لأول مرة في تاريخ اليمن ..إصلاح كابل الألياف الضوئية البحرية عدن جبيوتي من قبل كوادر محلية

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
«ماحك جلدك مثل ظفرك» مثل يتداوله العامة وأثبت صحته أيادي كوادر يمنية حين عملت على إصلاح عطب أصاب أحد كابلات الألياف البصرية البحرية في منطقة جولد مور حيث دفعتهم ثقة القيادة إلى إثبات الذات وتحقيق الفائدة للبلد فكانوا لها وعملوا بجهد كبير واختصروا زمناً كان من الممكن أن يطول إلى اكثر من أربعين يوماً واختزلوها لتكون يومين فقط حيث أنهوا المهمة بنجاح ليثبتوا أن هناك كادراً يمنياً قادراً على العمل وتحقيق النجاح إذا أوجدت له الفرصة ومنحته القيادة الثقة.

لتسليط الضوء على هذه المشكلة التقت «الأيام» بالأخوين الاخ عبدالوهاب أبو غانم الرئيس التنفيذي للشركة اليمنية للاتصالات الدولية والناطق الرسمي لها والمهندس جلال عبدالقادر عائش الرفاعي مسؤول المحطة البحرية للحديدة .

يقول الأخ عبد الوهاب أبو غانم:«في نهاية شهر رمضان واجهنا مشكلة وذلك في 4 أكتوبر حيت حصل عطل في كابل الألياف البصرية عدن جيبوتي في منطقة جولدمور الساحل الذهبي الذي يربط اليمن بشبكة تسمى SMW2 وهي شبكة ألياف بصرية بحرية تربط اليمن عبر كابل الفرع الذي يسمي كابل عدن جيبوتي وهو ضمن الشبكة وحصل العطل في الجانب اليمني».

وعن أسباب انقطاع الكابل البحري يقول: «إن الكوابل البحرية تتعرض للانقطاع بسبب السفن و الزحمة الشديدة على الاتصالات وقرب الكابل من الشاطئ أو قد يكون القطع من موتور قوارب الصيد بالإضافة إلى سباب طبيعية مثل الزلازل منها أحداث تسونومي التي أثرت على الكوابل البحرية أو المدى المائي». وقال:«ربما يكون القطع بفعل فاعل وهو ما حصل في هذه المشكلة ويؤكده الشهود الذين كانوا متواجدين في منطقة الحدث حيث أكدوا أن القطع تم في الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة ظهرا وهناك متهمون بمحاولة قطع الكابل وهم مازالوا معرضين للتحقيق والاستجواب»، مشيرا إلى أن «العطل حصل في وقت ذروة الاتصالات مما أوحى بأنه اذا انقطع الكابل تنقطع الاتصالات» مؤكدا «أن هذا ليس الكابل الوحيد وهناك بدائل أخرى فيوجد لدينا كابل عبر اليمن والسعودية واليمن وعمان بالإضافة إلى مشروع فلاجون الذي انضمت إليه اليمن حديثا والذي يربط اليمن عبر نقطتين واحدة في الحديدة والأخرى في الغيظة بالإضافة إلى الستلايت» موضحا أن مؤشر الحركة في هذه الفترة كان في أعلى مستوى خلال العام.

وقال:«تم تحديد العطل وقدمنا طلبا لإحدى السفن المتخصصة مقرها مارسيليا بفرنسا ولكن بسبب أن السفينة المطلوبة كان لديها عمل في اسبانيا واليونان لإصلاح أعطال كوابل بحرية هناك وكون السفينة ستأخذ وقتا طويلا للوصل إلى عدن ربما يستغرق أربعين يوما والوصول إلى موقع العطل محملة بقطع الغيار المطلوبة لمثل هذا العمل وتقوم بمعاينته فهي سفن متخصصة لصناعة وإصلاح الكوابل البحرية وتعمل على إصلاحها في حالة اصابتها بالعطل وللاستفادة من هذا الوقت تم إسناد المهمة لكوادر يمنية للقيام بإصلاح الكابل».

ويوضح الأخ أبو غانم «أن المهمة أسندت للفنيين في قسم صيانة الألياف البصرية البحرية في شركة تيليمن المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية فرع عدن وبإشراف زملاء لهم من الحديدة كون هناك محطة بحرية في الحديدة وبعد القيام بتحديد مشكلة العطل وجدوا أن العطل في مكان قريب من الشاطئ وقاموا بمحاولة لتحديد مسافة العطل في فترة الجزر ووجد الفنيون أن هناك إمكانية لإصلاح العطل بدون الحاجة للسفينة ولهذا تم استخدام قوارب محلية. وكان الكابل موجود على عمق 5 أمتار تحت سطح البحر وتبين وجود مسافة إضافية ملتوية من الكابل فتم إخرج الكابل إلى سطح الماء وإصلاحه وإعادة تشغيله وكان طلب السفينة مازال قائما».

مشيرا إلى «أن ما قام به الشباب تم توثيقه ونقله إلى إحدى الشركات العاملة في مجال الكوابل البحرية مارينا E وتم تقيم آلية الإصلاح ووجدوا أن ما قام به الشباب والمواد المستخدمة وطريقة رفع الكابل من تحت الماء لا توجد بها أي اشكالات و بان الكابل سيعمل لمدة طويلة بصورة سليمة».

وأفاد «بأن الفنيين اليمنيين قاموا من سابق بإصلاح كابلات على اليابسة وفي مياه الامطار والسيول ولكن هذه كانت أول مرة يقومون بعملية الإصلاح في المجال البحري».

وعن تكلفة السفينة في حالة قيامها بالإصلاح قال:«تعتمد تكلفة السفينة على طبيعة الإصلاح والعطل وتشمل التكلفة قيمة الإبحار والمعدات المستخدمة سواء تحت الماء أو فوق الماء وتأتي الفاتورة بعد إتمام عملية الإصلاح بحوالي شهر وهو معيار متعارف عليه دوليا». وقال:«إذا لم يقم الشباب بالإصلاح كانت التكلفة ستكون مضاعفة والمسألة ليست مسألة تكلفة بقدر ما هي مسألة وقت والفريق اختصر الوقت». وقال: «نحن نشيد بهذه التجربة». سألته ما هي المكافأة المقدمة لهؤلاء الفنيين؟ فقال:«أولاً الشكر والتقدير لما قاموا به وأما المكافأة المالية فهي ليست مكافأة بقدر ما هي مستحقات وأجور أتعاب». وعن جديد شركة تيليمن قال:«تيليمن تعتبر البوابة الرئيسية للاتصالات الدولية سواء الاتصالات الهاتفية الصوتية أو حركة البيانات والمعطيات، والجديد حاليا تقديم خدمات جديدة تربط ما بين المعطيات والصوتيات IP بالإضافة إلى دراسة مشروع تحسين خدمات الانترنت بواسطة الـ (د سي ال) تتضمنها الخطة الخمسية 2012-2008م ولكن حاليا لم يتم استكمال الدراسات فمازالت قيد الدراسة».

المهندس جلال عبدالقادر عائش الرفاعي مسؤل المحطة البحرية للحديدة قال:«تم التنسق مع المؤسسة العامة وفنيي الألياف الضوئية في المؤسسة وعند الوصول إلى الموقع وجدوا أن القطع يبعد حوالي 120 مترا من الشاطئ في عمق البحر ولهذا تم الاستعانة بثلاثة قوارب صيد وربطها ببعضها لكي تشكل منصة عائمة لكي يتسنى لنا البدء في عملية الإصلاح».

ويضيف:«وقد بدأ العمل في 25 أكتوبر وتم توصيل الشعيرات الست وربطها ببعضها في وحدة التوصيل الخاصة بالألياف الضوئية (صممت لليابسة).. ونتيجة لاقتصار خبرة الزملاء على البر واليابسة تم تعديلها Cable join kit بمواد وفرناها من السوق المحلي مثل مواد تغليف كابلات الضغظ العالي للكهرباء مع بعض التعديلات وابتكار وسائل لمنع تسريب الماء إلى نقطة الربط حيث يوجد تيار كهرباء من ضمن الكابل.. وبعد التأكد من العمل تم إنزال الكابل إلى الماء يوم 29 أكتوبر».

وفي ختام حديثه توجه بالشكر للأخ وزير الاتصالات المهندس كمال الجبري الذي كان على رأس المتابعين للفريق العامل خطوة بخطوة وكذا الأخوين عبدالوهاب أبو غانم وعبدالرحمن المطري «اللذين كان لهما الأثر الكبير في تنفيذ هذا المشروع التاريخي».

هكذا هي الثقة عندما تزرع وتغذى من قبل القيادة ونؤكد أن لدينا شبابا قادرين على العمل واختصار الوقت وتخفيف الكلفة.ونتمنى أن تشمل هؤلاء الفنيين العناية والرعاية التامة وأن تعطى لهما دورات تأهيلة داخلية وخارجية لزيادة مهارتهم العملية والعلمية ليكونوا فنيين يعتمد عليهم دون الحاجة للآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى