رهان قوة السلطة وقوة سلطة الجماهير

> «الأيام» صدام مسعد القاضي:

> لا يغفل قارئ عن النضال السلمي في ظل الزخم الجماهيري المتصاعد الذي سيظل متواصلاً ومحدثاً عن مأساة شعب وحقوق ابتلعت وحريات قيدت وهوية حاولوا طمسها لم يبق منها ما هو موجود في سمات شخصياتنا ووضوح أفكارنا وشموخ أنفسنا ورفضها لمبدأ التهميش.

حاولت مراراً أن أعود نفسي أراهم يسقطون تهم الانفصالية ونقص الوطنية وأن أعودها على مناظر العجز والسلب والتنكيل وقتل الضمائر وجوع الأطفال وعوز المسنين وأوامر الإذعان دون جدوى فنفسي أبت أن تكون كما يريدون.

حقوق ظل أصحاب القرار بدون علم بها طوال ثلاثة عشر عاماً حتى اعترف وبحذر بضياع حقوق عن أصحابها وتجريد شعب أهم حقوق المواطنة المتساوية وحقوق العيش بكرامة والمشاركة بالقول والعمل وعن وحدة طالت الأرض وأبت أن تطال الإنسان، قرارات مسكنة تتوالى تحاول أرجاع الشيء اليسير من حقوق العامة التي نبههم لها صوت المغلوبين وأنين الجياع وصراخ المظلومين، سلطة لم تعرف أو تعلم معاناتي مسبقاً وإلا لكانت كفت نفسها شر المواجهة مع الجماهير وعملت على وأدها مبكراً. إن تسارع وتيرة المطالب الشعبية والتفاف الجماهير جعل السلطة تتخبط بأداء ضعيف وردود عنيفة تضر بالوطن والمواطن، منها ما حصل يوم الثاني من أغسطس حيث أبرزت السلطة تفننها في أساليب القمع والقدرة على وأد الحق واستعراض العضلات في وجه أناس يقفون تحت الشمس، حضروا من كل مكان ليقولوا نريد حقوقنا، فأين وجه المقاربة بين الأمرين؟

إن استمرار المراهنة بأن أسلوب الترغيب والترهيب والوعيد ومحاولة إظهار كل طالب حق على أنه قد اجتاز خطوطا حمراء ليس له أن يجتازها هو بمثابة تعد صارخ على أهم الثوابت الوطنية ولهم الويل مما يطالبون به، والقول إنهم لا يستطيعون بتقييدهم لحرية الصحافة وإقفال منابر وصروح الرأي والفضيلة وخرس أصوات العقلاء إظهار كل طالب حق على أنه مكدر للسكينة والاستقرار والسلم الاجتماعي، فمهما أرادوا أن يحجبوا النور عن عيني فيجب أن يعلموا أن هناك ملايين العيون في وطني تكتحل برؤياه لتحيي به آمال وتطلعات شعب نحو مستقبل يسوده العدل والمساواة.

هل آن الأوان للحكمة والشجاعة وإحقاق الحقوق كاملة دون نقصان أن تأخذ مكانها وتظهر جلية حتى لا نترك فرصة لمن يتربصون بوطننا الغالي؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى