> قال المبعوث الامريكي جون نيجروبونتي أمس الأحد انه حث الرئيس الباكستاني برويز مشرف على انهاء حالة الطواريء محذرا من انها "لا تتلاءم " مع الانتخابات الحرة والنزيهة المقرر اجراؤها بحلول اوائل يناير كانون الثاني وستقوضها.

وأشاد نائب وزيرة الخارجية الأمريكية الذي التقى بمشرف أمس الأول بدور الرئيس الباكستاني في الحرب ضد متشددي تنظيم القاعدة وحركة طالبان قائلا إن واشنطن تقدر شراكتها مع حليفتها باكستان. لكنه دعا بصراحة مشرف لرفع حالة الطواريء.

وقال نيجروبونتي الرجل الثاني في الدبلوماسية الأمريكية في مؤتمر صحفي في السفارة الأمريكية "حالة الطواريء لا تتلاءم مع اجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها."

واضاف انه دعا مشرف ايضا الى الافراج عن الاف المعارضين الذين اعتقلوا وسجنوا وان يلتزم بوعده بالاستقالة من قيادة الجيش.

وتابع "اذا لم تتخذ هذه الخطوة فانها ستقوض بالتأكيد قدرة الحكومة على اجراء انتخابات مرضية."

ووعد مشرف باجراء الانتخابات في التاسع من يناير كانون الثاني وقال انه مصمم على خلع زيه العسكري وان يؤدي اليمين كرئيس مدني فور الانتهاء من حكم معلق للمحكمة العليا بشأن اعادة انتخابه في اكتوبر تشرين الاول.

ولكنه لم يوضح بعد متى سينهي حالة الطواريء ويعيد العمل بالدستور ويفرج عن مئات المحامين المعتقلين ومن بينهم كبير القضاة السابق وهي خطوات قال محللون انها تهدف إلى التمسك بالسلطة.

كما فرض مشرف أيضا قيودا على الاعلام بفرض عقوبات تصل إلى السجن لمدة ثلاث سنوات,وقالت محطات بارزتان من المحطات الاخبارية الخاصة إنهما اجبرتا على الاغلاق تماما,وقالت صحيفة برودشيت ذا نيوز إن مشرف اقترب من "الجنون".

وكتبت الصحيفة في افتتاحية "لقد حان الوقت لكي ينهي استبداده الارهابي ضد شعبه ووسائل الاعلام ومؤسساته ولكي يتنحى."

ودافع مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب غير دموي عام 1999 عن قراره باعلان حالة الطواريء قائلا انه لن يتم السماح بوقوع الاسلحة النووية الباكستانية في الايدي الخطأ في الوقت الذي يسيطر فيه الجيش عليها.

وقال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية اذيعت أمس الأول انه اذا جرت الانتخابات في "مناخ من عدم الثقة" فقد تفرز عناصر خطيرة ربما تعرض "الاصول الاستراتيجية" لباكستان للخطر.

وأضاف "لا يمكن أن تقع في الأيدي الخطأ إذا تعاملنا مع مشكلاتنا سياسيا. الجيش متواجد.. مادام الجيش متواجدا فلن يحدث شيء للاصول الاستراتيجية نحن نمسك بزمام الامور."

ومن ناحية اخرى قالت صحيفة نيويورك تايمز في عدد أمس الأحد ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش انفقت نحو 100 مليون دولار خلال السنوات الست المنصرمة على برنامج سري لمساعدة مشرف على تأمين اسلحة بلاده النووية.

وتجاهل نيجروبونتي سؤالا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوقف المساعدات العسكرية لباكستان إلى أن يفي مشرف بوعوده ووصف باكستان والولايات المتحدة بأنهما دولتان "صديقتان" تواجهان تحديات مشتركة.

واضاف "نرحب باعلان الرئيس مشرف بان الانتخابات ستجري في يناير وهو التزام كرره لي امس بعبارات قاطعة. وكرر ايضا التزامه بالتخلي عن منصبه في الجيش قبل بدء فترة رئاسته الثانية ودعوناه لان يفعل ذلك بأسرع ما يمكن.

"التحركات السياسية التي اتخذت في الاونة الاخيرة ضد المحتجين وكبت اجهزة الاعلام واعتقال الزعماء السياسيين وزعماء حقوق الانسان يتعارض بشكل مباشر مع الاصلاحات التي جرت في الاعوام الاخيرة... وقد دعوت الحكومة الباكستانية الى وقف مثل هذه الاعمال ورفع حالة الطواريء والافراج عن كل المعتقلين السياسيين."

وقال نيجروبونتي ان المصالحة بين القوى السياسية المعتدلة وذلك في اشارة على ما يبدو الى خلاف علني بين مشرف وزعيمة المعارضة بينظير بوتو "امر مرغوب فيه جدا".

وأضاف "المشاركة والحوار وليس دفع الأمور لحافة الخطر والمواجهة يجب أن تكون النظام الذي يتبعه كل الأحزاب... إذا اتخذ الجانبان خطوات للعودة إلى نقاشات المصالحة التي كانا يجريانها في السابق نعتقد أن ذلك سيكون ايجابيا جدا."

وكانت الولايات المتحدة تأمل بان ينتهي الامر باقتسام مشرف وبوتو السلطة بعد الانتخابات ولكن بوتو استبعدت العمل مع مشرف وتسعى لتشكيل تحالف سياسي مع احزاب معارضة أخرى. وتعتبر الولايات المتحدة مشرف وبوتو مؤيدين قويين للحرب ضد الارهاب. رويترز