احمدي نجاد لا يرغب في استخدام النفط كسلاح لكنه "يعرف كيف يرد" اذا ما هوجمت ايران

> الرياض «الأيام» وسام كيروز :

>
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد
قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس الأحد ان الجمهورية الاسلامية لا ترغب في استخدام النفط كسلاح سياسي، الا انها "ستعرف كيف ترد" اذا ما هاجمتها الولايات المتحدة، كما شن هجوما عنيفا على الدولار الذي يقود حملة ضد اعتماده حصرا في تسعير النفط.

وقال احمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده في الرياض في ختام قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) "لا نرغب في اي وقت ان يستخدم البترول كسلاح (سياسي) او نلجأ الى اجراءات غير مشروعة (..)".

الا انه اضاف "لكن اذا اخذت اميركا خطوة ضدنا فنحن نعرف كيف نرد".

وكرر احمدي نجاد الذي يراس ثاني اكبر بلد مصدر للنفط، استبعاده لاي ضربة توجهها الولايات المتحدة لبلاده، معتبرا انه "ليست هناك اي ارضية لنشوب حرب جديدة في المنطقة".

وقال ان "الادارة الاميركية تعرف انه في حال ارتكابها حماقة (ضرب ايران) ستتحول المنطقة برمتها الى حالة صعبة جدا حيث لن يجد الاميركيون مكانا لهم في المنطقة".

واضاف "هناك في اميركا اناس عقلاء، وهؤلاء لن يسمحوا لاحد بارتكاب مثل هذا الخطأ الفادح (..) هذه المنطقة لن تشهد حربا اذ ليس هناك سبب للقلق".

واعتبر الرئيس الايراني الذي يخوض مواجهة محتدمة مع الغرب على خلفية برنامج بلاده النووي، ان الادارة الاميركية "اصبحت في وضع هش (..) والسياسات الاميركية في منطقتنا ليست فاعلة" وان التدابير التي اتخذتها "من اجل فرض الهيمنة على الشرق الاوسط ومصادر النفط، قد منيت بالهزيمة والفشل".

واضاف احمدي نجاد "نحن على قناعة بان التهديدات (الاميركية هي) في الدرجة الاولى من اجل التستر على الهزائم الفادحة التي تحملها الاميركيون (في اشارة منه الى العراق وافغانستان ولبنان)، وفي الدرجة الثانية من اجل الحصول على امتيازات من دول المنطقة".

واذ استغرب احمدي نجاد سؤالا وجه اليه حول تهديدات ايرانية بضرب دول الخليج اذا ما تعرضت ايران لهجوم اميركي، اشار الى عدم وجود تهديدات مماثلة، واعطى جوابا ملتبسا حول موقف بلاده من الاقتراح الخليجي بانشاء كونسورسيوم متعدد الجنسيات يتيح لدول الشرق الاوسط الحصول على اليورانيوم المخصب.

وقال في مؤتمره الصحافي ردا على سؤال حول اقتراح انشاء الكونسورسيوم "نحن نرحب باي اقتراح بناء لا سيما عندما ياتي من اخواننا واصدقائنا (..) وناخذه بالاعتبار".

وعندما طلبت منه احدى الصحافيات ايضاح رده اكثر، قال "انتهت الاجابة"، ثم كرر العبارة نفسها.

الا انه عاد واضاف في الترجمة العربية الفورية لتصريحاته بالفارسية "نقول مرة اخرى ان مسالة الملف النووي الايراني قد حسمت (..) واليوم ايران تمسك بزمام امر الوقود (النووي) وعلى اميركا ان تخضع لهذه الحقيقة، لكن سوف نتدارس اي اقتراح" بناء.

وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قال في مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق ان الرئيس الايراني لم يناقش في الرياض اقتراح انشاء الكونسورسيوم، معربا لفرانس برس عن الامل بان تتم مناقشة هذا الاقتراح الا انه ذكر بان الايرانيين "رفضوا في الواقع"، في اشارة الى رد سابق اعلنه الايرانيون.

وكان الامير سعود الفيصل اعلن في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر ان مجلس التعاون الخليجي اقترح على ايران انشاء كونسورسيوم مفتوح امام جميع دول الشرق الاوسط التي تطلب ذلك، يؤمن لمفاعلاتها النووية الكمية الكافية من اليورانيوم المخصب مع التاكد من عدم استخدامه في برامج عسكرية.

الا ان ايران اعلنت على لسان مسؤول رفيع في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر رفضها هذا الاقتراح.

وعلى المستوى الاقتصادي، شن احمدي نجاد مجددا هجوما على الدولار الاميركي الذي قال انه "فقد قيمته الاقتصادية" لا سيما ان مستواه الضعيف بات يقضم من عائدات الدول النفطية.

وقال "ياخذون منا النفط ويعطونا اوراقا لا قيمة لها"، معربا عن امله في ان تقر منظمة اوبك في اجتماعاتها المقبلة الاقتراح الايراني بتسعير النفط بعملة قوية اخرى غير الدولار، كاليورو مثلا، كما قال ان دول اوبك عبرت بشكل مباشر او غير مباشر عن انزعاجها من ضعف الدولار ورغبتها بتسعير النفط بعملات اخرى.

وكان احمدي نجاد خسر جولة في حملته ضد الدولار عندما لم يتضمن البيان الختامي لقمة اوبك الثالثة في الرياض اي اشارة الى العملة الاميركية، ولو انه تضمن اشارة ضمنية الى ان الاقتراح الايراني حول تسعير النفط سيتم درسه.

وفي ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، قال احمدي نجاد ان الولايات المتحدة واسرائيل تعملان من اجل احباط اي انتخابات رئاسية لبنانية تتم بالتوافق بين اللبنانيين.

وذكر الرئيس الايراني في هذا السياق "انطباعنا من المسرح اللبناني هو ان الحكومتين الاميركية والاسرائيلية تحاولان الا يحصل توافق بين المكونات اللبنانية" حول الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.

وخلص الى القول "افضل شيء هو التوافق بين الاطراف اللبنانية، لكن معلوماتنا تقول ان ايدي الجهات الاميركية والاسرائيلية دخلت لكي لا تسمح بانتخاب الرئيس المتفق عليه". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى