عندما تغيب الحقيقة ...!!

> «الأيام» ســامي صالح الجمحي /قصيعر - حضرمــــوت

> عندما تسمع كلماتهم تعجب بها، بل وتفتخر وتغمرك السعادة لأن ما سيتمخض عن هذا الكلام شيء ولا في الأحلام، طموحات كنا نعدها من المستحيلات، لكن وا أسفاااه ...!!

تمخض الجبل فولد فأراً كالعادة ، وأصبحت الكلمات ليست حتى كالكلمات، بل شبيهة بفقاعات الصابون بكل جدارة واستحقاق، لكن ما تتميز به الكلمات أنها تصدر من بني البشر حاملي الخير والشر .

هي كلمات لا يكتنفها الغموض في بعض الأحيان، بل تحث على التقدم والنهوض، ويفهمها الصغير قبل الكبير، إلاّ قليل منها مأخود من قواميس جهابدة لغة الضباب وهذا ليس بقصد استعراض الإمكانات اللغوية وقدرات اللسان اللفظية بقدر ما هو تلميح لزيادة التمييع والتضييع، وإهدار الوقت المهدور أصلاً وفصلاً، والسامعون صامتون تارة ويهمسون تارة أخرى ويتمتمون على بعضهم أملاً في تحقيق المسموع وأملا ألاّ يكون الكلام مصنوعا خصيصاً لهذه اللحظة ويذوب في غمضة عين، وألاّ يكون سخرية من العقول البشرية .

فاللامر سيّان سواء سمعت هذه الكلمات في الاجتماع أو من المذياع أو حتى من أبسط تجمع في الشارع، فالأسماع لا تتقبلها ولا تتلقفها لأنها عديمة الجودة والفائدة كالبحر تماماً يلفظ الجيفة النتنة ولا يبتلعها لأن أصحابها يقولونها هراء وجزافا فهي بلا معنى ولا طعم .

فعندما تفقد الكلمة معناها ومغزاها، تهتز الثقة بين الطرفين وتتوه الحقيقة مع صدى الكلمات، وتبقى نظرات الحيرة والاستغراب ويغشى المكان الضباب، فتضيع صورة الحقيقة وتصبح رتيبة ومملة كالسراب يحسبه الظمآن ماء وحين تسمعهم فعجباً لقولهم كأنهم يخاطبون أناساً لا يعقلون فمقاصدهم غير مفندة، وألفاظهم مقلدة، وأفكارهم الخائبة مهددة بالفشل والانحطاط .

ففي المّرة القادمة إذا أردت الاستماع فلا تنس أن تحضر معك حقيبة النفاق ونافق ثم نافق حتى تنفق حقيبتك والعياذ بالله من عاقبة النفاق وإلاّ ستدور في دوامة الحيرة والدهشة والشك التي قد تصيبك بالإعياء والإغماء .

فعندما تغيب الحقيقة يكون الكلام فضفاضاً كغثاء السيل قد يكون كثيراً ولكنه لا يشفع ولا ينفع، ولا يسمن ولا يغني من جوع، لأنه وببساطة ليس من القلب أصلاً حتى يدخل إلى قلوب السامعين.. فالحقيقة دائماً تظل غائبة إذا لم تصدق النوايا، فكيف إذن سنقنع الآخرين..؟ لأن الأفعال حتماً ستكون صفراً على الشمال فأرقام الحقائق تاهت لأنها هي الوحيدة التي لا تكذب ولا تتجمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى