم أنه لابد من تخطيط حضاري يساعد على توقيف التوسعات فيها حتى يتم إعادة بنائها بشكل حضري وسليم؟”. وقال:” نحن نهدف إلى أن تكون عدن عام 2020م مدينة خالية من العشوائية، فعدن مدينه وهبها الله من الجمال ما لم يهبه مدينة أخرى ولايجوز لنا أن نعبث بها، مؤكداً أن البناء العشوائي عبث وإهدار وتشويه لأى مدينة حضارية، مشيراً إلى وجود ظروف صعبة للمواطن وفقر، ولكن عندما نساعد هذا المواطن بإيجاد سكن عشوائي نضره أكثر مما نساعده، مؤكداً أن معظم المواقع العشوائية توجد فيها المشاكل البيئية والصحية والأخلاقية بكل مخاطرها، والبناء العشوائي خطأ كبير ويجب ألا يستمر”. وأشاد الأخ المحافظ بدور كافة وسائل الإعلام لما تقوم به من توعية حول المخاطر البيئية، وقال:” نتمنى أن نستمر بشكل متواصل حتى يترسخ في ذهن المواطن، ونحن حالياً نشعر بوعي المواطن، حيث نتلقى العديد من البلاغات من قبل المواطنين عن أى بناء عشوائي في أحيائهم، شاكراً كل مواطن يتجاوب من أجل مصلحة المواطن والوطن”. وأضاف:” نحن نحرص على أن نجد للفقير مكاناً دائماً لايتعرض للتخريب أو الإزالة”
< العميد عبدالله عبده قيران مدير الأمن يؤكد:” أن مشكلة العشوائي قائمة والاعتراف بوجود تلك المشكلة هو بداية الطريق لحلها، فمشكلة العشوائي أخذت أبعاداً كثيرة وسلبية في الواقع العملي، منها أبعاد اجتماعية واقتصادية وأمنية بالإضافة إلى الأبعاد الصحية والبيئية، داعياً الجميع لتحمل المسئولية لتحقيق المعالجات لهذه المشكلة من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين التي تتناولها أوراق العمل المقدمة في الورشة التي تناقش هذة الظاهرة وتحدد مسبباتها، وبالتالي علينا أن نعمل وفق الإمكانيات المتوفرة في كل بلد وخصوصياته وطبيعة ظروف تلك التجمعات”.وأكد بأن مشكلة البناء العشوائي في مدينة عدن لها انعكاسات سلبية تأتي على الجانب الأمني من حيث مواجهة الكوارث والطوارئ التي من الممكن أن تحتاج فيها إلى وصول سيارات الإسعاف والإطفاء لمواجهتها. وأضاف:” المواقع العشوائية تعتبر وكراً للخارجين عن القانون الذين يعملون على الإساءة للمجتمع في جوانب أخلاقية وبيئية تضر المجتمع ككل، وندعو إلى ضرورة تظافر الجهود لحل مشكلة العشوائي من جذورها”. م.د خالد عمر تدمري عضو مجلس بلدية طرابلس- لبنان رئيس لجنة الآثار والتراث:” ورقة العمل المقدمة تخص مدينة طرابلس التاريخية تناولت فيها مشكلة العشوائيات التي سببتها الحرب في لبنان والفلتان الأمني والقانوني والرقابي مما أدي إلى انتشار العشوائيات في محيط المدينة القديمة وتشكيل حزام من البؤس والحرمان حول المدينة القديمة”. وأوضح بأن مدينة طربلس حالياً وضعت عدة خطط لإنقاذ محيط المدينة التاريخية ولتنشيط السياحة فيها، وكان الهدف الأساسي تحسين وضع هذه العشوائيات ونقل المؤثر منها بشكل مباشر على السياحة، وقد تم تحسين بعض واجهات هذا العشوائيات وتأمين كل الاحتياجات الأولية وتجميلها بما يلائم المدينة القديمة وإعطائها الطابع التراثي، والذي يشكل خطراً على المدينة تم نقله إلى مجمعات سكنية جديدة بنيت بطراز حديث وملائم للطابع التراثي للمدينة
< د. إسلام حمدي الغنيمي أستاذ مشارك في كلية الهندسة جامعة البحرين وكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية يقول:” تناولت الورقة كنموذج منطقة كوم الدكة بالإسكندرية، وهي منطقة قديمة لها وضع تاريخي من قبل الميلاد، وإطار عملها كان ل المشاركة مع الدكتورة الباحثة المناخ داليا الدرديري برعاية الأكاديمية العربية للهندسة والتكنولوجيا التابعة لجامعة الدول العربية، وكان الغرض الارتقاء بالسكان وتحسين المعيشة، وإيجاد فرص عمل لتقضي على نسبة البطالة المتزايدة بالإضافة إلى تقليل المخاطر التي تنتج عنها”. وأضاف:” المنطقة تقع في وسط المدينة محاطة بمناطق غاية في الثراء والفن المعماري عكس المناطق الداخلية للمنطقة التي تعاني التدهور في الحالة السكانية، وركزت الورقة على كيفية تطوير وتحسين البيئة الموجودة وتوفير فرص عمل لإعادة المنطقة لوضعها الطبيعي، بالإضافة إلى عمل نوع من الدراسة والتحليل لحالة السكان والإحصائيات عن السكان ونسبهم والأعمال التي يقومون بها إلى جانب رصد وتقييم حالة السكان والمنطقة العمرانية الموجودة، واستخدمت طريقة لتحليل العمل وتقييم وتوثيق المعلومات وضعت لها خارطة جغرافية تتيح لمتخذ القرار اتخاذ القرار المناسب للحالة، والجزء الثاني تناول المشاركة الشعبية وأهمية التفاعل مع متخذ القرار ليكون عاملاً مساعداً، وإيجاد دعوة للمستثمرين ورؤوس الأموال للاستثمار في تلك المناطق، كما تناولت الورقة عدداً من التوصيات”. وأكد بأن:” البناء العشوائي هو دراسات حالة تختلف من منطقة لأخرى وكل منطقة تحتاج لدراسة مفصلة عنها”
< الأخ مهدى أحمد هادي مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة إب يقول:” ورشة العمل تهدف إلى تحسين الأحياء العشوائية، وهذه الورشة ستساعد في اتخاذ الكثير من المعالجات الهادفة نيلتحس الأحياء العشوائية والبيئية فيها”. وتحدث عن تجربة مدينة إب التي عالجت الكثير من المشاكل العشوائية في معظم أحياء المدينة، وتم شق الشوارع الفرعية التي تنتهي إلى معظم الأحياء المغلقة إضافة إلى ربط الأحياء القديمة بعاصمة المحافظة من خلال إعداد المخططات التفصيلية لوحدات الجوار التي ساعدت في الحد من البناء العشوائي. وأضاف:” استطعنا أن نوصل الكثير من الخدمات منها خدمات الرصف والخرسانة والإنارة التي أحدثت الكثير من تحسين مستوى الخدمات الاجتماعية في الأحياء السكنية بالإضافة إلى المحافظة على الأحياء ل ترميمها القديمة في مدينة إب المناخ وطلائها للمحافظة على الطراز القديم”. وقال:” تم إزالة ما لايقل عن 85 منزلاً كانت واقعة في معظم الشوارع الرئيسية والدائرية وتم تعويض أكثر من 58 مواطناً بأكثر من 215 مليوناً بدعم الدولة لمعالجة البناء العشوائي”
< جميل أنور مدير إدارة التنمية الاقتصادية يقول:” اختيار عدن من قبل المعهد العربي لإنماء المدن في انعقاد الورشة كونها تمتلك إستراتيجية للتنمية الاقتصادية المحلية CDSبالإضافة إلى مخطط عام توجيهي Master plan وتمثل أهميتها في مشاركة عدن في تحقيق الهدف رقم (11) من أهداف الألفية )مدن بلا أحياء فقيرة لترقية الأحياء العشوائية من المناخ خلال القيام بتحسينات عمرانية اجتماعية واقتصادية وبيئية”. “ ويشارك في هذه الورشة (12) مدينة منها (7) مدن عربية، وأهم شيء يتركز في كيفية نقل المعلومة من داخل أوراق العمل وتوصيلها إلى كافة أفراد المجتمع في اليمن فهذه العملية تنصب على مثلث القضاء على العشوائية، طرفها الأول السلطة ورجال المال والأعمال وقاعدتها المواطن”. وأشار إلى أن عملية تحسين الأحياء العشوائية في الإطار الإقليمي لابد أن تسبقها عملية إعداد إستراتيجية للنمو الاقتصادي، ومدينة عدن تمتلك إستراتيجية تنموية اقتصادية ولها رؤية إستراتيجية لجعل المناخ عدن مدينة حديثة ترتكز على مميزاتها النسبية والتنافسية من ميناء ومطار ومنطقة حرة بالإضافة إلى التجارة العالمية والسياحة
< د. علي ماديوا من المعهد العربي لإنماء المدن يتحدث عن وجهة نظر المعهد في قضية العشوائية في بعض الدول العربية:” المعهد يعمل في كل المدن العربية كمتعاون مع البنك الدولي وتحالف الدول، وتم أخذ أربع عينات من المدن العربية هي الإسكندرية، عمان، عدن ومراكش، وحالياً انتهينا من عدن وقبلها عمان وسنتجه إلى مراكش في أول ديسمبر القادم”. ويضيف:” يسلط المعهد الضوء على المشكلة باعتبارها عالمية، ولخاصية الوطن العربي وكون السكن يتعلق بالثقافة يريد العالم والبنك الدولي معرفة دور المدن العربية في حل هذه المشكلة العالمية للاستفادة من تجارب الآخرين، وتهدف الورشة إلى تسليط الضوء على المشكلة وأنواع السكن العشوائي، وتمت ملاحظة وجود أربعة أنواع من السكن العشوائي في العالم العربي يبدأ من طوابق متعددة إلى سكن صفيح في المغرب العربي وسكن من مواد مختلفة حسب البيئة المحلية وحسب أقاليم العالم العربي الأربعة وهي )المغرب العربي، شمال أفريقيا، منطقة الشام والخليج واليمن التي تعتبر من منطقة الخليج(”.
وأشاد الدكتور ماديوا بأعمال الورشة والمشاركة العالية من المشاركين مما يدل على أن الجميع مستوعب لخطورة المشكلة وحجمها وضرورة تكاتف الجميع للمساعدة في حل هذه المشكلة ونتوقع أن نخرج بتوصيات تساعدنا في الإقليم وفي العالم ككل
< علي فريش مبارك من الهيئة العامة للتطوير العمراني- دولة قطر قال:” قضية العشوائية قضية متشعبة، وجميع المشارك طرح نقاطاً تختلف عن الأخرى، مؤكداً بأن انعقاد هذه الورشة هو بداية العمل للقضاء على المشكلة العشوائية والوصول للحلول النهائية للقضاء عليها، فالعملية كما يقول الأخوة المشاركون تحتاج إلى أمور مالية ومجتمعية، ونتمنى أن تخرج الورشة بنتائج إيجابية حتى 50 % للقضاء على العشوائية”
< د. وفاء عبدالمنعم عامر أستاذ بكلية التخطيط العمراني في جامعة القاهرة:” الورقة لاتطرح حلولاً بقدر ما تطرح خلاصة التجارب والمقترحات للحل، لتصل للمناخ استعراض عشرة تجارب إلى أن الحل يجب أن يكون متكاملاً يشمل الجوانب الإنسانية والاجتماعية والثقافية جنباً إلى جنب مع العوامل الاجتماعية، بالإضافة إلى أن مشاركة الأهالي في كافة مراحل العمل بدءا من التخطيط إلى التنفيذ أساس مهم جداً لاستدامة المشروع ونجاحه”. )يتبع(